بوتين يقترح قمة سباعية طارئة لتخفيف الضغوط على إيران

الرئيس الروسي يعتبر أن المحادثات في مجلس الأمن بشأن الملف الإيراني تزداد حدة وأن طهران تُستهدف بـ"اتهامات لا أساس لها"، محذرا من أن البديل عن الحوار هو تصعيد خطير في منطقة الخليج.
فرنسا ترحب بمبادرة بوتين لعقد قمة حول الملف الإيراني
مجلس الأمن تحول إلى ساحة مواجهة بين موسكو وبكين من جهة وواشنطن من جهة
بوتين يجدد تمسك بلاده بالاتفاق النووي للعام 2015

موسكو - دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا وإيران إلى قمة طارئة لبحث الملف الإيراني وكيفية احتواء التوتر في الخليج.

وجاء في بيان للكرملين أن الرئيس الروسي دعا الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وإيران إلى عقد قمة عبر الفيديو، مؤكدا أن "القضية طارئة".

ونقل البيان عن بوتين قوله إن "المحادثات في مجلس الأمن بشأن الملف الإيراني تزداد حدة"، مضيفا أن طهران حليفة موسكو تستهدف بـ"اتهامات لا أساس لها".

وتابع بوتين أن "الهدف هو إعداد مسودة تتيح تجنّب المواجهة وتصعيد التوترات في مجلس الأمن"، مؤكدا أنه يتعين على القادة الاتفاق حيال سبل ضمان الأمن في منطقة الخليج.

وأشار بحسب ما ورد في الموقع الرسمي للكرملين، إلى ما وصفه باستمرار الجهود لصياغة مشاريع قرارات تهدف إلى "نسف القرارات السابقة التي تبناها مجلس الأمن الدولي بالإجماع".

وجدد الرئيس الروسي تمسك بلاده بالاتفاق النووي التاريخي مع إيران الموقع في العام 2015 والذي يجسد خطة العمل الشاملة والمشتركة. وقال "إن التوصل لاتفاق 2015 كان إنجازا سياسيا ودبلوماسيا كبيرا سمح بإبعاد تهديد اندلاع نزاع مسلح وعزز نظام عدم انتشار السلاح النووي".

وتحدث بوتين عن العرض الذي قدمته روسيا في العام الماضي والذي يلخص رؤيتها للأمن في منطقة الخليج والطرق العملية لمعالجة الأزمة بصورة ناجعة قائلا "المشاكل القائمة يمكن تجاوزها في حالة تعاطي كل طرف مع مواقف الآخر باهتمام ومسؤولية والعمل بروح الاحترام والمبدأ الجماعي".

وتابع أن منطقة الخليج شأنها شأن اي منطقة أخرى لا يجب أن يكون فيها ابتزاز ومساومات أو املاءات من أي طرف، مضيفا في إشارة إلى الولايات المتحدة أن "المناهج الأحادية لا تساعد في إيجاد الحلول".

وأكد أيضا على "وجوب إعطاء دعم جماعي لمواصلة العمل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم2231 الذي وضع أساسا قانونيا دوليا لتطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة".

وحث بوتين من وصفهم بالشركاء الدوليين على ضرورة اتفاق زعماء الدول دائمة العضوية إضافة إلى ألمانيا وإيران على معايير العمل المشترك بهدف المساعدة في إحداث آليات قوية لضمان الأمن وتعزيز الثقة في منطقة الخليج.

وحذّر من أن البديل سيكون تصاعد التوترات ووتيرة النزاع في المنطقة، مؤكد أن موسكو منفتحة على التعاون مع كل من يريد ابعاد الوضع الراهن عن شبح المواجهة والتصعيد.

وبحسب وكالات روسية، عبرت فرنسا عن استعداد الرئيس إيمانويل ماكرون للمشاركة في القمة السباعية الافتراضية حول إيران التي اقترح الرئيس الروسي عقدها.

ويتصاعد التوتر بشأن الملف الإيراني منذ اتّخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام 2018 قرار انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى الذي جمّد البرنامج النووي الإيراني، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية خانقة على الجمهورية الإسلامية.

والأسبوع الماضي قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة ستعرض على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يمدد حظر الأسلحة المفروض على إيران على الرغم من معارضة روسيا والصين.

وأجج الملف الإيراني الخلاف بين بكين وموسكو من جهة وواشنطن من جهة ثانية في مجلس الأمن الذي تحول إلى ساحة مواجهة بين الدول الثلاث التي تمتلك حق النقض (الفيتو).

وأسقطت روسيا والصين مشاريع قرارات أميركية أو بريطانية في مجلس الأمن الدولي لإدانة إيران أو تضييق الخناق عليها في أكثر من مناسبة.