بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة مثقلا بآثار جلطة دماغية

الحزب الحاكم في الجزائر يعلن أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة هو مرشحه الوحيد لرئاسية 2019 وأنه ليس لديه خيار سواه، في إعلان من شأنه أن يفاقم الجدل حول صحّة الرئيس الذي لم يظهر لشعبه علنا منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013.

قرار ترشيح بوتفليقة يأتي بعد "حملة تطهير" استهدفت كبار قادة الجيش
بوتفليقة لم يعلن حتى الآن ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية
المعارضة تشكك في قدرات بوتفليقة على إدارة شؤون الدولة

الجزائر - أعلن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر اليوم الأحد أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، سيكون مرشحه لانتخابات الرئاسة المقررة ربيع العام المقبل، في خطوة تثير جدلا واسعا على ضوء الوضع الصحي لبوتفليقة الذي يعاني من أثار جلطة دماغية أصيب بها في 2013 أبعدته عن الأضواء وعن حضور المناسبات الرسمية إلا نادرا.

وجاء الإعلان على لسان الأمين العام للحزب جمال ولد عباس خلال اجتماع مع الكتلة النيابية للحزب بالبرلمان وبعد سجالات حادة داخل البرلمان انتهت بعزل رئيس المجلس الشعبي.

وقال المسؤول الجزائري "ليس لدى الحزب خيار آخر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مرشحنا وخيارنا الوحيد هو الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة".

الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في لقاء سابق مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل
بوتفليقة لم يظهر إلا من خلال صور أو تسجيلات فيديو بثتها وسائل اعلام رسمية خلال لقائه مسؤولين غربيين

وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الحزب الذي يرأسه بوتفليقة شرفيا)، أن الأخير هو مرشحه للانتخابات، بعد أن كان يدعوه ويناشده سابقا دخول السباق من أجل الترشح لولاية رئاسية خامسة.

ودخلت الولاية الرئاسية الرابعة لبوتفليقة عامها الأخير، إذ وصل الحكم في 1999 وفاز قبلها بثلاث ولايات متتالية.

ومن المرجح أن تنظم انتخابات رئاسية بالجزائر في ابريل/نيسان، أو مايو/أيار 2019.

وسبق أن أطلقت عدة أحزاب ومنظمات موالية دعوات لبوتفليقة من أجل الترشح لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة المقبلة.

وصدرت هذه الدعوات من حزبي الائتلاف الحاكم (جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي) والاتحاد العام للعمال وأحزاب صغيرة إلى جانب قيادات في الزوايا (طرق صوفية) وتنظيمات لطلاب الجامعات ومنتدى رؤساء المؤسسات وهو أكبر تجمع لرجال الأعمال بالبلاد.

ولم يعلن بوتفليقة (81 عاما) حتى الآن موقفه من دعوات لترشحه لولاية خامسة، لكن أحزاب وشخصيات معارضة دعته مرارا إلى عدم ترشحه لولاية خامسة، بسبب متاعبه الصحية.

بوتفليقة يتنقل على كرسي متحرك منذ اصابته بجلطة دماغية في 2013
بوتفليقة يتنقل على كرسي متحرك منذ اصابته بجلطة دماغية في 2013

وكانت أحزاب معارضة قد ذهبت إلى أبعد من مجرد دعوة بوتفليقة للترشح للانتخابات الرئاسية في 2019، فقد طالبت مرارا بتفعيل المادة 102 من الدستور الجزائري المتعلقة بشغور منصب الرئاسة بسبب مرض الرئيس وعجزه عن أداء مهامه.

وأجج مرض بوتفليقة وغيابه الإعلامي الطويل وعدم توجيهه اي خطاب علني للشعب الجزائري منذ 2013، التكهنات بعجزه عن إدارة شؤون الدولة، لكن الرئاسة الجزائرية والحزب الحاكم وأحزاب الموالاة أكدوا مرارا أنه بصحة جيّدة.

وقبل إعلان الحزب الحاكم أن بوتفليقة هو مرشحه الوحيد لرئاسة 2019 وأن لا خيارات له غيره، دشنت السلطة الحاكمة حملة تطهير في صفوف الجيش استهدفت اقالة وعزل كبار الضباط وقادة المناطق العسكرية واستبدالهم بآخرين، في إجراءات وصفها متابعون للشأن الجزائري بأنها تنظيف للساحة يسبق الانتخابات الرئاسية.

ويعتقد هؤلاء أن بوتفليقة الذي تقدم في السنّ ويعاني من آثار الجلطة الدماغية مجرد واجهة لنخبة حاكمة تدير شؤون البلاد من وراء ستار.

وسبق أن اتهمت أحزاب من المعارضة الجزائرية الدائرة المقربة من بوتفليقة بالاستيلاء على أختام الجمهورية واتخاذ إجراءات لا يعلم بها الرئيس وطالب بمقابلته دون أن يحظى مطلبها بالقبول.

وتشير بعض المصادر الجزائرية إلى أن السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري والمقربين منه هو من يحكم قبضته على السلطة.