بنكيران يحول السجال السياسي مع أخنوش إلى معركة شخصية
الرباط - اعتبر عبدالاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي (البيجيدي أو حزب المصباح) أن السجال السياسي الناشئ مع رئيس التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة عزيز أخنوش بصفتيه الحزبية والحكومية، واهتمام حزب الأخير بخرجاته الإعلامية والحزبية، دليل على أن المعركة الحالية أصبحت بينه وبين أخنوش.
وكان رئيس الحكومة المغربية قد هاجم بنكيران دون أن يذكره بالاسم في رد ضمني على الخرجات الإعلامية والخطابية لزعيم حزب 'المصباح' التي دأب فيها على مهاجمة الحكومة واتهامها بعدم الوفاء بوعودها والتقليل من شأن ما أنجزتها خلال فترة نصف ولايتها. كما نظم بنكيران حملة شرسة استهدفت وزير العدل عبداللطيف وهبي ووصفه بـ"وزير الفساد" في تصريح اعتبر خروجا عن اللباقة السياسية والحزبية.
وتشهد الساحة السياسية المغربية حالة من الشد والجذب بين زعماء أحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية، وبين أحزاب الائتلاف الحكومي لحسابات انتخابية محلية.
والحراك السياسي الذي يشير إلى حالة طبيعية وديمقراطية، انقلب في بعض الأحيان إلى سباب وشتائم تتعارض مع الدفع لأخلقة العملية الحزبية والسياسية في البلاد. وكان بنكيران من أكثر الشخصيات إثارة للجدل وخروجا عن مسار أخلقة العمل السياسي.
وينظر لتصريحاته على أنها هروب للأمام ومحاولة للتغطية على فشل حزبه سواء حين قاد الحكومة في مناسبتين على مدى نحو عقد أو منذ خروجه من الباب الصغير في آخر انتخابات تشريعية أظهرت مدى هشاشته تنظيميا وسياسيا ومدى تراجع الثقة الشعبية فيه.
ويعاني الحزب الإسلامي من أزمة داخلية تجلت من خلال عدة انشقاقات وأزمة مالية ناجمة في جزء منها عن امتناع الكثيرين من منتسبيه عن تسديد معلوم الاشتراك الحزبي.
ووصف بنكيران السبت الهتافات ضده خلال افتتاح أخنوش للجامعة الصيفية لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار (الحمامة) بأنه "إشهار من ناس أكادير لحزبه".
وتابع أن اهتمام حزب الأحرار بتصريحاته "دليل على أن المعركة السياسية بالمغرب حاليا" أصبحت بينه وبين أخنوش، معتبرا أنه كان له الفضل في صعود أخنوش السياسي وأنه هو من اقترح على العاهل المغربي الملك محمد السادس تعيينه وزيرا.
وحرص زعيم 'البيجيدي' على اختيار مفردات لتقزيم خصمه بمحاولة إظهار أنه لم يكن معروفا قائلا باللهجة المحلية "أنا اللي طلعتو من كأس البئر"، مضيفا أنه كان وقتها "في باريس وكان لا يمثل أي حزب وأكد لي أنه لن يفعل".
وجاءت تصريحاته ردا على الهتافات ضده في تجمع للأحرار بأكادير قال فيها أنصار حزب أخنوش "بنكيران سير بحالك والسياسة ماشي ديالك" في إشارة إلى أنه ليس رجل سياسية.
ورأى أن الحفاوة التي حظي بها أخنوش في أكادير ليست صادقة وأن من هتفوا لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار "أناس لهم غايات"، مضيفا "هذا الناس اللي جمعهم يظنون أن بإمكانهم الاستفادة ويمشيو بحالهم".
وقال وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام مغربية "أتحداه أن يجمع مثل هذا العدد ويهتفون لهم من قلوبهم ويقولوا له أخنوش يا حبيبي.. طبعا هو جمع 4000 حنا جمعنا غير 500 ولكن كما يقول المثل كمشة ديال النحل حسن من شواري ديال الذبان"، في تشكيك في أن من حضروا افتتاح الجامعة الصيفية لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار، يمثلون الحزب ويناصرون أخنوش.
وانتقد بنكيران الأغاني التي رددها أنصار الأحرار ورقصوا على أنغامها قائلا "تراقصهم إما دليل على أنهم فرحون بقتل إخواننا في فلسطين، أو أنهم لا يأبهون أصلا بكل ما يجري بما فيها الفيضانات التي خلفت ضحايا هنا بالمغرب".
وبدا واضحا أنه حاول استثمار التعاطف مع غزة ومن تضرروا من السيول الأخيرة، سياسيا لتأليب الرأي العام على رئيس الحكومة.
ووجه انتقادات لرئيس الحكومة قائلا "الرجل المسكين، صحيح يملك مالا ولكنه مسكين جدا في السياسة ودخل لقيادة الأحرار على عجل وحتى بلا قانون"، مشككا في قدراته وخبراته السياسية.