بوينغ ماكس 8 ممنوعة من دخول المجال الجوي الأوروبي

السلطات الأميركية لم تنجح في اقناع الدول والشركات بأن طائرة بوينغ 737 ماكس 8 آمنة بالسماح لها مواصلة الطيران بعد كارثتي تحطّم خلال أقل من ستة أشهر.
بوينغ تتكبد خسارة بمليارات الدولارات من قيمتها السوقية
المغرب وسلطنة عمان من بين الدول العربية المتخلية عن "بوينغ 737 ماكس"
التطمين الأميركي لم يفلح في تطمين الشركات والدول

باريس - قررت وكالة أمن الطيران الأوروبي الثلاثاء إغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام طائرات بوينغ 737 ماكس 8و9 بعد يومين من تحطم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية من أحد الطرازين، كما أعلنت الوكالة على موقعها الالكتروني.

وأكدت تعليق جميع الرحلات الجوية لهذه الطائرات اعتبارا من الساعة 19:00 توقيت غرينتش سواء كانت متوجهة إلى الاتحاد الأوروبي، أو مغادرة منه، أو تقوم برحلة داخله، بغض النظر عما إذا كان المشغلون من أوروبا أم من دول أخرى.

وجاء القرار الأوروبي بعد أن أوقفت العديد من الدول وشركات الطيران، اليوم الثلاثاء، تشغيل الطائرة بوينغ 737 ماكس فيما قررت دول أخرى اغلاق مجالها الجوي أمامها، وذلك على خلفية تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية.

والاثنين، أعلنت كل من إثيوبيا والصين وإندونيسيا، وشركة طيران جنوب إفريقية، وشركة الخطوط الملكية المغربية وشركة غول البرازيلية للطيران، تعليق استخدام الطائرات المذكورة في إطار "ضمان حفظ الأمن"، بعد حادثة الطائرة الإثيوبية التي وقعت الأحد.

وقالت شركة خطوط الطيران الأثيوبية إنها علقت كامل أسطولها من البوينغ 737 ماكس حتى إشعار آخر. وهي تملك أربع طائرات من هذا النوع وقدمت طلبا لشراء 29 طائرة أخرى.

ورغم التطمين الأميركي بأن طائرات 737 ماكس سلامة إلا أن دولا أخرى وقف العمل بهذه الطائرة ولو بشكل مؤقت.

واليوم الثلاثاء، انضمت بريطانيا وسلطنة عمان وتلتها لاحقا إيطاليا وبلجيكا إلى الدول التي أعلنت عن وقف تشغيل هذا الطراز من طارئات بوينغ بالإضافة إلى شركة توي، أكبر شركة سياحية في العالم، ووكالة سلامة الطيران الأوروبية. 

وأعلنت هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة في بيان أنها "كإجراء احترازي" قررت "إيقاف رحلات الركاب من أي مشغل يصل أو يغادر أو يحلق في الأجواء البريطانية" إذا كانت الطائرة من هذا الطراز.

وقالت الهيئة العمانية العامة للطيران المدني على تويتر إنها قررت "تعليق تشغيل طائرات بوينغ 737 ماكس من وإلى جميع مطارات السلطنة إلى إشعار آخر".

واتخذت شركتا إيرولايناس أرجنتيناس الأرجنتينية وإيرومكسيكو المكسيكية القرار نفسه.

كما علقت سنغافورة وأستراليا، الثلاثاء، عمليات كل طائرات بوينغ 737 ماكس 8 من وإلى مطارات البلدين، وذلك بعد ثاني حادث كبير لطائرة من هذا الطراز في أقل من خمسة أشهر.

وحمل تحطم طائرة بوينغ 737 ماكس للخطوط الجوية الإثيوبية قرب أديس أبابا الأحد، بعد أربعة أشهر على حادث مماثل تعرضت له طائرة لشركة "لايون إير" في أندونيسيا، عددا كبيرا من البلدان وشركات الطيران على تعليق استخدام هذا النوع من الطائرات للرحلات المتوسطة، على رغم أن بوينغ أكدت "عدم وجود أي سبب يحملها على توجيه تعليمات جديدة للشركات".

وخسرت شركة بوينغ، أكبر شركات تصنيع الطائرات في العالم، مليارات الدولارات من قيمتها السوقية حيث هبط سهمها خمسة بالمئة أمس الاثنين عند الإغلاق بعد أن تراجع 13.5 بالمئة خلال التداول.

وأظهر موقع فلايتغلوبال الإلكتروني أن هناك قرارات بمنع تحليق قرابة 40 بالمئة من بين 371 طائرة بوينغ 737 ماكس في الخدمة على مستوى العالم ومن بينها 97 طائرة في الصين.

وبعد يوم من سقوط طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية في حادث أودى بحياة كل من كانوا على متنها وعددهم 157 شخصا، أكدت الولايات المتحدة على أن التحليق بهذه الطائرات آمن وسمحت لها بالاستمرار في الطيران، لكنها ستجبر بوينغ على الشروع بتعديلات في نموذجي 737 ماكس 8 و737 ماكس 9.

وطلبت إدارة الطيران الفدرالية، إحدى المنظمين الرئيسيين للنقل الجوي، من المصنّع الأميركي القيام بالتعديلات "قبل نهاية نيسان/أبريل" في بعض البرمجيات وفي برنامج التحكم المسمّى "نظام تعزيز خصائص المناورة" (أم سي ايه أس) المصمم من أجل تفادي سقوط الطائرة.

وأكدت بوينغ بعد ساعات من الطلب أنها ستزود طائرات 737 ماكس 8 بتحديث للبرمجيات.

وماكس 8 هو الطراز الجديد من طائرات بوينغ 737، طائرة الركاب الأفضل مبيعا في العالم. ومحركات هذا الطراز أكبر كما أنه أقل استخداما للوقود ودخل الخدمة عام 2017.

لكن بيانا أصدرته سلطة الطيران المدني في سنغافورة أشار إلى أنه لا يمكن الرد بسرعة على علامات الاستفهام بشأن الطائرة بعد حادث يوم الأحد.

وقالت "ستجمع سلطة الطيران المدني المزيد من المعلومات خلال فترة التعليق المؤقت وستعيد النظر في مخاطر السلامة المرتبطة بمواصلة تشغيل الطائرة بوينج 737 ماكس من وإلى مطارات سنغافورة".

وكان هذا أول قرار من نوعه تتخذه هيئة تنظيمية كبرى بعد الحادث، لكن مشاعر القلق انتابت المسافرين الذين هرعوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما إذا كانوا قد حجزوا للسفر على متن طائرة 737 ماكس وهو نفس طراز طائرة ليون إير الإندونيسية التي تحطمت في أكتوبر/تشرين الأول وقُتل كل من كانوا على متنها.

ولا توجد حتى الآن معلومات تربط بين حادثي الطائرتين الإندونيسية والإثيوبية.

وعثر المحققون في إثيوبيا على الصندوقين الأسودين للطائرة مما سيوفر معلومات عما حدث قبل أن تهوي فوق أرض زراعية بعد إقلاعها بدقائق.

وفي ضوء كون الصندوقين الأسودين في حالة جيدة، فإن من الممكن معرفة سبب التحطم بسرعة لكن استكمال التحقيق يستغرق عاما في العادة.

وقال خبير في مجال الطائرات طلب عدم نشر اسمه إن سقوط الطائرة والحريق الذي أعقبه يعني أن تحديد هوية بعض الرفات قد يمتد لأسابيع أو شهور وربما تكون هناك حاجة لاستخدام السجلات الطبية أو الحامض النووي الوراثي (دي.إن.إيه) لهذا الغرض.

وأضاف أن هذه العملية ستكون معقدة نظرا لأن الركاب جاءوا من أكثر من 30 دولة كما أن إمكانيات إثيوبيا في مجال الطب الشرعي محدودة.

وفي موقع التحطم في إثيوبيا، انضم فريق تقني من بوينغ ومحققون من سلطات الطيران المدني الأميركي إلى محققي الوكالة الإثيوبية للطيران المدني.

وأكثر المتضررين من هذه المأساة هي كينيا التي كان 32 من مواطنيها على متن الطائرة، علماً بأن نيروبي هي مقر إقليمي للأمم المتحدة التي تأثرت أيضاً بشدة بهذه الكارثة.

وكان موفدون إلى المؤتمر السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للمناخ الذي افتتح الاثنين في العاصمة الكينية على متن تلك الطائرة.

ومن بين ضحايا الأمم المتحدة، ستة موظفين في برنامج الأمم المتحدة للمناخ و7 عاملين في برنامج الغذاء العالمي، والعديد من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وينتمي الضحايا إلى 35 جنسية مختلفة بحسب معلومات تقريبية لشركة الطيران الإثيوبية.