بلينكن يدعو مصر للوساطة لاحتواء العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين

وزير الخارجية الأميركي يتباحث مع القيادة المصرية ملفات عديدة أبرزها حقوق الإنسان والدعم الاقتصادي وملف سد النهضة والتهديدات الإيرانية في المنطقة.
واشنطن تريد احتواء العنف بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بدعم مصري قبل التوجه الى القدس
اميركا تعول على مصر لتشديد الضغوط على ايران في المنطقة

القاهرة - بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الاثنين في القاهرة "خفض حدّة التوتر" بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتعزيز الشراكة مع الحكومة المصرية وملف سد النهضة وإيران قبل أن يتوجه إلى القدس ورام الله وسط تصاعد أعمال العنف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي داعيا القاهرة إلى لعب دور الوسيط في الأزمة.
واتخذت زيارة بلينكن المقرّرة منذ فترة طويلة إلى مصر التي تلعب تاريخيا دور الوسيط لدى الفلسطينيين، منعطفاً مختلفاً مع تدهور شديد ومفاجئ في الوضع الأمني منذ بضعة أيام.
واستقبل السيسي بلينكن وشكّلت التطوّرات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين الموضوع الرئيسي للنقاشات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إنّهما "بحثا الجهود الجارية لخفض حدّة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مؤكّداً دور القاهرة "المهم" في "تعزيز الاستقرار الإقليمي".
وفي مؤتمر صحافي بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، دعا بلينكن جميع الأطراف إلى "الهدوء وخفض تصعيد" العنف الجاري.
وأشار بلينكن إلى أهمية دور مصر في لعب دور الوسيط بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، قائلا "ناقشت مع الرئيس السيسي وشكري كيفية تخفيف التوتر وإعادة الهدوء" إلى المنطقة.
من جهته قال شكري إن مصر أكدت العمل على "احتواء موجة العنف الأخيرة ومراعاة مصالح كل الأطراف واستقرار المنطقة"، مشيرا إلى أهمية "إيجاد الإطار السياسي الملائم للتوصل إلى حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس مبدأ حل الدولتين".
في أعقاب الهجمات الأخيرة، أعلنت حكومة بنيامين نتانياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، إجراءات تهدف إلى معاقبة أقارب منفّذي الهجمات.
وفي السياق، أغلقت القوات الإسرائيلية منزل عائلة فلسطيني قتل ستة إسرائيليين وامرأة أوكرانية الجمعة في القدس الشرقية، بهدف هدمه.
وشنّ الجيش الإسرائيلي غارات في اليوم نفسه على غزة رداً على إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ في اتجاه إسرائيل من القطاع المحاصر.
وكانت إسرائيل نفّذت الخميس عملية عسكرية في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة قتل فيها تسعة فلسطينيين، وهو العدد الأكبر من القتلى في عملية واحدة منذ سنوات طويلة.
والأحد توفي فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها الخميس لترتفع بذلك إلى عشرة حصيلة قتلى العملية في جنين.
وشهدت القدس الشرقية السبت هجوماً جديداً حين فتح فتى فلسطيني عمره 13 عاماً النار وأصاب رجلاً وابنه بجروح، قبل أن يصاب بدوره على أيدي إسرائيليين مسلحين ويتم توقيفه.
وقتل حرّاس إسرائيليون الأحد فلسطينياً في الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967. والإثنين، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينياً في الخليل في الضفة الغربية، وفقاً للسلطات الفلسطينية.
وتثير أعمال العنف مخاوف من دوّامة جديدة، حيث سيكرّر بلينكن الدعوة الأميركية لضبط النفس الإثنين خلال لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، ثمّ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
إعادة الاتصال بنتانياهو
وقال بلينكن لقناة "العربية" السعودية إنه "يريد التحدث مع الحكومة الإسرائيلية وقيادة السلطة الفلسطينية". مضيفا "أريد أن أكون قادراً على سماع ما يقوله الأشخاص الذين يتأثّرون بشكل يومي" بسبب الصراع.
ورغم أنّ الولايات المتحدة ومصر، وهي من كبار المستفيدين من المساعدة العسكرية الأميركية، تعدّان من الفاعلين الدبلوماسيين المهمّين، إلّا أنّ الخبراء يعتبرون أنّ هامش المناورة المتاح لوزير الخارجية الأميركي يبقى محدوداً.
ودانت واشنطن الهجوم "المروّع" في القدس الشرقية، فيما سيحثّ بلينكين بنيامين نتانياهو ومحمود عباس على "اتخاذ تدابير عاجلة لخفض التصعيد"، وفقاً لوزارة الخارجية.
غير أنّ مسؤولين أميركيين لا يخفون في الأحاديث الخاصة إحباطهم من التصعيد والطريق المسدود الذي وصل إليه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفيما من المتوقّع إحراز تقدّم ضئيل على مستوى خفض التصعيد، تسعى واشنطن إلى إعادة الاتصال بنتانياهو. وفي هذا الإطار، قام عدة مسؤولين مؤخرا بزيارات إلى القدس، كما يتحدث بعض الخبراء عن زيارة محتملة لنتانياهو إلى البيت الأبيض في شباط/فبراير.
حقوق الإنسان وسد النهضة

مصر تريد دعما اميركيا قويا لموقفها بشان سد النهضة
مصر تريد دعما اميركيا قويا لموقفها بشان سد النهضة

وأشار بلينكن الى ملف حقوق الإنسان في مصر قائلا انه مثل إحدى القضايا في صدارة جدول أعمال المحادثات التي أجراها مع الرئيس المصري ووزير خارجيته خلال زيارته للقاهرة.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل تشجيع القاهرة على اتخاذ مزيد من التحركات بشأن حقوق الإنسان بما في ذلك إطلاق سراح المزيد من السجناء السياسيين وإصلاح نظام الاحتجاز على ذمة القضايا.
وذكر أن إجراء انتخابات في ليبيا هذا العام هو المسار الوحيد القابل للتطبيق من أجل حل دائم في البلاد.
وتناول الجانبان الملف الإيراني حيث قال بلينكن ان من المهم مواصلة العمل للتصدي لتصرفات إيران في المنطقة فيما يظهر انها دعوة من واشنطن لاشراك القاهرة في جهود التصدي للتهديدات الايرانية المتصاعدة.
وأضاف "بالنسبة للولايات المتحدة ولكثير من شركائنا في المنطقة، من المهم جدا أن نواصل مجابهة التصرفات المختلفة لإيران في المنطقة وخارجها والتصدي لها كلما اقتضت الضرورة".
وشمل المباحثات التطورات في ملف سد النهضة وهو ملف حساس للمصريين حيث قال شكري "إننا تباحثنا اليوم أيضا حول سد النهضة وأهمية استمرار العمل المشترك للحفاظ على مصالح جميع الأطراف وفقا لقواعد القانون الدولي والأمن المائي المصري".
وقال أن من المهم العمل المشترك لمواجهة كل التحديات التي نعمل سويا للتغلب عليها لمواجهة الإرهاب والتطرف، وهي من الموضوعات الأساسية التي تم بحثها، كما يجري العمل على عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة خلال هذا العام للاحتفال بمئوية العلاقات بين البلدين "، مع تطلع مصر إلى مزيد من الاستثمارات الاميركية.