بوادر صلح تركي أميركي بعد أزمة الصواريخ الروسية

واشنطن تتبنى وجهة نظر 'منطقية' فيما يتعلق بشراء أنقرة لمنظومة الصواريخ الروسية في حين يطالب وزير الدفاع التركي بحل الخلاف وديا وتجنب العقوبات.
وزير الدفاع التركي يقول ان بلاده ليست غريما للولايات المتحدة
وزير المالية التركي يؤكد مناقشة زيادة التبادل التجاري بين واشنطن وانقرة
ألبيرق اجرى مناقشات مع مؤسسات مالية اميركية

أنقرة - ذكرت وسائل إعلام تركية أن وزير المالية براءت ألبيرق أجرى محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين وقال إن ترامب تبنى وجهة نظر منطقية فيما يتعلق بشراء تركيا المزمع لمنظومة إس-400 الروسية للدفاع الجوي.

وتسبب عزم تركيا شراء منظومة إس-400 الصاروخية الروسية في تصاعد التوترات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي وقالت واشنطن إنها قد تفرض عقوبات على أنقرة بسبب هذه الصفقة.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الاثنين إن شراء بلاده لمنظومة دفاع جوي صاروخي روسية يجب ألا يؤدي لعقوبات أميركية لأن أنقرة ليست غريما لواشنطن وتظل على التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي.

وتحدث أكار بلهجة تصالحية نسبيا خلال مؤتمر بين الولايات المتحدة وتركيا في واشنطن وسط تصاعد للتوتر بين البلدين بسبب خطة أنقرة لشراء منظومة إس-400 الصاروخية الروسية، كما دعا إلى حل المسائل الخلافية عبر الحوار.

وقال أكار "من الواضح أن تركيا ليست خصما للولايات المتحدة"، مضيفا أنه لذلك فإن شراء أنقرة لمنظومة إس-400 يجب ألا يُنظر إليه في نطاق العقوبات الأمريكية التي تستهدف أعداء الولايات المتحدة.

وكتب ألبيرق على تويتر الثلاثاء يقول "ناقشنا خلال اجتماعاتنا خطوات زيادة التعاون. التقينا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. نقلنا له تحيات ورسائل رئيسنا".

ونقلت قناة (سي.إن.إن ترك) عن ألبيرق قوله للصحفيين "استمع بأسلوب عقلاني للغاية وتفهم إيجابي لمسألة حاجة تركيا لمنظومة إس-400. أجرينا مناقشة إيجابية وبناءة جدا".

كما نقلت القناة عن ألبيرق قوله إن الاجتماعات شملت أيضا مناقشة زيادة التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وتركيا إلى 75 مليار دولار سنويا من 20 مليار دولار في الوقت الراهن.

وقال وزير المالية التركي براءت ألبيرق يوم الاثنين إنه عقد اجتماعات بناءة للغاية في واشنطن مع مؤسسات مالية دولية، وذلك في أعقاب كشف النقاب الأسبوع الماضي عن خطة تركيا للإصلاح الاقتصادي.

وقال مصدر مطلع إن ألبيرق التقى أيضا مع مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب. ولم يتضح على الفور محتوى المناقشات بينهما.

وألبيرق في واشنطن منذ الخميس الماضي في أول زيارة له للعاصمة الأميركية منذ توليه مسؤولية الاقتصاد في يوليو تموز. وأجرى سلسلة من الاجتماعات مع مستثمرين وحضر اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وقال ألبيرق لقادة أعمال أميركيين وأتراك في واشنطن "هذا أسبوع هام للتعاون بين الأمتين". وأضاف "منذ الخميس الماضي ... أجرى فريقي وأنا سلسلة من الاجتماعات. عقدنا اجتماعات بناءة مع العديد من المؤسسات المالية الدولية".

وتابع "علاوة على ذلك، ناقشت مع وزير الخزانة ستيف منوتشين العديد من الموضوعات المختلفة ... أجريت محادثات مثمرة في البيت الأبيض مع شركائي"، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

وقبل يوم من مغادرته تركيا اعلن ألبيرق عن خطة إصلاح اقتصادي تعهدت أنقرة من خلالها بتعزيز مستوى رأس المال في البنوك والمساعدة في التعامل مع الديون الرديئة بعد ان تضرر القطاع كثيرا جراء ازمة العملة في العام الماضي.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي إن واشنطن أبلغت أنقرة بأنها ربما تواجه عقابا لشرائها منظومة إس-400، وذلك بموجب قانون للعقوبات معني بمواجهة خصوم الولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع التركي "قرار الشراء لا يدل على تغير مسار تركيا. أريد أن أؤكد على عدم حدوث تغيير في التزام تركيا تجاه حلف شمال الأطلسي".

قرار الشراء لا يدل على تغير مسار تركيا أريد أن أؤكد على عدم حدوث تغيير في التزام تركيا تجاه حلف شمال الأطلسي

والخلاف بين واشنطن وأنقرة بشأن المقاتلات إف-35 هو الأحدث في سلسلة من النزاعات الدبلوماسية بين البلدين والتي تتضمن مطالبة تركيا للولايات المتحدة بتسليم رجل الدين فتح الله كولن، فضلا عن خلافات بشأن السياسة إزاء الشرق الأوسط والحرب في سوريا والعقوبات على إيران.

ويرفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التراجع عن شراء أنقرة لمنظومة الدفاع الصاروخي إس-400 التي قالت الولايات المتحدة إنها قد تضر بأمن الطائرات إف-35.

وأوقفت الولايات المتحدة في أوائل الشهر الجاري تسليم عتاد خاص بالمقاتلات إف-35 إلى تركيا، في أول خطوة أمريكية ملموسة للوقف المحتمل لتسليم الطائرات إلى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.

وقال أكار إن تركيا شعرت بالحيرة من هذه الخطوة، مضيفا أنها تتوقع أن تفي الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء في البرنامج بالتزاماتهم.

وأضاف "نعتقد بشدة أن ربط إس-400 بمشروع إف-35 أمر مؤسف... نحن أحد المستثمرين والشركاء ولسنا فقط أحد المشترين. استثمرنا ما يزيد على مليار دولار... وأوفينا بكل التزاماتنا".

صواريخ إس-400 الروسية
تركيا تحدت واشنطن بتقديم اجال تسلم الصواريخ الروسية

وكرر أكار عرض تركيا بشأن عقد محادثات فنية مع الولايات المتحدة لبحث "المخاوف الفنية" بشأن شراء منظومة إس-400. موضحا إن تركيا تدرس جيدا عرضا من الولايات المتحدة لشراء أنظمة باتريوت الصاروخية الدفاعية.

ونقلت صحيفة صباح المؤيدة للحكومة التركية الأربعاء عن أردوغان قوله إن موعد تسليم منظومة إس-400 للدفاع الصاروخي الروسية لتركيا قد يتم تقديمه من يوليو /تموز.وذلك ردا على تهديدات أطلقها كبار المسؤولين بلجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة بالكونغرس الأميركي تجاه تركيا من أنها تخاطر بالتعرض لعقوبات صارمة، إذا مضت قدما في خططها لشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 كما هددوا بالمزيد من الإجراءات التشريعية.