بنكيران يتجه لقيادة العدالة والتنمية لولاية جديدة وسط تصدعات داخلية

خلافات طفت على السطح بين عدد من أعضاء الصف الأول في الحزب والقيادة الحالية على خلفية مطالبتهم بتجديد القيادة وضخ دماء جديدة.

الرباط - انتخب مؤتمر حزب العدالة والتنمية، صباح الأحد أعضاء المجلس الوطني، بغياب الأمين العام السابق ورئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني عن المؤتمر في مشهد يعكس بوضوح حجم التراجع الكبير الذي عرفه الوزن السياسي للحزب مقارنة بمحطات سابقة، لتستقر المنافسة بين ثلاثة مرشحين لمنصب الأمين العام للحزب، بينما تؤكد المصادر أن الأمر محسوم للأمين الحالي عبدالإله بنكيران.

وفي الانتخابات الحزبية، حصل عبد الإله بنكيران على 163 صوتا، وإدريس الأزمي (وزير سابق) على 160 صوتا، وعبد العزيز العمري (وزير سابق) على 111 صوتا، وعبد الله بووانو (رئيس الكتلة النيابية للحزب بمجلس النواب الغرفة الأولى بالبرلمان) على 94 صوتا، وعبد العالي حامي الدين (برلماني سابق) على 31 صوتا، وجامع المعتصم (عمدة مدينة سلا السابق) على 30 صوتا.

وشهدت عملية الاقتراع السري في المؤتمر التاسع للحزب، تطورا مفاجئا بإعلان ثلاثة مرشحين انسحابهم من السباق، وهم جامع المعتصم وعبد العزيز العمري وعبد العالي حامي الدين، مما يعني أن المنافسة ستقتصر على الثلاثي بنكيران والأزمي وبووانو. في المرحلة الثانية من الانتخابات التي تجرى بوقت لاحق الأحد.

وخلال الفترة الأخيرة كان هناك حالة من التخبط والتصدّع داخل صفوف البيجيدي في ظل خلافات بين عدد من أعضاء الصف الأول في الحزب والقيادة الحالية على خلفية مطالبتهم بتجديد القيادة وضخ دماء جديدة تكون قادرة على مواكبة التحديات والمتغيرات، بسبب مواقف بنكيران وتفرده بالقرار والتي لا تخدم مصلحة الحزب بقدر ما تخدم مصالحه الشخصية وبقائه في دائرة الضوء.

ويرى متابعون أن الكلمة الأولى والأخيرة في المؤتمر الوطني التاسع تبقى لبنكيران، ويبدو أن آمال الكثير من أعضاء الحزب بأن يُعلن بنكيران موقفه الرافض للاستمرار في قيادة الحزب لولاية جديدة لن تتحقق، إذ كانوا يضعون احتمالا أن يأخذ الأمين العام موقفا لتفادي التداعيات التي قد تلحق بالتنظيم في حال استمراره، خصوصًا أن الغالبية الساحقة تتوق إلى التجديد دماء قيادة الحزب وفسح المجال أمام اسم مثل إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس برلمان الحزب الذي يحظى بتقدير كبير من بنكيران، أو عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للحزب في مجلس النواب.

ويأتي هذا الاستحقاق فيما تركز النقاش بشأن مدى إمكانية استمرار الأمين العام المنتهية ولايته بنكيران في قيادة العدالة والتنمية لولاية جديدة، في ظل تركيز الحزب على مهاجمة الحكومة للبروز في المشهد السياسي المغربي لتزعم المعارضة.

وهاجم بنكيران، في كلمته أمام الحاضرين بالمؤتمر الوطني التاسع، السبت حكومة عزيز أخنوش، معتبرا إياها "حكومة فاشلة". وأضاف "هذه الحكومة لا حس لها، ولا تتحدث مع المواطن. وضيعت علينا شهورا طويلة في التعليم".

ووفق الإجراءات الداخلية، يختار كل عضو في المؤتمر الوطني السابق والحالي للحزب 3 أسماء بطريقة سرية، ومن يحصل على أكثر من 10 بالمئة يصبح مرشحا.

أما في المرحلة الثانية، فيختار الحاضرون بالمؤتمر وعددهم 1700، مرشحا واحدا بطريقة سرية ومن يحصد أكبر عدد من الأصوات يصبح الأمين العام الجديد.

وعلق عبد العزيز أفتاتي، القيادي البارز في حزب المصباح، بخصوص غياب أسماء وازنة مثل العثماني، إن غياب "بضع عشرات من الإخوان والأخوات لا يغيّر في المناسبة شيئًا، لأن مناضلي الحزب بشكل عام معبّأون وموحدون، ولا يهم لا شخص ولا مجموعة، بمن فيهم بنكيران".

وأضاف أفتاتي "هذا حزب مناضلين، ويصعب اختصاره في بضعة أشخاص أو شخص"، وزاد مشددًا على أن الكثير يتحدث عن "بنكيران واستمراره من عدمه، وأنا أقول إن هذا الحزب أكبر من بنكيران وأي شخص كان، ولا يمكن اختصار الحزب في شخص كما يروّج خصوم الحزب"، وفق تعبيره.

ويعكس الغياب الجماعي لعدد من الأمناء العامين وزعماء الأحزاب، والاكتفاء بتمثيليات محدودة أو رمزية لبعض الهيئات السياسية، حجم العزلة التي يعيشها البيجيدي، خاصة وسط الأزمة التنظيمية التي يتخبط فيها الحزب منذ الهزيمة المدوية التي تلقاها في انتخابات 8 سبتمبر/أيلول 2021.

وفي 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، انتخب المؤتمر الاستثنائي للعدالة والتنمية، بنكيران رئيس الحكومة الأسبق (2011-2017)، أمينا عاما للحزب لولاية تمتد 4 سنوات.