بنس يطالب الأوروبيين بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران

نائب الرئيس الأميركي يحث الأوروبيين على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران المتهمة بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، متوعدا طهران بمزيد من العقوبات.
المؤتمر يوحد المواقف بأن إيران أكبر تهديد في الشرق الأوسط
بومبيو يدعو إلى عهد جديد من التعاون في الشرق الأوسط

وارسو - اتهم مايك بنس نائب الرئيس الأميركي دولا أوروبية بارزة، اليوم الخميس، بمحاولة كسر العقوبات الأميركية على إيران، في تصريحات خلال قمة عن الشرق الأوسط من المرجح أن تزيد من توتر العلاقات عبر الأطلسي.

وتحدث بنس خلال المؤتمر المنعقد في وارسو بمشاركة 60 دولة بينها إسرائيل وست دول خليجية عربية، لكن غاب عنه الفلسطينيون وإيران.

وتحدث بنس وسط توترات مع الاتحاد الأوروبي بشأن قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية مع إيران عام 2015 وإعلانها المفاجئ سحب قواتها من سوريا.

وقال بنس "بعض شركائنا الأوروبيين الرئيسيين لم يبدوا للأسف أي تعاون، بل قادوا في الحقيقة مساعي وضع آليات لإفساد عقوباتنا"، معتبرا أن إيران التي وصفها بـ"الخطر الأكبر" في المنطقة تعد "لمحرقة جديدة" بسبب طموحاتها الإقليمية.

وأضاف أن آلية وضعها الاتحاد الأوروبي لتسهيل التجارة مع إيران هي "مسعى لكسر العقوبات الأميركية على النظام الثوري الإيراني القاتل".

وأردف "إنها خطوة غير حكيمة لن تؤدي إلا إلى تقوية شوكة إيران وإضعاف الاتحاد الأوروبي وتباعد أكثر بين أوروبا والولايات المتحدة".

ووضعت الآلية التجارية الأوروبية كسبيل لشراء صادرات إيران من النفط والغاز مقابل بضائع الاتحاد الأوروبي. لكن سقف هذه الطموحات انخفض في الوقت الذي يقول فيه دبلوماسيون إن هذه الآلية لن تستخدم سوى للتجارة في المنتجات الإنسانية مثل الغذاء وهو ما تسمح به واشنطن.

وتزامنا مع إحياء الجمهورية الإسلامية الذكرى الأربعين للإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، تعهد بنس ممارسة حد أقصى من الضغوط لكنه لم يدع علنا إلى تغيير النظام.

وتابع "في وقت يواصل الاقتصاد الإيراني انهياره وينزل الشعب الإيراني إلى الشارع، على الدول التي تدافع عن الحرية أن تتوحد وتحمل النظام الإيراني مسؤولية الشر والعنف اللذين طاولا شعبه والمنطقة والعالم برمته".

ونبه إلى أن العقوبات الأميركية "ستصبح أشد وطأة"إلا إذا "غيرت إيران سلوكها الخطير والمزعزع للاستقرار".

وعبر حلفاء واشنطن الأوروبيون عن القلق من أن يتحول المؤتمر إلى جلسة لانتقاد إيران وتصعيد التوترات مع الجمهورية الإسلامية التي وصفت المؤتمر بأنه "سيرك بائس".

وتقول طهران إن برنامجها للصواريخ الباليستية مخصص لأغراض الدفاع والردع فقط وإنها لم تنشر قوات في سوريا والعراق إلا بعد طلب من حكومتي البلدين.

بومبيو: ما من تحد في المنطقة سيحل نفسه بنفسه
بومبيو: علينا أن نعمل معا من أجل أمن المنطقة

من جانبه دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال المؤتمر إلى عهد جديد من التعاون في الشرق الأوسط وقال إنه لا يمكن لأي دولة أن تظل بمعزل عن التصدي للتحديات الإقليمية مثل إيران وسوريا واليمن والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال بومبيو أمام وزراء خارجية البلدان المشاركة ومسؤولين آخرين أن "الولايات المتحدة تسعى لعهد جديد من التعاون بين كل بلداننا بشأن كيفية مواجهة هذه القضايا".
وأضاف "ما من تحد في المنطقة سيحل نفسه بنفسه. علينا أن نعمل معا من أجل الأمن. ما من سبيل لأي دولة لأن تبقى بمعزل".

واجتماع وارسو استعراض نادر للتعاون في الشرق الأوسط ويجمع إسرائيل ودول الخليج العربية وبينها السعودية.

لكن الفلسطينيون رفضوا المشاركة في المؤتمر بسبب ما اعتبروه تحيز الولايات المتحدة ضدهم في عهد ترامب. ويقاطع الفلسطينيون الإدارة الأميركية منذ غير ترامب السياسة الأميركية المتبعة منذ عقود واعترف عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل.
أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد أشاد الخميس بوحدة المواقف المناهضة لإيران للمشاركين في مؤتمر وارسو.

وقال نتنياهو الذي يخوص الانتخابات العامة في التاسع من أبريل/نيسان "أعتقد أن هذا يمثل تغييرا، إدراكا مهما لما يهدد مستقبلنا، وما علينا أن نفعله لتأمينه وآفاق التعاون التي تمتد أبعد من الأمن إلى كل مناحي حياة شعوب الشرق الأوسط".

وقال نتنياهو إن العشاء الافتتاحي للمؤتمر مساء الأربعاء شكل "منعطفا تاريخيا". وأضاف "في القاعة جلس حوالي ستين وزيرا للخارجية يمثلون العشرات من الحكومات، ورئيس وزراء إسرائيلي ووزراء خارجية دول عربية كبرى وتحدثوا بقوة ووضوح ووحدة غير عادية ضد التهديد المشترك الذي يشكله النظام الإيراني".

وتابع "أعتقد أن هذا يدل على تغيير وتفهم مهم لما يهدد مستقبلنا وما نحتاج إليه لضمان أمنه، وإمكانية التعاون ستتوسع إلى أبعد من الأمن لتشمل كل جانب من جوانب الحياة".

نتنياهو يدعو الى 'نقطة تحول تاريخية' في مواجهة ايران
نتنياهو يدعو الى 'نقطة تحول تاريخية' في مواجهة ايران