بوادر خلاف بين موسكو وأنقرة في شمال شرق سوريا

التشكيك التركي في وفاء روسيا بالتزامها في شمال شرق سوريا يشير إلى خلافات بين أنقرة وموسكو وإلى تنافس على التمدد في هذه المنطقة الإستراتيجية.  

روسيا تستنكر تفكير تركيا في شن هجوم جديد بشمال سوريا
أنقرة تضغط لانتزاع المزيد من المكاسب في شمال شرق سوريا

موسكو - اهتز الاتفاق التركي الروسي على وقع تشكيك أنقرة في وفاء موسكو بتعهداتها  في شمال شرق سوريا بعد أن اتفق البلدان على تسيير دوريات مشتركة ورعاية انسحاب الجماعات المسلحة الكردية من المنطقة القريبة من الحدود التركية.

واستنكرت موسكو اليوم الثلاثاء تهديدات تركيا بشن عملية عسكرية جديدة في شمال شرق سوريا ما لم يجر تطهير المنطقة ممن تصفهم أنقرة بـ"الإرهابيين".

وليست هذه المرة الأولى التي تهدد فيها أنقرة بشنّ هجوم جديد على أكراد سوريا بعد ذلك الذي نفذته في 9 أكتوبر/تشرين الأول وتوقف في الثالث والعشرين من الشهر ذاته بعد وساطة أميركية.

وشككت الحكومة التركية منذ ذلك الوقت في وفاء واشنطن بالتزاماتها بإخلاء المنطقة من المسلحين الأكراد من دون أن تشير لموسكو التي اتفقت معها أيضا على تسيير دوريات في المنطقة.

ويشير التشكيك التركي في وفاء روسيا بالتزامها في شمال شرق سوريا، إلى خلافات بين أنقرة وموسكو وإلى تنافس على التمدد في هذه المنطقة الاستراتيجية.  

وعبرت روسيا اليوم الثلاثاء عن دهشتها من التهديدات التركية، محذّرة من أن مثل هذه الخطوة ستضر بجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.

روسيا تعبر عن دهشتها من التهديدات التركية، محذّرة من أن مثل هذه الخطوة ستضر بجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد قال أمس الاثنين إن بلاده قد تنفذ عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا إذا لم يجر تطهير المنطقة من وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

وأضاف أن الولايات المتحدة وروسيا لم تنفذا ما نصت عليه الاتفاقات التي أوقفت هجوما تركيا الشهر الماضي وحثهما على اتخاذ الإجراءات الضرورية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن تصريح جاويش أوغلو أثار دهشتها، إذ أن موسكو قد نفذت بالكامل التزاماتها بموجب اتفاق أبرمه الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية في بيان "بفضل مجموعة الإجراءات التي نفذتها روسيا الاتحادية أمكن تحقيق درجة كبيرة من الاستقرار في الوضع".

وتابع "دعوة وزير الخارجية التركي لعمل عسكري لن يكون من شأنها سوى تصعيد الوضع في شمال سوريا بدلا من حل الأمور بالشكل المنصوص عليه في مذكرة تفاهم مشتركة وقعها الرئيسان الروسي والتركي".

وتحاول تركيا من خلال تهديداتها بعملية عسكرية جديدة ضد أكراد سوريا انتزاع المزيد من المكاسب لتحصين المنطقة الآمنة التي أنشأتها في شمال شرق سوريا.

وتواجه تركيا تحديات أمنية في المنطقة التي سيطرت عليها خلال عملية 'نبع السلام' على وقع هجومين في الفترة القليلة الماضية أسفرا عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين السوريين.