بيت الشعر بالمفرق يستضيف الشاعرين العامري والزعبي

الفنان الأردني فارس الخزاعلة قدم وصلة غنائية في نهاية الأمسية الشعرية المقامة على شرف الشاعرين.

ضمن فعاليات أمسيات "بيت الشعر" بمدينة المفرق أقيمت أمسية شعرية للشاعرين الدكتور عمر العامري وأكرم الزعبي، أدار مفرداتها الناقد محمد المشايخ بحضور مدير البيت السيد فيصل السرحان وحشد من المثقفين والأدباء والمهتمين.

المشايخ في تقديمه استعرض السيرة الذاتية للشاعرين مبرزا دورهما في المشهد الثقافي المحلي والعربي، مستذكرا ما قاله الشاعر محمود فضيل التل بمناسبة تكريمه ونخبة من مبدعي المملكة في المركز الثقافي الملكي برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى، وفيها قال مخاطبا الشيخ القاسمي:

"يا هامة في ربى الإبداع نعرفها/شيخ إلى مجلس العلياء يُنتدب/ما دامت العين في دنياك ساهرة/فالشمس في شارقة الأخيار ترتقب/لقد أقمت بيوت الشعر ماثلة/هنا.. وهناك وفيها الفكر والأدب/الحمد لله ما في الأرض شارقة/إلا الإمارات فيها أهلها نُجب".

القراءة الأولى استهلها الشاعر الدكتور عمر العامري الذي قرأ مجموعة من القصائد التي كتبها على الشكلين العمودي والتفعيلي، مستذكرا البيت الذي عايشه في تفاصيله الصغيرة وحواليه من مفردات الحياة، فكان "ضيفا على هذي الحياة" التي قدم فيها سردا شعريا موغلا بالتفاصيل والرؤى مستحضرا والده الذي لم يعد بعد ذهابه للمسجد، قصيدة محكمة البناء واللغة الموحية والمعبرة مكنونات النفس ورؤاها وكذلك ما يتعلق بالشأن الذاتي الذي أبحر فيه.

من قصيدته التي أسماها "ضيف على هذي الحياة" نختار المقاطع حيث يقول فيها: 

"في الليل 

أرتاح من نفسي قليلا

في الليل 

أنتظر الحقيقة أن تُطل

بثوبها المشغول بالغبش الشفيف وبالغمام

أن يهطل المطر البعيد هناك في صيف الكلام

أن تحمل اللغة البهية عن فمي

شيئا قليلا

مازال متسع هنا

لأصادق الشجر المقيم على تلال قصائدي

ولكي أعمد صورتي في النهر".

إلى أن يقول فيها: 

"ستعيد لي يا موت أشيائي الأثيرة: دمعتي

وأبي الذي صلى العشاء جماعة

في مسجد الحيِّ القريب

ولم يعد للبيت

وأخي الذي كالحلم أذكره صغيرا

لم يجاوز تسعة أعوام..".

الشاعر أكرم الزعبي الذي طاف بنا في فضاءات قصائده التي حملت أصوات عدة، مفضية إلى مساحات زريات وأيقوناته الموسيقية، وذاكرة الولادة وحمام البيت الذي يراقص موسيقاه حيث كان رذاذ الأرض يعج بالعطر، وأخذنا على جناح قصائده الأسئلة الحيرى وشؤون الذات والراحلون الذين تجمعهم مرايا الأسئلة، شاعر يتقن استراحته كمحارب كعاشق مبلل بندى الصباح ليمرر لنا بثقة وفنية رسائله دون طوابع، وكأني به لم مثل فراشة تستل من الغبار رؤى الأحلام، أكرم الزعبي شاعر يمعن كثيرا في كثافة نصه الشعري القصير ويعجن حروفه بماء اللغة.

من قصيدة له بعنوان "استراحة محارب" نقتطف منها حيث يقول: "كأنك لم تكن مثل فراشة

تسرق الأحلام من عين الغبار

كأنك لم تكن نهرا

يراوغ الصياد عن أسماكه

كأن البحر فيك

أغرق البحار

شمعاتك التي "انطفت" ألقت عليك نارها

وأسرجت على خيباتك الصغرى حصانها

كأنها عشتار

الليل أسرع من قطار الضوء

فاكتب

ليلك الآتي بحبر من نهار".

وفي نهاية الأمسية قدم الفنان الأردني فارس الخزاعلة وصلة غنائية من التراث حازت على إعجاب وتفاعل الجمهور.