بوتين يستفز واشنطن بصفقات سلاح مع الهند

الرئيس الروسي في الهند في زيارة تطغى عليها مفاوضات بشأن صفقة بيع أنظمة أس-400 الروسية للدفاعات الجوية ليزيد استياء أميركا المعارضة لشراء حلفاءها للمنظومة الروسية.

نيودلهي - يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في اليوم الثاني والأخير لزيارته إلى الهند والتي تطغى عليها صفقة بيع أنظمة أس-400 الروسية للدفاعات الجوية، ما يثير استياء واشنطن.

والتقى بوتين الذي وصل مساء الخميس إلى العاصمة الهندية ويغادرها بعد ظهر الجمعة، الزعيم الهندوسي خلال عشاء غير رسمي الخميس.

وسيجريان مفاوضات الجمعة يحضرها أبرز وزراء في حكومتيهما ويفترض أن تختتم بتوقيع نحو عشرين اتفاقا ثنائيا بحسب الكرملين.

وذروة الزيارة ستكون وضع اللمسات الأخيرة على صفقة شراء نيودلهي أنظمة دفاعات جوية روسية من نوع أس-400 كما أعلن الكرملين.

وقيمة العقد حوالي خمسة مليارات دولار، أي ما يعادل حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2018 التي بلغت 5,5 مليار دولار بحسب جهاز الجمارك الفدرالي الروسي.

وكانت المفاوضات لشراء هذه الأنظمة جارية منذ عدة أشهر لكنها كانت تتعثر عند تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات في حال شراء أنظمة تسلح روسية.

واعتمد الكونغرس الأميركي في 2017 قانونا لمعاقبة روسيا على سلوكها في أوكرانيا وتدخلها المفترض في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وهذا النص يفرض عقوبات اقتصادية على أي كيان أو دولة تبرم عقود تسلح مع شركات روسية.

وتأمل الهند في الحصول على إعفاء من واشنطن ولو أنها لم تتلق حتى الآن سوى تحذيرات. لكن الولايات المتحدة حريصة على عدم إثارة استياء حليفها الهندي، لان للقوتين مصالح في التصدي لتصاعد نفوذ الصين في آسيا.

وأعلنت واشنطن ونيودلهي الشهر الماضي خططا لمناورات عسكرية مشتركة في 2019 واتفقتا على تبادل معلومات عسكرية حساسة. وتعد الولايات المتحدة حاليا ثاني أكبر مزود أسلحة للهند.

لكن روسيا لا تزال أول مزود للأسلحة للهند وتسعى للحفاظ على موقعها.

وقال السفير الهندي في روسيا دي.بالا فنكاتيش فارما لصحيفة "كوميرسانت" الروسية إن "العلاقات بين الهند وروسيا متنية إلى حد أنها قادرة على تجاوز أي ضغط".

فلادمير بوتين
لترى أميركا

"أحد الأكثر ودية"

يشكل الدفاع حجر الزاوية في العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والهند اللتين تقيمان تاريخيا علاقة ثنائية مميزة.

وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي المكلف التعاون العسكري يوري بوريسوف أمام الصحافيين "الهند هي إحدى الدول الأكثر ودية تجاه روسيا".

من جهته اعتبر اندريه كوستين مدير عام اكبر المصارف العامة الروسية "في تي بي" على هامش منتدى اقتصادي في نيودلهي "لدينا شراكة إستراتيجية وحوار منسجم جدا على مستوى السياسة. لكن يجب استكماله عبر تعزيز العلاقات الاقتصادية".

ويخوض الجيش الهندي عملية واسعة لتحديث قواته التي باتت معداتها قديمة وغير كافية لمواجهة التغيرات الجيوسياسية في المنطقة ولا سيما تصاعد قوة الصين.

والهند أكبر مستورد عالمي للأسلحة، تشتري معدات عسكرية كثيرة وهو ما تراقبه عن كثب باكستان والصين.

وبحسب الخبراء فان أنظمة أس-400 الروسية وتكنولوجيتها المتطورة يفترض أن تسد ثغرة إستراتيجية في قدرات الدفاع الهندية.

وأعلن قائد سلاح الجو الهندي بريندر سنغ دانوا الأربعاء أن أنظمة أس-400، ومقاتلات رافال الـ36 التي تم شراؤها من فرنسا في صفقة أثارت جدلا سياسيا عام 2016، يعطيان البلاد "دفعة قوية".

وسيبحث بوتين ومودي اللذان يبدو أنهما يقيمان علاقات شخصية جيدة أيضا، صفقة تتعلق بأربع فرقاطات من نوع كريفاك بقيمة ملياري دولار و200 مروحية خفيفة من طراز كا-226 بقيمة مليار دولار.

كما سيتطرقان إلى احتمال قيام روسيا ببناء محطة نووية ثانية في الهند. وتقوم موسكو حاليا بتوسيع أكبر محطة نووية في كوداناكولام.