بيع الاغاني الكترونيا لمحاربة القرصنة

أعلنت مجموعة شركات يونيفرسال الموسيقية وشركة سوني للموسيقى والترفيه عن فتح منافذ لبيع إنتاجهم الموسيقي للجمهور على شبكة الإنترنت بأسعار زهيدة أملا في وقف نزيف الخسائر المالية التي تكبدهما الشركتان بسبب سرقات القراصنة المستمر.
وقد اعترفت الشركتان بعجزهما في مواجهة القراصنة مما دفعهما لبيع الاسطوانات الموسيقية على شبكة الإنترنت بأسعار رخيصة جدا في محاولة لتشجيع جمهور الموسيقى على شراء ونسخ الألبومات من المواقع الشرعية على الشبكة وتداولها بحرية كاملة بدلا من شراء الألبومان المسروقة.
وتعتمد الخطة التسويقية ليونيفرسال وسوني على سرعة توزيع الألبومات الموسيقية إلكترونيا بأسعار تنافسية مقارنة بأسعار نفس الألبومات التي يتم سرقتها وبيعها بالمواقع الغير شرعية مثل نابستر وكازا ومورفيوس وغيرها، بالإضافة إلى إنتاج إصدارات جديدة بجانب الإصدارات القديمة مزودة بإمكانيات نسخها من على شبكة الإنترنت بواسطة برامج سيتم بيعها على أقراص "سي دي" للجمهور.
كما تخطط الشركتان للاستفادة من منافذ البيع على الإنترنت في عمل قاعدة بيانات عن جمهور الموسيقى لمعرفة أفضل الألبومات الموسيقية والغنائية والأغاني الأكثر شعبية ومدى نجاح ورواج الإصدارات الجديدة بما يفيد الشركتان في خطة إنتاجهما الموسيقي ومعرفة احتياجات ورغبات الجمهور.
ويتوقع مسؤولو المبيعات في شركة سوني ازدهار حركة البيع و زيادة عدد الأغاني القابلة للنسخ من موقع الشركة على الإنترنت بشكل كبير خلال الصيف الحالي بأسعار زهيدة. وبلغة الأرقام ستنخفض الأسعار لتصل إلى 1,49 دولار نظير نسخ أغنية حالمة من إصدارات الشركة مع استمرار انخفاض الأسعار.
ويصف الخبراء الموسيقيون المؤيدون لفكرة تسويق الإصدارات الموسيقية على شبكة الإنترنت بأسعار متدنية بأنها خطوة جريئة ستحصد شركات الإنتاج الموسيقي نتائجها في المستقبل عندما يفشل القراصنة في ترويج الألبومات الموسيقية المسروقة. كما تعد من أكبر الصفقات التجارية التي تتم تحت ضغوط تسويقية.
ويحسب للشركتين قدرتهما على التحول والتكيف مع آليات السوق الحالي بما يقلل من خسائرهم المادية ويزيد من معدل إنتاجهما الموسيقي خاصة بعد زيادة تداول الملفات الموسيقية المسروقة بين جمهور الموسيقى دون معرفة الأب الشرعي للأغلبية العظمى من هذه الملفات.
في حين يرى البعض الآخر من خبراء الموسيقى أن المؤشرات تؤكد أن الجمهور الذي تعود على شراء الإصدارات الموسيقية المسروقة لن يغير من طريقته ويدفع 99 سنتا لشراء أغنية بعد تعوده على شرائها من المواقع الغير شرعية أو النسخ خلسة بدون دفع أي مبالغ مالية. إلا أنهم يتمنون أن يأتي اليوم الذي يختار هذه الشريحة من الجمهور لدفع قيمة الإصدارات بدلا من سرقتها.
ويتوقع النقاد أن خطة شركتي يونيفرسال وسوني ستدفعهم لطرح اسطوانات معلبة أقل جودة في الأسواق وعند الباعة الشرعيين عقب فتح منافذ البيع الإلكتروني مع التفريط في أمن منتجاتهم على الشبكة.
ويضيف النقاد أن الشركتين مضطرتان إلى تقديم مزيد من الامتيازات لجذب مشتركين جدد على الإنترنت لسماع الألبومات الغنائية حتى تتمكن كل شركة من المنافسة الشرسة مع خدمة موسيقى الاشتراك المعروفة باسم "بريسيلاي" على شبكة الإنترنت والتي لها جمهور ومشتركين منذ فترة طويلة تلبي رغباتهم وتحظى برضاهم.
في حين يقترح منتجو الموسيقى تأجيل فتح منافذ بيع الملفات الموسيقية على الإنترنت خوفا من تأثير ذلك على مبيعات الاسطوانات "سي دي" والتي تعد الشريان الرئيسي لمنتجي الإصدارات الموسيقية.
ويؤكد رون ستوني رئيس قسم الترفيه في شركة "جولد مونيتاين اينتيرانيمنت" أن بيع الإصدارات الموسيقية من خلال الإنترنت فكرة جيدة وتحتاج لمزيد من التضحيات خاصة وأنها تهدف إلى وقف سرقة الإصدارات والتغلب على أسلوب الاحتيال والقرصنة نظير دفع 99 سنتا للأغنية وكأن الفرق في سعرها الحالي منحة أو هدية لتشجيع الجمهور على شراء إصداراتهم الموسيقية من سوق التجزئة بدلا من شراء الإصدارات المسروقة بنفس الأسعار.
ويضيف ستوني أنه يجب تطوير الخدمات الموسيقية في منافذ البيع الشرعية على الإنترنت لتكوين جمهور قادر على استخدام الموسيقى الرقمية وإتاحة الفرصة للجمهور بنسخ الملفات الموسيقية بحرية كاملة فيما بينهم على أجهزة الكمبيوتر خاصة وأن أغلب خدمات صناعة الموسيقى يعاب عليها أنها تعرض خدمات ضعيفة نسبيا في تعليم الجمهور استعمال الإصدارات الموسيقية والاستمتاع بها على عكس ما تقدمه خدمات المواقع الغير شرعية في عرض الإصدارات الموسيقية المسروقة.
في حين يتوقع الباعة ومراقبو سوق الإصدارات الموسيقية أن البرامج الجديدة التي ستطرحها سوني لتسهيل نسخ الأغاني من على الشبكة ستغير من أسلوب شراء الجمهور حيث اعتادوا على نسخ الأغاني ببرامج مجانية ثابتة منذ عامين وبالتالي هم مطالبون بالتغيير.
كما يتوقع الباعة ازدهار سوق الإصدارات الموسيقية خلال الصيف الحالي بعد فتح منافذ التوزيع على شبكة الإنترنت لبيع عشرات الآلاف من الإصدارات عالية التقنية بأسعار متدنية جدا لتصل إلى 99 سنتا أو أقل لبعض الأغاني و9,99 دولار للألبوم الواحد من خلال موقع الأمازون.
ويرى مات دورجين أحد تجار التجزئة في وحدة بيرتليزمان على شبكة الإنترنت أن على الشركات المنتجة للموسيقى أن تعمم فكرة بيع الإصدارات الموسيقية في مواقعها على الإنترنت على أمل أن يعود الجمهور إلى السوق للشراء بدلا من النسخ المسروق والذي تعود علية منذ فترة طويلة.
ويصف بام هوروفيز رئيس شركة "ناشيونال أسن" والمتخصصة في تجارة التسجيلات الموسيقية مبادرة شركة يونيفرسال بأنها خطوة جيدة وجريئة ولكن كان من الأفضل أن تهتم يونيفرسال بتحديد تسعيرة موحدة بيع الإصدارات الموسيقية بالتجزئة وبشكل شرعي بدلا من ترك الأسعار متذبذبة حسب أهواء تجار التجزئة مما شجع جمهور الموسيقى للهروب من نار الأسعار إلى الأسواق الغير شرعية لتوفير احتياجاتهم من الإصدارات الموسيقية.
ويرى لورانس كينسويل رئيس يونيفرسال إيلابس المتخصصة في التسجيلات الإعلامية أن خطة شركة يونيفرسال الجديدة التي تجيز نسخ الأغاني ذات الحقوق الرقمية ستصل إلى آلاف الألبومات الغنائية من بين 10 آلاف إلى 11 آلف البوم من إنتاج الشركة.
ويؤكد كينسويل أن بيع الأغاني على الإنترنت سيحمي الألبومات الغنائية على عكس ما يتوقعه المنتجون حيث سيتيح النظام الجديد حماية الملفات الغنائية من القرصنة عن طريق تزويد المراقبة على الملفات المطروحة للبيع وبذلك يتم محاصرة القراصنة في نقطة واحدة بما يكفي لمحاربتهم والحد من سرقاتهم.
كما أن الملفات الموسيقية ستساعد المنتجين على حماية حقوق الملكية الفكرية عن طريق تمييز البرامج المطروحة بالأسواق بالعلامات المائية التي تسهل حماية النسخ الرقمي وتمكن السلطات الرقابية من تمييز المشترى الأصلي من البرنامج المقلد والمسروق بدلا من ضياع الجهد والمال في الحد من القرصنة.