بنكيران يهاجم مجددا وزير العدل عوض التركيز على أزمات حزبه
الرباط - شنّ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي "البيجيدي" عبدالإله بنكيران هجوما على وزير العدل عبداللطيف وهبي ووصفه بأنه "مستفز"، معتبرا أنه "ليس الشخص المناسب" للإشراف على مقترحات تعديل مدونة الأسرة، في أحدث حلقة من حلقات الضجيج الذي دأب بنكيران على إثارته كلما أراد إعادة حزبه إلى دائرة الضوء.
وهي ليست المرة الأولى التي يهاجم فيه بنكيران وزير العدل، إذ سبق أن نعته بـ"وزير الفساد"، على خلفية تصريح أدلى به حول العلاقات الرضائية، ما أثار غضبا واستنكارا في الساحة السياسية.
وكان وهبي قد كشف خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي عن مقترحات تعديل مدونة الأسرة بعد أن أحيلت بتوجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس على المجلس العلمي، بينما شاركت في النقاش أكثر من ألف هيئة مدنية وسياسية وخبراء.
وتضمنت التعديلات رفع سن الاستثناء المتاح أمام القضاة لتزويج قاصرات من 15 إلى 17 عاما، مع تقييده "بعدة شروط تضمن بقاءه عند التطبيق، في دائرة الاستثناء"، كما شملت المقترحات إحبارية استطلاع رأي الزوجة خلال توثيق عقد الزواج بشأن اشتراطها عدم التعدد.
وقال بنكيران في كلمة خلال الاجتماع الاستثنائي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الأحد إن "وهبي إنسان مستفز وموقف المجتمع منه سلبي جدا، وعبرنا عن رأينا وكنا ننتظر في التعديل الحكومي السابق أن يذهب ليرتاح، وشاءت أقدار الله أن يبقى في موقعه وهو من يتكلف بطرح هذه القضايا".
واعتبر أن "تعديل مدونة الأسرة يلزمه شخص آخر من طينة الناس الذين مروا في هذه الوزارة، وبعضهم توفي رحمة الله عليهم وبعضهم ما يزال حيا يرزق، مثل الرميد والمشيشي العلمي وأشخاص آخرين من هذه الطينة".
وأضاف "نقول لإخواننا والمتعاطفين معنا وعموم المواطنين إنه لا يوجد شيء نحن ملزمون به لحد الآن، إلا ما صدر عن المجلس العلمي الأعلى باعتباره لا يجوز شرعا، وذلك لن نتحدث عنه سواء تعلق الأمر بالتعصيب أو توارث المسلم والكافر أو إثبات النسب بالحمض النووي، هذه أمور حسم فيها المجلس العلمي وتقبلها المجتمع وحسم الأمر".
وتعكس تصريحات أمين عام "البيجيدي" رغبته في ترميم شعبيته المنهارة بتعلة الدفاع عن الشريعة الإسلامية بعد خروج حزبه من الحكم من الباب الصغير إثر هزيمة انتخابية نكراء في العام 2021.
وتشير تصريحات قادة حزب العدالة والتنمية ومن بينهم بنكيران إلى أنهم لا يزالون تحت وقع صدمة السقوط المدوي في تلك الانتخابات، فيما وصفها بعضهم بأنها "قاسية وغير منتظرة حتى من أكثر المتشائمين".
ويُنظر إلى بنكيران على أنه يركز على توجيه الاتهامات والانتقادات إلى خصومه عوضا عن التفكير في إيجاد حلول لحزبه الذي يئن تحت وطأة العديد من الأزمات، فيما تقيم أنشطته وتصريحاته الدليل على أنه بدأ فعليا في التحضير للانتخابات المقبلة قبل عامين من موعدها.