بومبيو في السعودية ثم تركيا لمتابعة مصير خاشقجي

الشرطة التركية تفتش مقر إقامة القنصل السعودي في اسطنبول، واردوغان يعلن استمرار التحقيق واحتمالات وجود مواد سامة.

الرياض - استقبل العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز الثلاثاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الرياض لبحث قضية الصحافي جمال خاشقجي الذي اختفى منذ أسبوعين بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول، بحسب ما أفاد صحافيون مرافقون لبومبيو.
وتقوم الشرطة التركية بتفتيش مقر إقامة القنصل السعودي في اسطنبول في إطار التحقيق. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء إنه يأمل في التوصل إلى رأي معقول في أقرب وقت ممكن. وأضاف للصحفيين أيضا إن تفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول سيستمر وإن التحقيق يبحث احتمال وجود مواد سامة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية طالبا عدم كشف اسمه، إن بومبيو سيلتقي أيضا مساء الثلاثاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على عشاء.
وشكر بومبيو العاهل السعودي على استقباله موفدا من الرئيس دونالد ترامب. واستمر اللقاء مدة 20 دقيقة بحسب الصحافيين.
وتتزايد التساؤلات حول مصير خاشقجي كاتب مقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" والذي كان ينتقد سلطات بلاده. وقد فقد منذ دخوله قنصلية السعودية في اسطنبول في 2 تشرين الاول/أكتوبر.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أن "تحديد ما حدث لجمال خاشقجي هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة الى الرئيس" ترامب.
وصرح ترامب الإثنين أن العاهل السعودي نفى في اتصال هاتفي معه "بشكل حازم أن يكون على علم بأي شيء" حول خاشقجي. وأضاف تعليقا على التقارير عن مقتل الصحافي داخل القنصلية، "بدا لي أنّ الأمر قد يكون حصل على أيدي قتلة غير منضبطين".
وطالبت المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشال باشليه الثلاثاء برفع الحصانة عن مسؤولين سعوديين قد يكونون ضالعين في اختفاء خاشقجي.
وبدأت الشرطة التركية مساء الإثنين تفتيش مقرّ القنصلية السعودية في اسطنبول التي كانت آخر مكان شوهد فيه خاشقجي. وجرت عملية التفتيش بحضور مندوبيين سعوديين. واستغرقت ثماني ساعات.
وغادر فريق المحققين بعد تفتيش استمر ثماني ساعات. وقال مسؤول تركي إن الفريق أخذ عيّنات، وخصوصا من تراب حديقة القنصليّة. وكان خاشقجي يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 2017.

ملك السعودية قال لي انه يجهل تماما ما حصل مع 'مواطننا السعودي'

وتنفي الرياض بشكل قاطع أي علاقة لها باختفاء خاشقجي. ونقلت وسائل إعلام تركية عن مسؤولين أتراك قولهم إن خاشقجي قتل داخل القنصلية على أيدي عناصر من الاستخبارات السعودية.
وكتب ترامب على تويتر الإثنين "تحدّثت للتو إلى ملك السعودية الذي قال إنه يجهل تمامًا ما يُمكن أن يكون قد حصل مع مواطننا السعودي".
ونقل عن العاهل السعودي أنّ السعوديّين "يعملون في شكل وثيق مع تركيا" لكشف ملابسات القضية. إلا أن شبكة "سي إن إن" نقلت عن مصدرين لم تُسمّهما، أنّ الرياض تعد تقريراً يفيد أن خاشقجي قتل خلال استجواب جرى بشكل خاطئ، وكان المقصود اعتقاله.
ومن المتوقع أن يزور بومبيو تركيا الأربعاء للقاء وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بعد محادثاته في الرياض، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الأناضول.
وتعهدت المملكة، أكبر مصدّر للنفط في العالم، الأحد، بالرد على أي إجراء يتّخذ ضدها. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول أن الرياض تؤكد "رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية".
وأكد المسؤول أن السعودية سترد على "أي إجراء بإجراء أكبر".
وأدى الجدل حول خاشقجي أيضا إلى اتخاذ رجال أعمال ومؤسّسات قرار مقاطعة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" للعام 2018 المزمع عقده من 23 حتى 25 الجاري، وقد أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
إلا أن مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أعلنت أنها ستشارك في مؤتمر الرياض، وكذلك وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين.