بن علي: نحتاج الى تكريس المصالحة بين التنمية والبيئة

تونس الخضراء تريد ان تكون اكثر اخضرارا

تونس – اعرب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن امله في اقامة حوار دولي يكرس المصالحة بين التنمية والبيئة ويفضي الى وضع اليات تعاون فاعلة تقدم الحلول المناسبة لاشكاليات العلاقة بين الارض والانسان.
وجاءت تصريحات الرئيس التونسي خلال حفل اقيم في تونس تسلم فيه بن علي الجائزة الدولية للاقتصاد التضامني والتنمية المستديمة التي تمنحها مؤسسة "سوريلا ناتورا" الايطالية تقديرا لجهوده في بناء اقتصاد مبني على قيم التضامن الاجتماعي والتنمية الشاملة والمستديمة حسبما اعلن روبرتو لايوني رئيس المؤسسة.
وقال بن علي "ان التوفيق بين العمل الانمائي والمحافظة على المحيط قد اصبح اليوم حتمية دولية ملحة" مذكرا "ان كلفة حماية البيئة لدوام التنمية وتواصلها تمثل عبئا ثقيلا على البلدان النامية، وخاصة منها البلدان الاشد فقرا، مما يستوجب مزيد التعاون والتضامن بين البلدان المصنعة والبلدان النامية".
وكان الرئيس التونسي اقترح حلولا توافق بين اعادة جدولة ديون الدول الفقيرة والمتوسطة وخطواتها في الاصلاح البيئي مما يمثل سبلا عملية لتفعيل قنوات التعاون الدولي ضمن اليات تراعي الاوضاع الاجتماعية التي تعرقل العناية بالبيئة وحمايتها.
ويتزامن الاحتفال بتسلم الرئيس التونسي بالجائزة الدولية باحياء تونس لليوم العالمي للبيئة الذي منح شعار "لنمنح كوكبنا فرصة جديدة".
وجاء في بيان صادر عن وزارة البيئة والتهيئة الترابية التونسية "أن هذا الاحتفال يتزامن مع المرحلة الأخيرة من الإعداد للقمة العالمية للتنمية المستديمة التي ستنعقد في جوهانسبورغ ( جنوب إفريقيا) والتي ستكون مناسبة لتقييم ما تحقق منذ قمة ريو وبحث إمكانات تعديل المسار ورسم المناهج والصيغ الملائمة لحماية البيئة والحفاظ على منظوماتها وتامين استدامة التنمية لكافة الشعوب."
وتشكل حماية البيئة بالتوازن مع تحقيق التنمية المستديمة إحدى الأولويات التونسية.
وفي هذا الإطار يجري العمل على بلوغ نسبة 15 مترا مربعا للفرد التونسي الواحد من المساحات الخضراء مع نهاية العقد الحالي بالاعتماد على تظافر جهود كافة الأطراف بما في ذلك مختلف مكونات المجتمع المدني.
وثمة برنامج وطني للمنتزهات الحضرية يتمثل في الإنشاء التدريجي لمائة منتزه موزعة على كافة مناطق تونس بما يساعد العائلات على إيجاد متنفس طبيعي وفضاء للترفيه والتسلية.
كما تنجز مشاريع هامة للحفاظ على التنوع البيولوجي والتصرف في المحميات من ضمنها النهوض بالحدائق الوطنية إشكل وبوهدمة وجبيل من اجل المحافظة على توازنات منظوماتها الطبيعية.
وامر الرئيس بن علي بالرفع في الاعتمادات المخصصة لتعهد المساحات الخضراء تعزيزا لجهود البلديات ذات الموارد المتوسطة والضعيفة.
كما تم إقرار برنامج خاص بتطهير المناطق الريفية وبناء محطات تطهير مندمجة للبلديات الصغرى وكذلك بالتجمعات الريفية بما يساهم في تحسين إطار العيش في مختلف هذه المناطق.
وتكريسا لمنهج الملاءمة بين حماية البيئة ومتطلبات التنمية تم إقرار إجراء يرمي بالخصوص إلى صيانة التوازنات البيئية حول المدن والحد من التوسع العمراني غير المدروس وتجنب كل نشاط يساهم في إهدار المناطق الفلاحية والأراضي الخصبة وذلك من خلال إقرار تكوين مدخرات عقارية تمكن من تلبية الحاجيات المتوقعة حسب أمثلة التهيئة الترابية والخطط التنموية المرسومة على المدى المتوسط والبعيد وهو إجراء له دلالته في إطار السعي إلى تحقيق التنمية المستديمة.
وفي ما يخص معالجة النفايات يمثل البرنامج الوطني للتحكم في النفايات الصلبة ومقاومة التلوث أحد الشروط الهامة لضمان بيئة سليمة.
وتخطط وزارة البيئة والتهيئة الترابية في هذا الصدد لإنجاز 9 وحدات معالجة للنفايات الصلبة وتجهيزها بمعدات الاستغلال في بنزرت ونابل وسوسة والقيروان وصفاقس وقابس والمنستير ومدنين وجربة وتحسين طرق الاستغلال بالمصب المراقب بالعاصمة بجبل شاكير ومواصلة تركيز نقاط (ايكولف) عن طريق الجمع بمقابل والحاويات.
ومن ناحية أخرى توجهت العناية إلى حماية الشريط الساحلي وفق ضوابط تأخذ في الاعتبار التنمية السياحية والمحافظة على الوسط الطبيعي والمميزات الجمالية لهذه المناطق.
وقد انخرطت تونس في مسيرة التعاون الدولي من اجل النهوض بالتنمية المستديمة لا سيما منذ انعقاد قمة ريو وصادقت على مختلف الاتفاقيات الدولية في مجالات حماية البيئة على غرار التنوع البيولوجي ومكافحة التصحر والتغيرات المناخية وغيرها.
كما بادرت إلى بعث اللجنة الوطنية للتنمية المستديمة وإعداد الاجندا 21 الوطنية وهي تستعد للمشاركة في قمة جوهانسبورغ للمساهمة في رسم المناهج والصيغ الملائمة لحماية البيئة والحفاظ على منظوماتها في المرحلة القادمة.