بوتفليقة يروج لـ'انجازاته' وسط دعوات لدفعه نحو ولاية خامسة

الرئيس الجزائري يعدد الإنجازات المحققة خلال فترة توليه السلطة تزامنا مع مطالب من الاتحاد العام للعمال بحثه على الترشح للرئاسية القادمة.
المعارضة تقول إن فترة حكم بوتفليقة اتّسمت بـانفراده بالقرار
الرئيس الجزائري لم يعلن موقفه موقفه من دعوات من مؤيديه لترشحه لولاية جديدة

الجزائر ـ اعتبر الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، أن "الإنجازات" التي تحققت خلال فترة توليه السلطة، "لا يمكن لأحد أن ينكرها مهما كان جاحدا".

جاء ذلك في رسالة توجه بها، اليوم، بوتفليقة -الذي صعد إلى الحكم في 1999- للعمال، بمناسبة يومهم العالمي، ونشرت مضمونها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وقال بوتفليقة في نص رسالته "لا يمكن لأحد، مهما بلغ به الإجحاف والجحود، أن يتنكر لكل ما أنجزته الجزائر خلال العشريتين الأخيرتين، في جميع المجالات التنموية والإصلاحية".

وأضاف"عندما استعادت الجزائر عافيتها بفضل الوئام المدني والمصالحة الوطنية، جعلنا من هذه النعمة انطلاقة لورشة إعادة البناء الوطني"، في إشارة إلى نجاحه في إخراج البلاد من الأزمة الأمنية التي عاشتها في تسعينيات القرن الماضي.

واستعرض بوتفليقة "إنجازات" فترات حكمه، قائلا: "في المجال السياسي، تعزز نظامنا الديمقراطي التعددي وتكريس الحقوق والحريات، وتُوّج بالتعديل الدستوري في 2016".

ورغم إقرارها بتحقيق إنجازات، إلا أنّ المعارضة الجزائرية تقول باستمرار إن فترة حكم بوتفليقة اتّسمت بـ"انفراده بالقرار، وتهميش الأحزاب والنقابات".

وحتى اليوم، لم يعلن الرئيس الجزائري موقفه من دعوات من مؤيديه لترشحه لولاية خامسة، لكن المعارضة ظلت تدعو إلى توافق لإخراج البلاد مما تسميه بـ"أزمة شرعية".

ودعا أكبر تنظيم نقابي في الجزائر الثلاثاء، رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، للترشح إلى ولاية رئاسية خامسة.

جاء ذلك خلال طلب رسمي قدمه الاتحاد العام للعمال الجزائريين، خلال الاحتفالات بعيد العمال، استلمه نيابة عن الرئيس بوتفليقة، وزير الداخلية نور الدين بدوي، بمدينة حاسي مسعود النفطية (جنوب).

وتلا طلب الترشح عضوان من الاتحاد العام للعمال الجزائريين من محافظة ورقلة (رجل وامرأة).

وبررت أكبر نقابة في الجزائر، طلبها للرئيس بالترشح لولاية رئاسية خامسة، "بالإنجازات التي تحققت في عهده على الصعيدين الداخلي والخارجي".

وبحسب أصحاب الطلب، فإن الرئيس بوتفليقة، أعاد للجزائر "الأمن والاستقرار، بفضل مسار المصالحة الوطنية، وإنعاش الاقتصاد، وأعاد للجزائر صورتها وهيبتها بين الدول".

كما عدد التنظيم النقابي ما تحقق اقتصاديا للجزائر من بنى تحتية ومشاريع في مختلف القطاعات.

مرض بوتفليقة يعمق المخاوف
مرض بوتفليقة يعمق المخاوف

وقدم أمين عام الاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبدالمجيد سيدي السعيد، طلبه الرسمي لبوتفليقة، للترشح لولاية خامسة، لوزير الداخلية نور الدين بدوي، ليسلمه إلى الرئيس.

وفي خطاب له خلال ذات الاحتفالية، قال عبد المجيد سيدي السعيد، إن التنظيم النقابي دعم وسيواصل دعمه للرئيس بوتفليقة.

والاتحاد العام للعمال الجزائريين، أكبر تنظيم نقابي في البلاد، ويضم 2.5 مليون منخرط حسب أحدث إحصائيات.

ويعد هذا الطلب الثاني من نوعه الذي يقدم لبوتفليقة، بعد أن دعاه حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، قبل أيام للترشح لولاية خامسة، بعد انتهاء ولايته الرابعة ربيع 2019.

ونددت العديد من النقابات الجزائرية ومنها نقابة الصحافيين، الاحد، سعي الحكومة الى "تقييد" نشاطها وذلك بعد نشر لائحة رسمية تضم 17 منظمة نقابية "ذات تمثيلية" من 65 نقابة مع اعتبار النقابات الـ17 الوحيدة التي تعتبر شريكا اجتماعيا.

ويفرض القانون المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي الصادر في 1990 الذي انهى احتكار "الاتحاد العام للعمال الجزائريين" التمثيل النقابي، على النقابات ان تقدم كل سنة لوزارة العمل "المعلومات التي تتيح تقدير تمثيليتها وخصوصا عدد منخرطيها".

بوتفليقة يقول انه لا يمكن لأحد مهما بلغ به الإجحاف والجحود أن يتنكر لكل ما أنجزته الجزائر

ونشرت وزارة العمل السبت قائمة من 17 منظمة نقابية (من اجمالي 65) استوفت الشروط المحددة في القانون في حين اعتبرت 13 نقابة "لم تستوف شروط التمثيل النقابي" اما 35 نقابة الباقية "فلم يظهر لها أي اثر ولم تقم بتبليغ العناصر التي تسمح بتقدير تمثيلها".

لا توجد اية نقابة لقطاع التربية ضمن المنظمات التي اعتبرت ذات تمثيلية في حين واجهت الحكومة مؤخرا عدة اضرابات في القطاع.

وقبل عام من الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان/ابريل 2019 تسعى الحكومة الى حل العديد من النزاعات الاجتماعية خصوصا في الوظيفة العمومية وتحديدا قطاعي الصحة والتربية.

ودخلت الولاية الرابعة لـ"بوتفليقة" (81 سنة) عامها الأخير؛ إذ وصل الحكم في 1999، وفاز قبلها بثلاث ولايات متتالية، ومن المرجح أن تنظم انتخابات الرئاسة المقبلة، في أبريل/نيسان أو مايو/أيار 2019.

وتحتفل الجزائر كسائر بلدان العالم بـ"عيد العمال" الذي يوافق الأول من مايو/أيار من كل عام، ويعد هذا اليوم عطلة رسمية في أغلب البلدان.

وتم إحياء هذا العيد لأول مرة بالولايات المتحدة في 5 سبتمبر/أيلول 1882، تكريما لنضال عمال سقطوا ضحايا في سبيل تقليص ساعات العمل إلى 8 ساعات.