بقايا نوى التمر تصنع الوقود الحيوي في الإمارات

فريق بحثي من جامعة الإمارات يستخرج أكبر كمية زيوت من نوى التمر لصناعة الوقود الحيوي في وقت تراهن فيه الدولة الخليجية على إنتاج 50% من طاقتها من مصادر نظيفة بحلول العام 2050.

أبوظبي - تمكن فريق بحثي من جامعة الإمارات من إنجاز مشروع نوعي لاستخراج أكبر كمية ممكنة من الزيوت من نوى التمر لصناعة الوقود الحيوي.
ويعرف الوقود الحيوي بأنه الطاقة المستدامة من الكائنات الحية سواءً الحيوانية منها أو النباتية. وهو يعتبر من أهم مصادر الطاقة المتجددة.
سعت الكثير من الدول لزراعة أنواع معينة من النباتات خصيصاً لاستخدامها في مجال الوقود الحيوي، ومنها الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة الأميركية، وقصب السكر في البرازيل، وزيت النخيل في شرق آسيا.
واستغرق إنجاز المشروع البحثي في الامارات أكثر من عامين وحظي باهتمام مجلات علمية عالمية.
وقال عماد الدين النجار أستاذ مشارك في قسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة ورئيس الفريق البحثي إن نتائج البحث أظهرت امكانية الاستفادة بنسبة 100% من مخلفات نوى التمر في الإمارات.
وأشار النجار إلى أن الهدف الأساسي هو الاستخدام الأمثل لأكبر كمية ممكنة من الزيوت الناتجة عن نوى التمر في عملية صناعة الوقود الحيوي.
 وتوصلت الدراسة إلى أن 90% من الناتج لفضلات نوى التمر تستخدم في عملية الانحلال الحراري، بحيث يمكن ان نستخرج منه غاز الهيدروجين وغاز الميتين وغاز الكربون، والناتج المتبقي من الفضلات باعتباره المكّون الأساسي للفحم.
 وأفاد ان نوى التمر له تطبيقات عملية مختلفة، وبذلك يمكن استخدام ما نسبة 100% من مكوناته لصالح الطاقة المتجددة. 
وأوضح أنه توجد في الإمارات أكثر من 40 مليون شجرة نخيل تنتج سنوياً مليون طن من نوى التمر، 10% منها تكون في شكل زيوت.
 وأضاف عماد الدين النجار "يمكن ان يكون لدينا 100 طن من الزيوت التي يمكن تحويلها إلى وقود حيوي، وكمية الفضلات المستخرجة منها تمثل حوالي 900 ألف كيلوغراما يمكن أن تستخدم في الانحلال الحراري الغازي".
 واعتبر انه يمكن استخدام الفضلات النهائية في مجال الزراعة.
وأكد رئيس فريق البحث أن معظم التحاليل تمت في مختبرات جامعة الإمارات وسلطت الضوء على إجراء تحاليل قبل وبعد استخراج الزيوت والعناصر الأساسية المكونة لنواة التمر، وبالأخص كميات المعادن وتأثيرها على البيئة، كما تم إجراء دراسات لأكبر قدر ممكن من زيوت نوى التمر.
وتريد الإمارات العربية المتحدة الغنية بالنفط والغاز تنويع مصادرها للطاقة عبر تطوير مشاريع للطاقة المتجددة، وتؤكد أنها تريد إنتاج 50% من طاقتها من مصادر نظيفة بحلول عام 2050.
وزادت قدرات إنتاج الطاقة المتجدّدة على أنواعها أربع مرّات في العالم خلال 10 سنوات. 
خلال هذا العقد، بلغت الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجدّدة، من الطواحين الريحية والألواح الشمسية والطاقة الكهرمائية والكتلة الحيوية أكثر من 2500 مليار دولار بدفع من انخفاض التكلفة، بحسب ما أظهرت الحصيلة السنوية التي تعدّها كلية المالية والإدارة في فرانكفورت و"بلومبرغ نيو إنرجي فايننس" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة.