بودن في الجزائر لاستعجال الوفاء بوعود دعم سابقة
الجزائر - يسعى الرئيس التونسي قيس سعيد إلى دفع الجزائر لترجمة الوعود التي قدمها الرئيس الجزائري عبد المجيد بمساعدة تونس في مختلف المجالات إلى انجاز على الأرض.
وتأتي زيارة رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن الى الجزائر الخميس لمعرفة حدود الدعم الذي ستقدمه الجارة الغربية لتونس خاصة وان البلاد تعيش تحت وقع ازمة مالية خانقة بعد تخفيض وكالة موديز لترقيمها السيادي اضافة الى تقرير نشره البنك المركزي حول شح لاحتياطي من العملة الصعبة.
وقالت الحكومة الجزائرية في بيان " ان الزيارة تندرج في سياق التأكيد على جودة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين، وعلى الإرادة المشتركة التي تحدو الجانبين لتعزيز وتنويع التعاون، لاسيما التحضير للاستحقاقات الثنائية الهامة المقبلة”.
وقالت بودن للتلفزيون الحكومي الجزائري اثر وصولها بأن “الزيارة تأتي في إطار التشاور المتواصل بين البلدين من أجل رفع العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي، وأنه ستتم خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا دراسة التحديات الراهنة التي تهم البلدين”.
واوضحت رئاسة الحكومة التونسية أنه سيجري خلال الزيارة الإعداد لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية – الجزائرية المزمع عقدها قريبا، إضافة إلى بقية اللجان القطاعية الثنائية المشتركة.
وجاء في تدوينة في الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية على فيسبوك أن الزيارة تأتي “تأكيدا للعلاقات التونسية – الجزائرية المتينة وترجمة لإرادة قيادتي البلدين للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المتضامنة والمستديمة، استجابة لتطلعات الشعبين الشقيقين”.
وترى مصادر تونسية ان قيس سعيد يسعى لتمتين العلاقة مع الجزائر لكن دون التأثير على القرار التونسي المتعلق بالسياسات في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالصحراء المغربية.
ويرى مراقبون ان الرئيس التونسي غير مرتاح مما يطلقه مسؤولون جزائريون بخصوص موقف تونس من ملف الصحراء وإظهاره بانه قريب للموقف الجزائري في حين تتمسك تونس بالحياد التام.
ووفق مصادر لصحيفة العرب فان القيادة التونسية " ستخبر الجزائريين بضرورة الكف عن التحدث باسمها والإيحاء بسهولة احتوائها واستغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها لجرها إلى مربعات لا تقبل بها".
واضاف نفس المصدر ان " زيارة بودن إلى الجزائر تتم بعنوان واضح، وهو معرفة مدى قدرة الجزائر على تقديم الدعم المالي والاستثماري لتونس للخروج من الأزمة الظرفية التي تعيشها، بعد إشارات وتصريحات من تبون".
ويرى مراقبون ان بودن ستلتزم فقط بتناول التعاون الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات دون الخوض في المسائل السياسية الحساسة.
ورغم ان الرئيس الجزائري قدم وعودا بمساعدة تونس اقتصادي لكن ذلك يظل مجرد تصريحات لم تترجم على الارض خاصة وان الجزائر نفسها تعيش أزمات اقتصادية.
وتشعر السلطات التونسية بقلق شديد من محاولات جعل تونس مجرد تابع للسياسة الخارجية الجزائرية وانها تقع تحت حمايتها في حين يشدد الرئيس قيس سعيد على استقلالية القرار الوطني.
واظهر الرئيس التونسي رغبة كبيرة منذ توليه منصب الرئاسة في الابتعاد عن سياسة المحاور التي اتبعتها عدد من الحكومات السابقة وكلفت تونس الكثير خاصة في علاقتها بعدد من الدول الغربية والعربية.
وقال تبون في إحدى التصريحات " الجزائر لن تسمح لأي كان أن يهدد تونس أمنيا، ولن تبقى في موقف المتفرج في حال وقوعه” وهو تصريح فهم منه انه محاولة جزائرية للهيمنة على القرار التونسي.
وأضاف تبون في نفس السياق "لن أقبل بالضغط على تونس، لا دخل لكم في تونس، لها دستورها ورئيسها ويمكنها تدبير أمورها بنفسها، الجزائر لن تتدخل في شؤون تونس الداخلية لأنها دولة مستقلة ويمكنها تسيير أمورها جيدا".
في المقابل تتخوف السلطات التونسية بعد تخلصها من حكم الإسلام السياسي وحلفائه من العلاقة التي تجمع الجزائر بتركيا وعدد من الجماعات الاسلامية في المنطقة وخاصة في ليبيا.
لكن تبون حاول التقليل من تلك المخاوف عند سؤاله يعد 25 يوليو/تموز الماضي " حول إمكانية ان يلجا رئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي الى الجزائر كمنفى او استقباله من قبل الرئيس فجاب " انه على نفس المسافة من كل الأطراف وان الغنوشي لم يطلب ذلك".