بوتين يتوج زيارته للسعودية باتفاقيات وصفقات ضخمة

الرياض - عقدت الرياض وموسكو اليوم الاثنين صفقات ضخمة على هامش القمة التاريخية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد وأيضا بمناسبة عقد في أول اجتماع للمجلس الاقتصادي الروسي السعودي برئاسة بوتين وولي العهد السعودي، فيما يشكل المجلس واحدا من أهم الحلقات التي تعزز العلاقات الاقتصادية بين روسيا والسعودية.

وأكد الأمير محمد في بداية الاجتماع على أهمية استمرار التعاون وبناء الشراكة الإستراتيجية بين البلدين الصديقين وبحث العديد من الفرص المتاحة وتنميتها والمزيد من المشروعات الاستثمارية والإنتاجية المشتركة، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.

وشدد بوتين من جهته على أن المملكة تعتبر واحدة من الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لروسيا، معتبرا أن المجلس الاقتصادي الروسي السعودي يمثل فرصة ممتازة للحوار المباشر بين ممثلي قطاع الأعمال من كلا البلدين، وفق وكالتي الأنباء السعودية ونوفستي الروسية.

واستعرض الرئيس الروسي التعاون المثمر بين موسكو والرياض في مجالات الطاقة والصناعة والنقل والخدمات المصرفية والتكنولوجيا الرقمية واستكشاف الفضاء، داعيا لتعزيز التعاون في مجال الزراعة.

وأشار أيضا إلى أن العلاقات بين البلدين عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية في مختلف المجالات وعلى وجه الدقّة في المجالين التجاري والاقتصادي.

وقال بوتين إن التبادل التجاري ارتفع العام الماضي بنسبة 15 بالمئة مقارنة بما كان عليه في العام 2017، مضيفا أنه ارتفع في الفترة من يناير/كانون الثاني حتى يوليو/تموز من العام الحالي بنسبة 38 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2018.

كما تحدث عن مجالات واعدة لتعزيز التعاون بين البلدين قائلا "هناك فرصا كبيرة لبناء التعاون في مختلف المجالات مثل الصناعة والنقل والبنوك والبنية التحتية والتقنيات الرقمية واستكشاف الفضاء. واليوم شهدنا توقيع وثائق ذات صلة في جميع هذه المجالات".

كما أعلن الرئيس الروسي إن شركتي غازبروم نفط وأرامكو مستعدتان لإطلاق مشروع رائد في استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستكشاف الجيولوجي، مضيفا أن الخطط تتضمن إنشاء معهد روسي سعودي في مجال التعاون في مجال الطاقة.

وبحسب تقرير لوكالة نوفستي الروسية، أعلن بوتين أن مؤسسة 'روس آتوم' مستعدة للمساعدة في بناء محطات كهروذرية في المملكة بتقنيات عالية وعلى أساس أعلى معايير السلامة.

وخلال المباحثات بين الرئيس الروسي والعاهل السعودي التي سبقت عقد الاجتماع الأول للمجلس الاقتصادي الروسي السعودي، وقعت الرياض وموسكو 20 اتفاقا للتعاون في عدة مجالات كان أبرزها ميثاق للتعاون طويل الأمد في إطار اتفاق "أوبك+".

ونقلت وسائل إعلام روسية وسعودية اليوم الاثنين عن وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أوريشكين قوله، إن الرياض وموسكو تخططان لإيصال التبادل التجاري بينهما إلى 5 مليارات دولار بحلول عام 2024، مضيفا أن هذا ما تم مناقشته خلال المباحثات على هامش الرئيس الروسي للمملكة.

وتابع في تصريحات للصحفيين "بشكل مبدئي فإننا نبحث الوصول إلى ما يزيد بكثير على 10 مليارات دولار بحلول عام 2030، ونتحدث عن أرقام بحدود 20 مليار دولار، وهذا ما يمكن تحقيقه في مجال تجارة البضائع والخدمات بين بلدينا".

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم الاثنين إن الرئيس الروسي بحث أسعار النفط مع العاهل السعودي وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وأبلغ الصحفيين في الرياض خلال أول زيارة يقوم بها بوتين للمملكة في ما يزيد على عشر سنوات "حدث تبادل كبير لوجهات النظر بخصوص المشكلات الإقليمية والوضع في أسواق الطاقة وأسعار النفط".

وقال صندوق الثروة السيادي الروسي اليوم الاثنين إن كونسورتيوم مستثمرين يضمه وصندوق الاستثمارات العامة السعودي سيستثمر أكثر من 600 مليون دولار في إقامة شركة لتأجير طائرات الركاب الروسية.

وأضاف الصندوق أن المشروع يهدف للاستثمار في طائرات نقل ركاب حديثة سيجري توريدها للناقلات روسية بعقود تأجير طويلة الأجل.

يضم الكونسورتيوم أيضا مجموعة كيه.جي.ايه.ال المالية الألمانية، بحسب الصندوق الروسي، بينما يأتي الاتفاق في إطار عدة صفقات أُعلنت اليوم في الرياض خلال الزيارة النادرة لبوتين إلى المملكة.

وقال وزير التجارة والاستثمار السعودي على تويتر إن السعودية منحت اليوم الاثنين أربعة تراخيص استثمار لشركات روسية متخصصة في البناء والعقار وتقنية المعلومات والاستشارات المالية والهندسة المعمارية.

أوضح الوزير ماجد عبدالله القصبي إنه شارك في منتدى المديرين التنفيذيين السعودي الروسي، الذي تزامن مع زيارة بوتين إلى المملكة، وحضره مسؤولون حكوميون ومسؤولون تنفيذيون وشركات رئيسية من البلدين.

وقال "لتعزيز شراكة القطاع الخاص بيننا، تم توقيع 17 مذكرة تفاهم في الذكاء الاصطناعي والسكك الحديدية والأقمار الصناعية والطاقة والبتروكيماويات."