بن غفير غير راض عن حكومة نتنياهو ويهدد بالاستقالة

وزير الأمن القومي الإسرائيلي يمنح الحكومة ثمانية أشهر لإحداث التغيير في ملفات قطاع غزة وإخلاء الخان الأحمر بالضفة الغربية.

القدس – هدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالاستقالة خلال شهور، احتجاجا على تعاطي حكومة بنيامين نتنياهو في ملفات عدة وخصوصا المتعلقة بقطاع غزة والخان الأحمر بالضفة الغربية، في خطوة من شأنها أن تعصف بالحكومة اليمنية التي وصفت بالأكثر تشددا.  

وفق ما نقلت قناة "13" العبرية (خاصة) عن مصادر مقربة منه.

وذكرت قناة "13" العبرية (خاصة) عن مصادر -لم تسمها- وصفتها "بالمقربة" من الوزير بن غفير قولها إنه "انتقد بشدة سياسات الحكومة، وتراخيها بالرد في قطاع غزة، وتأجيل إخلاء الخان الأحمر في منطقة (ج) بالضفة الغربية".

وأبلغ الوزير المقربين منه، بحسب المصادر ذاته، أنه "في حال لم يتمكن خلال ثمانية أشهر من إحداث تغيير مهم في الملفات المذكورة داخل الحكومة، فسيقدم استقالته".

ووفق المصادر نفسها، "يعتقد بن غفير أن لديه شركاء في محاولة إحداث التغيير".

وزعمت أن حكومة نتنياهو "لديها الاستعداد والرغبة لإحداث التغيير في تلك الملفات، ويعتقدون أن الوزير بن غفير ليس وحده في الحملة".

وقالت المصادر ذاتها، إن بن غفير من ناحية أخرى "راضٍ فعلا عن تحركات وخطوات لم تكن لتحدث في حكومة أخرى، من بينها إغلاق منازل الفلسطينيين من منفذي العمليات، وهدم المنازل في القدس الشرقية، والسماح باستخراج رخص أسلحة لآلاف المدنيين الإسرائيليين".

وتعتبر إسرائيل الأراضي المقام عليها التجمع البدوي في الخان الأحمر "أراضي دولة"، وتقول إنه "بني من دون ترخيص"، وهو ما ينفيه السكان.

وطلبت الحكومة الإسرائيلية من المحكمة العليا، الأربعاء، تأجيل تقديم ردها حول تهجير القرية حتى مطلع شهر يونيو المقبل.

وجاء في طلب الحكومة أن "المستوى السياسي ما زال مصرا على رأيه بأن سلطة القانون تستوجب تنفيذ أوامر الهدم، لكن بلورة الرد المفصل لتصريح في هذه القضية بالغة الحساسية والمعقدة، يبرر إعطاء مهلة لموقف المستوى السياسي كي يستكمل الخطة".

ويسكن نحو 190 فلسطينيا من عشيرة "الجهالين" البدوية في التجمع منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي بعد أن هجَّرتهم إسرائيل من منطقة النقب عام 1948.

وفي قطاع غزة، تشهد الحدود مع إسرائيل بين الفينة والأخرى قصفا متبادلا بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، لكن الهدوء يعم المنطقة خلال الفترة الأخيرة بشكل نسبي.

وشن الجيش الإسرائيلي الخميس غارات جوية على قطاع غزة استهدفت من خلالها مواقع لصناعة الصواريخ تابعة لحركة حماس، بعد تصديه لصاروخ، فيما أعلنت فصائل مسلحة الرد بـ"رشقات صاروخية"، بعد ساعات قليلة على حث الولايات المتحدة جميع الأطراف على وقف العنف المتصاعد في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.

وكان بن غفير قد صعد الشهر الماضي من تحركاته المستفزة للفلسطينيين بإعطائه تعليمات للشرطة بحظر رفع أي علم فلسطيني، في المجال العام، بعد أيام من اقتحامه باحة المسجد الأقصى.

ويسعى بن غفير من خلال قراراته وتصرفاته إرضاء قواعد حزبه المتطرف وذلك بعد أن أثار غضبهم عقب جهود تشكيل الحكومة الجديدة بتراجعه عن تصريحات سابقة بضرورة طرد العرب من القدس والضفة الغربية داعيا إلى طرد الإرهابيين وعائلاتهم فقط.

وحذرت أوساط غربية وعربية وفلسطينية وحتى من المعارضة الإسرائيلية من تداعيات التحركات التي يقوم بها بن غفير على امن واستقرار المنطقة.

ونددت دول طبعت مع إسرائيل على غرار الإمارات من انتهاك بن غفير لباحة المسجد الأقصى وتداعياتها على الاستقرار والسلم.

ويعد المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة في السعودية. أما اليهود، فيعتبرون باحة المسجد الأقصى التي يطلقون عليها اسم جبل الهيكل، أقدس موقع في ديانتهم.

وبن غفير، هو وزير الأمن القومي، لحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، أدت اليمين الدستورية في 29 ديسمبر 2022، ووصفتها وسائل إعلام دولية وعربية وإسرائيلية، بأنها "الحكومة الأكثر يمينية بتاريخ إسرائيل".

وترى المعارضة في إسرائيل أن نتنياهو أصبح رهينة لبن غفير وذلك بسبب ضعف حكومته اليمينية.