بلينكن يبحث في القاهرة احياء مفاوضات هدنة غزة المتعثرة

واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة خاصة مصر وقطر لتقديم مقترح معدل رغم تعنت نتنياهو.

واشنطن - أعلنت واشنطن الإثنين أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال زيارة سيقوم بها هذا الأسبوع إلى مصر، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة والتي تؤدّي دورا هاما في المحادثات الرامية لإبرام هدنة فيما تتراجع الآمال بعقد اتفاق هدنة مع استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين في فرض شروطه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إنّه خلال زيارته التي ستستمر من الثلاثاء وحتى الخميس سيجتمع بلينكن "مع مسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن ويخفّف معاناة الشعب الفلسطيني ويساعد في إرساء أمن إقليمي أوسع نطاقا".

وفي سياق متصل دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء إلى مزيد من الضغوط على إسرائيل وحماس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في ظل تعثر المفاوضات.

وشدد بوريل على أن الرهائن الإسرائيليين وسكان غزة لا يستطيعون الانتظار لفترة أطول، مع مرور نحو عام منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول التي أشعلت الحرب.

وقال في دبي خلال زيارة للإمارات "الشيء الوحيد الذي أستطيع قوله هو إن على جميع الفاعلين المعنيين أن يستمروا في الضغط على الطرفين للتوصل إلى اتفاق".

وتدارك المسؤول الأوروبي "لكن هذا الأمر تأخر كثيرا. فكل يوم يمر بدون التوصل إلى اتفاق يعني احتجاز مزيد من الرهائن ومقتل مزيد من الناس"، متابعا "لذا فالأمر لا يتعلق بالانتظار حتى الغد. فالغد تأخر جدا".

ولفت إلى أنه ناقش أيضا مستقبل غزة مع المسؤولين الإماراتيين، مضيفا "إذا لم يكن هناك مشروع سياسي، فإن الحرب مجرد تكرار القصة هي نفسها دائما".

وقال إن "الإمارات تفعل الكثير من الناحية الدبلوماسية والإنسانية... وأنا متأكد من أنها قادرة على مواصلة أداء دور مهم من أجل أي حل، في اليوم التالي".

وتؤدي مصر إلى جانب كل من الولايات المتحدة وقطر دورا أساسيا في الوساطة الجارية لوقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس لكن القاهرة تراجع حماسها بشأن الوساطة بسبب سياسات نتنياهو في فرض شروط خاصة التمسك بمحور فيلادلفيا وهو ما ترفضه مصر وتعتبره تهديدا لأمنها القومي.
وكانت مصر رفضت الأسبوع الماضي عقد جولة من المفاوضات وذلك للضغط على الحكومة الإسرائيلية واحراجها أمام الرأي العام الإسرائيلي وخاصة عائلات الأسرى.
وقال ميلر إن واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة خاصة مصر وقطر لتقديم مقترح معدل بشان وقف إطلاق النار في غزة.
ويقول مسؤولون منذ أسابيع إنه سيجري قريبا طرح مقترح جديد لصفقة تشمل إطلاق سلاح الرهائن الذين اقتادهم مسلحو حركة حماس من إسرائيل إلى غزة في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف المسؤول الاميركي إن واشنطن تعمل مع الوسطاء على ما سيحتويه المقترح وضمان أن "يدفع المقترح الأطراف إلى اتفاق نهائي" متابعا "ليس لدي جدول زمني سوى القول إننا نعمل على عجل لتطوير هذ المقترح".

ملف محور فيلادلفيا من بين أبرز الملفات العالقة
ملف محور فيلادلفيا من بين أبرز الملفات العالقة

ولم تنجح محادثات استمرت شهورا للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي دخلت الآن شهرها الثاني عشر. وقالت حماس في الأسبوع الماضي إنها مستعدة لتنفيذ وقف إطلاق النار بناء على المقترح السابق دون أي شروط من أي طرف.
ويقول مسؤولون أميركيون إنه جرى التوافق على معظم بنود الاتفاق لكن المفاوضات لا تزال جارية للتغلب على عقبتين رئيسيتين وهما مطلب إسرائيل ببقاء قواتها في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) للحفاظ على منطقة عازلة بين غزة ومصر وتفاصيل مبادلة الرهائن بسجناء فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
وأضاف ميلر أنّ الوزير الأميركي سيشارك خلال الزيارة، مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي، في "ترؤس افتتاح الحوار الاستراتيجي الأميركي-المصري".
وبحسب البيان فإنّ هذا "الحوار الاستراتيجي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنمية الاقتصادية، فضلا عن توطيد العلاقات بين شعبي البلدين من خلال الثقافة والتعليم".