بنسعيد: حماية التراث اللامادي المغربي من السطو مسؤولية جماعية

وزير الشباب والثقافة يدعو إلى مواصلة الدفاع بجميع الوسائل المتاحة عن التراث الثقافي للمغرب داخل جميع الأجهزة والمنظمات.

الرباط - دعا وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، الاثنين، من أروقة مجلس النواب، إلى ضرورة التفكير في آلية داخل مختلف الأجهزة البرلمانية الدولية، للترافع على التراث اللامادي المغربي وحمايته من السطو.

وفي معرض رده على سؤال خلال جلسة الأسئلة الشفوية حول "حماية التراث اللامادي المغربي" تقدمت به مجموعة من الفرق البرلمانية، قال بنسعيد إن الجميع مسؤولون عن نقل تاريخ المغرب وتراثه الثقافي إلى الأجيال المقبلة، رغم محاولات الخصوم الفاشلة.

وشدد على أهمية مواصلة الدفاع بجميع الوسائل المتاحة عن التراث الثقافي المغربي داخل جميع الأجهزة والمنظمات، مذكرا بآخر هذه المحاولات والتي تتعلق بالقفطان المغربي، حيث اعتمدت لجنة اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي ولأول مرة خلال اجتماعها في الباراغواي، التحفظ الذي قدمته المملكة المغربية ضد إدخال صورة القفطان المغربي في ملف دولة أجنبية، وذلك بفضل المسؤولية الجماعية للمغاربة والتنسيق المشترك بين القطاعات الحكومية والمجتمع المدني.

وكانت وزارة الثقافة المغربية نبهت في مايو/أيار الماضي رسميا منظمة اليونسكو من استيلاء الجزائر على عناصر التراث الثقافي غير المادي المغربي، بعد إدراجها في ملف التسجيل للعام 2024 صورا ومقاطع فيديو للقفطان المغربي على أنه قفطان جزائري، في عملية سطو ليست الأولى.

وجاءت الشكاية بعد أن لاحظ المغرب وجود صورة للباس 'نطع فاس' أو 'النطع الفاسي' نسبة للمدينة المغربية، ضمن ملف كانت الجزائر تعتزم وضعه لدى اللجنة الحكومية المكلفة بصون التراث غير المادي، وتم التفطن حينها إلى أن القفطان موضوع الصورة تمت سرقته من متحف يوجد بأمستردام وهو ملكية مغربية، وفق وسائل إعلامية مغربية.

ويسعى المغرب لحماية تراثه وموروثه الثقافي وتحصينه من السطو خاصة بعد إدعاء الجزائر ملكيتها وأحقيتها في بعض الصناعات المغربية التقليدية التي تعد من التراث والموروث، حيث لا تزال أكلة الكسكسي ولباس القفطان وفن الراي وموسيقى كناوة وغيرها من التراث الثقافي غير المادي، تثير تجاذبات حادة بين الجزائريين والمغاربة بشأن أحقية "الملكية الثقافية" لهذه الأكلات والأزياء والفنون، ليصل الأمر إلى حد تبادل الاتهامات بين الطرفين.

وأضحى المغرب شريكا أساسيا لمنظمة اليونسكو على المستوى الإقليمي والقاري، وحتى لمنظمات دولية أخرى متخصصة في مجال الملكية الفكرية، وفق بنسعيد، مشيدا بمستوى التعاون القائم بين المملكة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.

وأشار إلى أنه تم الاشتغال على مجموعة من الإجراءات الرامية إلى حماية التراث الثقافي انطلاقا من مأسسة "Label Maroc" وهو إطار قانوني لحماية التراث المغربي المادي وغير المادي من الاستعمال غير المشروع، إضافة إلى فتح نقاش هام مع المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية بجنيف، في أفق توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك في إطار جهود المغرب لحماية التراث الثقافي دوليا.

وسجل المغرب إلى حد اليوم 13 عنصرا تراثيا ثقافيا غير مادي آخرها الملحون، وسيكون ملف القفطان عنصرا تراثيا مسجلا لدى اليونسكو خلال سنة 2025، وفق ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء عن وزير الثقافة.

وشدد بنسعيد على أن الثقافة هي ذاكرة الشعب والوعي الجماعي للاستمرارية التاريخية، وهي طريقة التفكير والعيش، لافتا إلى أنه تم الاشتغال كذلك على تعزيز الوعي الجماعي بالتراث وأهميته داخل المجتمع، وإطلاق عدد من المبادرات، بينها شهر التراث، التعريف بالمواقع التاريخية وتنظيم عروض تراثية مثل نوستالجيا ونشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تعرف بالتراث الثقافي غير المادي، وما تزخر به ثقافة المملكة من تراث غير مادي غني.