
بلينكن في السعودية لتطويق امتداد محتمل لحرب غزة
الرياض/أبوظبي - بحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإثنين مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "التداعيات الخطيرة" للأزمة في قطاع غزة وذلك في لقاء جمع الجانبين في قصر الشاطئ في العاصمة الإماراتية أبوظبي وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، وسط تواصل الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وبحث الجانبان "علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والتطورات في منطقة الشرق الأوسط خاصة المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
كما استعرضا "التداعيات الخطيرة للأزمة في قطاع غزة على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة"، وفق المصدر ذاته.
وأكدا على "أهمية العمل على تجنب توسع الصراع بما يهدد السلم الإقليمي، فضلًا عن إيجاد أفق واضح للسلام الشامل والدائم في المنطقة كونه السبيل لتحقيق الاستقرار الإقليمي".
وشدد رئيس الإمارات على "ضرورة العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة لحماية أرواح المدنيين، وضمان توفير آليات دائمة وآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى سكان القطاع دون إعاقة، ومنع تهجيرهم"، بحسب الوكالة الإماراتية.
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الإثنين أهمية وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة وذلك في لقاء جمعه مع بلينكن، في المخيم الشتوي في محافظة العلا (الشمال الغربي للمملكة) وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وبحث اللقاء "أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة ومجالات التعاون المشترك وسبل تطويره".
كما جرى تبادل الآراء حول "تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار، خاصة مستجدات الأحداث في غزة ومحيطها والمساعي بشأنها"، وفق المصدر ذاته.
وفي هذا الصدد أكد ولي العهد السعودي "أهمية وقف العمليات العسكرية وتكثيف المزيد من الجهود على الصعيد الإنساني".
ودعا إلى "العمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم".
وظهر الأمير محمد وبلينكن قبيل اللقاء في خيمة عربية تراثية عادة ما تشهد مجالس عربية، وفق صورة للقاء نشرتها وكالة الأنباء السعودية.
وزار بلينكن الأردن وقطر الأحد في مستهل جولة دبلوماسية تستمر خمسة أيام في الشرق الأوسط وتهدف إلى الحيلولة دون اتساع نطاق الحرب في المنطقة. ومن المقرر أن يزور الضفة الغربية ومصر هذا الأسبوع.
وقال في مؤتمر صحفي في الدوحة قبل توجهه إلى أبوظبي "هذا وقت توتر عميق في المنطقة. هذا صراع قد ينتشر بسهولة ويتسبب في المزيد من انعدام الاستقرار والمعاناة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن شدة الهجوم في غزة تشير إلى عزم بلاده الأكيد على تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع وردع الخصوم المحتملين الآخرين المتحالفين مع إيران مثل جماعة حزب الله في لبنان.
وأضاف لصحيفة وول ستريت جورنال "وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محورا وليس عدوا واحدا...إيران تعمل على بناء قوتها العسكرية حول إسرائيل من أجل استخدامها".
وكثيرا ما تتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية، ويبدو أن الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن عازمون على مواصلة الهجمات على السفن في البحر الأحمر حتى تتوقف إسرائيل عن قصف الفلسطينيين في غزة.
واندلعت حرب غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
ويقول مسؤولو صحة فلسطينيون إن الهجوم الإسرائيلي أسفر حتى الآن عن مقتل نحو 23 ألفا في غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان لها اليوم الاثنين إن 73 فلسطينيا قتلوا وأصيب 99 آخرون في ضربات إسرائيلية على القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
وأدى القتال إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير عدد كبير من المنازل والبنية التحتية المدنية في القطاع وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.

وقال بلينكن إنه سيبلغ المسؤولين الإسرائيليين عند زيارته إسرائيل بضرورة بذل المزيد من الجهود لمنع سقوط قتلى ومصابين من المدنيين في غزة. وأضاف أنه يجب السماح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم ويجب عدم الضغط عليهم لمغادرة القطاع.
وحث العاهل الأردني الملك عبدالله بلينكن على استغلال التأثير الأميركي على إسرائيل للضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار، وحذر من "التداعيات الكارثية" لاستمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال.
وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس الأحد "يجب ألا تتوقف الحرب قبل أن نحقق جميع الأهداف، القضاء على حماس، واستعادة جميع رهائننا وضمان أن قطاع غزة لم يعد يشكل تهديدا لإسرائيل... أقول هذا لأعدائنا وأصدقائنا على حد سواء".
ورغم القلق العالمي إزاء إراقة الدماء والدمار في غزة والضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار، لا يزال الرأي العام في إسرائيل مؤيدا بقوة للعملية رغم التراجع الحاد في شعبية نتنياهو.
وتصاعدت حدة الاشتباكات في مدينة خان يونس بجنوب غزة وكذلك في أحياء وسط القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان. وقال مسؤولو صحة في مستشفى ناصر أمس الأحد إن غارات إسرائيلية على منازل في خان يونس أسفرت عن مقتل 50 شخصا.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة ونقابة الصحفيين هناك إن صحفيين فلسطينيين قُتلا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة بالقرب من رفح في جنوب قطاع غزة أمس الأحد.
وشهد وسط قطاع غزة هجوما بريا وجويا أشد عنفا على مدى الأسبوعين الماضيين، وتحدث سكان عن قصف بالدبابات وانفجارات أضاءت السماء في جنح الليل أمس الأحد.
وعبر سامي أبوزهري القيادي في حماس في منشور على منصة إكس عن أسفه لعدم دعم الدول العربية والإسلامية حتى الآن لمطالبة جنوب أفريقيا بمحاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
وقال "نشعر بالألم لعدم تقديم الدول العربية والإسلامية حتى الآن أي طلب لمحكمة العدل الدولية ضد جرائم الإبادة الصهيونية في غزة أو دعم طلب دولة جنوب أفريقيا بهذا الشأن".
وأضاف "نأمل أن يكون هناك استدراك وإلا فان هذا الصمت الرسمي سيشكل تفويضا للاحتلال لاستئصال ما تبقى من غزة".
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين وتقول إن مقاتلي حماس يندسون عمدا بين المدنيين، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق إن بلينكن سيستغل جولته في الشرق الأوسط للضغط على الدول الإسلامية المترددة في المنطقة حتى تستعد للاضطلاع بدور في إعادة الإعمار والحكم والأمن في غزة بعد أن تحقق إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حماس.
واعلن يوآف غالانت الإثنين أن إسرائيل ستنتقل إلى مرحلة ثالثة "طويلة" من الحرب على قطاع غزة.
وقال لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمنيركية إن القوات الإسرائيلية ستتحوّل مما أسماه "مرحلة المناورة المكثفة في الحرب" إلى "أنواع مختلفة من العمليات الخاصة"، دون تحديد موعد البدء بذلك، أو تفاصيل عن هذه العمليات. لكنه حذّر من أن "الفصل التالي من الحرب سيستمر لفترة أطول".
وفيما لم تعلن إسرائيل رسميًا الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، إلا أن تقارير إسرائيلية تقول إن الأمر "سيكون على جدول أعمال لقاءات أنتوني بلينكن، الثلاثاء، مع مسؤولين إسرائيليين في تل أبيب"، في زيارة هي الرابعة لبلينكن منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
والخميس، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أن الجيش "انتقل إلى المرحلة الثالثة من الحرب في بعض المناطق بقطاع غزة مع قوات أصغر حجما".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية تقضي المرحلة الثالثة بالانتقال من "القصف الكثيف إلى القصف المحدد وسحب العدد الأكبر من القوات من داخل قطاع غزة إلى الحدود".
وقُتل قريبان لمدير مكتب قناة "الجزيرة" في غزة وائل الدحدوح، في غارة استهدفت اليوم الاثنين سيارتهما في رفح، على ما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس وعدد من أقاربهما.
وقال ناطق باسم الوزارة إنّ الجيش الاسرائيلي "قتل ثلاثة مواطنين مستهدفاً سيارة مدنية"، وتقدّم بتعازيه إلى وائل الدحدوح الذي خسر زوجته وأبناؤه الثلاثة منذ بدء الصراع.
وأكد الصحافي لوكالة فرانس برس أن الشقيقين محمد وأحمد الدحدوح هما ابنا أخيه. وأظهرت مشاهد التدمير الذي طال سقف السيارة وعملية سحب جثة منها.
وكان محمد وأحمد الدحدوح، وهما محاسب ومهندس يبلغان 30 و26 عاماً بحسب أحد أقربائهما، يعيشان قبل الحرب مع عائلتهما في شمال الأراضي الفلسطينية قرب مدينة غزة، قبل أن يهربا إلى الجنوب ليصلا قبل أسبوعين إلى رفح.
والأحد، نعى وائل الدحدوح نجله حمزة بعد أن فقد زوجته واثنين من أبنائه في نهاية أكتوبر/تشرين الأول بضربة إسرائيلية. وقُتل حمزة مع زميله مصطفى ثريا في غارة طالت سيارتهما في جنوب الأراضي الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "استهدف ارهابياً كان يقود جهازا طائرا يشكل تهديدا لقواته"، مضيفا أنه "على علم باستهداف مشتبه فيهما آخرين كانا في السيارة نفسها".
وأعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس اليوم الاثنين أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين وذلك بعد مرور 94 يوما على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
بدورها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن صافرات الإنذار دوت في الرملة وريشون لتسيون ونس تسيونا وسيتريا وبئر يعقوب وياشريش وتل أبيب وحولون واللد.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ من غزة تجاه وسط إسرائيل، منذ ليلة رأس السنة، بحسب المصدر ذاته.
وخارج قطاع غزة، اندلعت أعمال عنف جديدة في الضفة الغربية المحتلة حيث قتل مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع جنود إسرائيليين ومستوطنين في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرة إسرائيلية أطلقت النار على مسلحين فلسطينيين هاجموا جنودا في مدينة جنين، وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن سبعة فلسطينيين قُتلوا في الغارة الجوية.
ووفقا لما أعلنه الجيش والشرطة، قُتلت مجندة في حرس الحدود الإسرائيلي وأُصيب آخرون عندما تعرضت سيارتهم لانفجار بعبوة ناسفة خلال عمليات في جنين.
وقالت أجهزة الطوارئ الإسرائيلية إن الشرطة قتلت طفلة فلسطينية في سيارة عند معبر بالضفة الغربية عندما فتحت النار على سيارة أخرى اشتبهت في أنها شنت هجوم دهس.