بن غفير يدعو للعودة لسياسة الاغتيالات ردا على هجوم القدس

التفجيران في مدخل مدينة القدس يحملان أصداء تفجيرات الحافلات التي كانت سمة مميزة للانتفاضة الفلسطينية في ما بين عامي 2000 و2005.
مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين ثلاثة منهم في حالة حرجة
حماس والجهاد تشيدان بهجوم القدس وتعتبرانه ردا على جرائم الاحتلال
هجوم القدس يعطي اليمين المتطرف فرصة لتبرير دعواته للتصعيد

القدس - دعا زعيم حزب 'القوة اليهودية' اليميني المتشدد إيتمار بن غفير الأربعاء للعودة إلى سياسة الاغتيالات وتشديد الخناق على المعتقلين الفلسطينيين ردا على هجوم مزدوج وقع صباحا في ساعة الذرة قرب محطتي حافلات عند مدخل مدينة القدس وأسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين بعضهم حالتهم حرجة.

وقال بن غفير المرشح لتولي حقيبة الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية القادمة، للصحفيين في موقع الانفجار بعد تلقي إيجاز من الشرطة "على الإرهاب أن يدفع ثمنا باهظا للغاية"، مضيفا "هذا يعني العودة إلى الاغتيالات المستهدفة ووقف التسهيلات في السجون وفرض القيود على المعتقلين في السجون ووقف المدفوعات للسلطة الفلسطينية التي تدعم العنف ومن يقتل اليهود".

وتابع "هذا يعني فحص مواقع انطلاق المنفذين والوصول إلى قراهم وفرض إغلاق وإجراء عمليات التفتيش من منزل إلى منزل من أجل إعادة الردع. علينا تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، فالرعب لا ينتظر".

وكان السياسي اليميني المتشدد والذي يشارك في نشاط المستوطنين ويرفع مسدسا في تحركات استفزازية، قد وعد بتسليح عناصر الشرطة خارج دوام عملهم وهدد بطرد النواب من عرب إسرائيل وتوعد بالتصعيد ضد الفصائل الفلسطينية.

وأثار فوزه في الانتخابات الأخيرة مخاوف إقليمية ودولية وتحذيرات من سلوك متطرف قد يعيد المنطقة إلى مربع العنف.

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف في تغريدة "نحن في صباح عصيب، هذا هجوم مركب معقد في موقعين ويبدو أنه نتيجة بنية تحتية منظمة"، مضيفا "تعمل شرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام والجيش الإسرائيلي خلال هذه الساعات لتحديد مكان المنفذين ومن أرسلوهم لتنفيذ الهجوم وسنصل إليهم ونعتقلهم أحياء أو أمواتا".

وتابع "معركتنا ضد العنف الفلسطيني طويلة الأمد ومعقدة ولا نعتزم التهدئة للحظة، سيستمر هذا النشاط بتصميم وقوة كاملين".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية "بحسب مصدر في الشرطة، فإن العبوتين كانتا تحتويان على الكثير من المتفجرات ويبدو أنه تم تفعيلهما عن بعد بواسطة الهواتف المحمولة، لأن كليهما متشابه في الحجم".

وأوضحت أنه "وفقا لحجم العبوات، فقد كان من الممكن أن تنتهي الهجمات بعدد من الضحايا أكثر بكثير مما كانت عليه"، مضيفة أن العبوة الأولى كانت مخبأة في حقيبة تم تفجيرها عن بعد بالقرب من محطة للحافلات قرب مدخل بلدة "جفعات شاؤول" وأن الشرطة تشتبه في أن منفذ الهجوم وصل على دراجة كهربائية ووضع عبوة ناسفة.

ورجحت الشرطة الإسرائيلية أن الهجوم المزدوج وقع على خلفية قومية، بينما لم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن التفجيرين.

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية يعقد رئيس الوزراء يائير لابيد جلسة لتقييم الوضع أمنيا قبل أن يطلع رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو على التفاصيل.

وفي البداية تضاربت الأنباء حول مصدر التفجيرين، ففيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الانفجار الأول ناجم عن دراجة نارية مفخخة، والثاني ناجم عن عبوة ناسفة تم وضعها داخل حقيبة في إحدى الحافلات، ذكرت مصادر أخرى أنهما ناجمان عن عبوات ناسفة.

ووقع الانفجار الأول عند المدخل الرئيسي لمدينة القدس في جفعات شاؤول في ساعة الذروة وأعقبه انفجار ثان بفارق نصف ساعة تقريبا عند مفترق راموت، أحد مداخل المدينة.

وفيما طوقت قوات من الشرطة مكان الانفجارين، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن وزير الدفاع بيني غانتس عقد اجتماعا تشاوريا مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية لدراسة الردّ على الهجوم المزدوج الذي قالت مصادر في الشرطة إنه فلسطيني.

وأظهرت لقطات تلفزيونية ركاما متناثرا حول مكان الانفجار الأول الذي طوّقته أجهزة الطوارئ. وقالت الخدمات الصحية إن 12 شخصا نقلوا إلى المستشفى بعد التفجير الأول بينهم اثنان على الأقل أصيبا بجروح خطيرة. وقالت الشرطة إن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص أصيبوا في التفجير الثاني.

ويأتي التفجيران في أعقاب توتر تشهده الضفة الغربية المحتلة منذ شهور بعد أن شن الجيش الإسرائيلي حملة قمع في أعقاب سلسلة من الهجمات الدامية في إسرائيل. ويحمل التفجيران أصداء تفجيرات الحافلات التي كانت سمة مميزة للانتفاضة الفلسطينية في ما بين عامي 2000 و2005.

وأدت أيضا المواجهات المتكررة بين المسلمين ومجموعات اليهود الذين يمارسون طقوسهم الدينية دون ترخيص في مجمع المسجد الأقصى في القدس إلى تفاقم التوترات.

وأثنت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي على هجوم القدس واعتبرتاه ردا على جرائم الاحتلال.

وأشاد عبداللطيف القانوع المتحدث باسم حماس بالتفجيرين على ما يبدو لكنه امتنع عن إعلان المسؤولية. وقال إن التفجيرين "نجما عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال والمستوطنون".

ووقع التفجيران في الوقت الذي يتفاوض فيه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو مع حلفاء لتشكيل حكومة يمينية جديدة تضم أعضاء من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة.