بوتين للغرب: لا نريد حرق الجسور لكن سنرد بسرعة وبقسوة

بوتين ينتقد دولا قال إنها تنظر لنوايا روسيا الطيبة على أنها ضعف، محذرا من أنه لا يجب أن يخطر على بال أحد "تخطي الخطوط الحمراء التي سنرسمها".
بوتين يلمح إلى أن صبر روسيا بدأ ينفد إزاء التصعيد الغربي
بوتين يعتبر الاتهامات الغربية لبلاده أصبحت نوعا من الرياضة لدى بعض الدول
بوتين يتجاهل في خطابه السنوي المسائل الكبرى الحساسة مع واشنطن والاتحاد الأوروبي

موسكو - حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب اليوم الأربعاء من تجاوز "الخطوط الحمراء" لروسيا قائلا إن موسكو سترد سريعا وبقسوة على أي استفزازات أجنبية ستجعل من يقدمون عليها يندمون على أفعالهم.

وتأتي تصريحات بوتين في وقت تمر فيه العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا بتوتر حاد بسبب أوكرانيا وصحة المعارض المسجون أليسكي نافالني.

وقال بوتين في خطاب حالة الاتحاد السنوي للبرلمان بمجلسيه "نريد علاقات طيبة ولا نريد فعلا حرق الجسور"، مضيفا "لكن إذا أساء أحدهم تفسير حسن نوايانا على أنه عدم اكتراث أو ضعف واعتزم حرق هذه الجسور أو تفجيرها فعليهم أن يعلموا أن رد روسيا سيكون سريعا وقاسيا"، موضحا أن بلاده ستحدد خطوطها الحمراء في كل قضية على حدة.

وتمثل هذه التصريحات أبرز ما جاء في الخطاب الذي استغرق 78 دقيقة وانصب في معظمه على تصدي روسيا لجائحة كوفيد-19 والمصاعب الاقتصادية الناجمة عنها.

وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تصاعدا في المواجهة بين روسيا والدول الغربية التي تقول إن موسكو تحشد عشرات الآلاف من الجنود قرب أوكرانيا.

وتوجّه إلى من قال إنّهم ينظرون إلى "نوايانا الطيبة على أنها ضعف"، متمنيا "ألا يخطر لأحد أن يتخطى خطا أحمر مع روسيا"، مضيفا "لكننا سنقرر بأنفسنا ترسيم هذا الخط"، في إشارة إلى النزاعات المتكررة مع الغرب، ولكن من دون تحديد ما هي الحدود التي يتعلق الأمر بها.

ورأى أنّ "لوم روسيا على أي شيء وكل شيء أصبح نوعا من الرياضة" لبعض الدول.

ورغم ذلك، فإنّه لم يشر في الخطاب بشكل محدد إلى المسائل الكبرى الحساسة مع واشنطن والاتحاد الأوروبي.

كما أنّه لم يتناول البتة مسألة المعارض أليكسي نافالني المسجون والذي يحذر المقربون منه بأنه قد يصاب بـ"سكتة قلبية"، أو مسألة نشر عشرات الآلاف من القوات الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا وكذلك الأمر حول الاتهامات بالتجسس والتدخل الانتخابي في الولايات المتحدة، أو اتهامات براغ الأخيرة حول عملاء عسكريين روس في تشيكيا.

ومع قضية نافالني والأزمة مع أوكرانيا والاتهامات بالتجسس، اشتدت حدة نقاط الخلاف بين فلاديمير بوتين والغرب في الأشهر الأخيرة.

ويندد المجتمع الدولي باستمرار بمصير المعارض الروسي المسجون والمضرب عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع.

ودعت واشنطن الثلاثاء موسكو للسماح "فورا" لأطباء "مستقلين" برؤية نافالني الذي يعاني من وهن شديد ولا يلقى العناية المناسبة في مستشفى معتقله، حسب فريقه.

ويواصل الكرملين من جانبه، تجاهل الانتقادات الغربية والتقليل من أهمية الأمر في وسائل الإعلام الحكومية.

وقال شخص مقرب من نافالني "لقد أعلن بوتين الحرب حقا، حربا شاملة، ضد أولئك الذين لا يتفقون معه".

ودعا أنصار المعارض إلى احتجاجات في جميع أنحاء البلاد الأربعاء آملين بالتأثير على زعيم الكرملين.

ومنذ بداية العام، تضاعفت المواجهات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين للقائه في منطقة النزاع، مشددا على أن "حياة ملايين الأشخاص" ستكون معرضة للخطر في حال نشوب نزاع روسي-أوكراني.

وتصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة مع روسيا التي نشرت أكثر من 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية، بحسب بروكسل، وقد تُعِد موسكو حجة لغزو أوكرانيا، كما حدث في عام 2014 مع ضم شبه جزيرة القرم.

وتم طرد العديد من الدبلوماسيين الروس بتهمة التجسس في الأشهر الأخيرة من بلغاريا وهولندا والنمسا وفرنسا والولايات المتحدة... وفي كل مرة، كان رد فعل موسكو متشابها: شجب الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة و"كراهية الروس".

وفي 17 أبريل/ نيسان طردت براغ 18 دبلوماسيا روسيا ضالعين بحسب الاستخبارات التشيكية في تخريب مخزن ذخائر أسفر عن سقوط قتيلين العام 2014.

وردا على هذا الإجراء، أعلنت روسيا أن 20 موظفا في السفارة التشيكية في موسكو باتوا أشخاصا "غير مرغوب فيهم".

وقالت الشرطة التشيكية كذلك إنها تبحث عن روسيين ضالعين في هذا الانفجار تتطابق هويتيهما مع المشتبه بهما في محاولة تسميم سيرغي سكريبال في بريطانيا العام 2018 بغاز نوفيتشوك.

وأدى الهجوم الذي اتهمت لندن موسكو بالتورط فيه، الأمر الذي نفته الأخيرة، إلى طرد أكثر من 300 دبلوماسي روسي وغربي وفرض عقوبات اقتصادية من قبل الولايات المتحدة.

وبلغ التوتر بين موسكو وواشنطن ذروته على خلفية خلافات بشأن أوكرانيا ومصير المعارض أليكسي نافالني واتهامات بالتجسس والتدخل في الانتخابات وهجمات إلكترونية منسوبة إلى موسكو.

ومنذ توليه السلطة في يناير/كانون الثاني، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بانتهاج سياسة أكثر حزما من سلفه دونالد ترامب، الذي اتهم بالتهاون مع زعيم الكرملين.

ووافق بايدن على وصف بوتين بأنه "قاتل"، لكن ذلك لم يمنعه من اقتراح عقد قمة بينهما في الأشهر المقبلة.

وفي 20 أبريل/نيسان، تبنت واشنطن عقوبات جديدة تشمل طرد عشرة دبلوماسيين روس وفرض قيود على شراء الديون الروسية.

وردت روسيا بطرد عشرة دبلوماسيين أميركيين وحظرت دخول عدة أعضاء من حكومة جو بايدن.