بيكفورد يسكت الانتقادات بنظافة شباكه

حارس مرمى المنتخب الانكليزي يرد على المشككين بطريقة مثالية بعد دوره الكبير في التأهل لمواجهة نظيره الاوكراني في ربع النهائي القاري.

لندن - أسكت حارس مرمى إنكلترا جوردان بيكفورد الانتقادات في كأس أوروبا لكرة القدم، بعد حمايته عرين منتخب حافظ على نظافة شباكه حتى ربع النهائي حيث يلاقي أوكرانيا السبت في روما.

حجز منتخب "الأسود الثلاثة" بطاقته إلى دور الثمانية، بعد تخطيه غريمته التاريخية ألمانيا للمرة الأولى منذ 55 عاماً في دور إقصائي، بهدفين من رحيم سترلينغ والقائد هاري كاين الثلاثاء على ملعب ويمبلي.

ولعب حارس إيفرتون دوراً كبيراً في إيصال بلاده إلى هذا الدور المتقدم. أنقذ ابن السابعة والعشرين هدفاً أمام تيمو فيرنر في الشوط الأول، ثم صدّ أكروباتياً كرة كاي هافيرتس الصاروخية بعد الاستراحة بقليل.

ومع تقدّم إنكلترا بهدف، خرج من مرماه وضيّق زاوية التسديد على توماس مولر الذي كان منفردا والمرمى مشرع تحت رحمته.

قال بيكفورد "اتدرّب بجهد طوال الاسبوع كي أكون الأفضل. اعتقد اني قمت بصدتين جيدتين. شعرت اني أعيش لحظتي".

تابع "الأجواء... كانت رائعة. هذا يمنحنا شعورا بالرغبة ليوم السبت. هذه فرصة أخرى، سنكون مستعدين لما ينتظرنا".

جاءت انجازات بيكفورد في وقتها، بعد سلسلة من الهفوات مع إيفرتون العام الماضي وضعته في مرمى الانتقادات.

حذّره المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المنتقل حاليا لتدريب ريال مدريد الإسباني، من الاستمرار في اخطائه، ووضعه على دكة البدلاء خلال مواجهة نيوكاسل في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وكانت تصرفات بيكفورد خارج الملعب محط جدل أيضا، بعد تورّطه بشجار في الشارع عندما تعرّضت خطيبته لسوء المعاملة في مسقط رأسه سندرلاند عام 2019.

وبعد معاناته من إصابة عضلية في معدته، بدا أن مشاركته أساسيا مع بلاده ستكون صعبة، خصوصا بعد الدفع بنيك بوب في أول ثلاث مباريات ضمن تصفيات المونديال.

لكن نهاية موسمه كانت جيدة، فيما خرج بوب من التشكيلة بعد تعرضه لاصابة.

منحه المدرب غاريث ساوثغيت ثقته دوما كالحارس الرقم واحد، وقال قلب الدفاع هاري ماغواير "مركز حارس المرمى في منتخب إنكلترا هو الأكثر تدقيقا في عالم كرة القدم".

تابع لاعب مانشستر يونايتد "لدينا حارس رائع وراءنا. كان رائعا في كل مرة ارتدى فيها قميص إنكلترا".

أكثر ثقة

كان بيكفورد (35 مباراة دولية) رائعاً حتى الآن في البطولة، محافظاً على نظافة شباكه في أربع مباريات، فلم يخيّب ظنّ ساوثغيت وعزز سمعته بين الحراس الكبار.

كان بطل إنكلترا في مونديال 2018، عندما صدّ ركلة ترجيحية لكارلوس باكا خلال الفوز على كولومبيا في دور الـ16.

لم يلعب فقط دورا في فكّ عقد إنكلترا مع الركلات الترجيحية، بل برز عندما تخطت بلاده سويسرا في الركلات عينها في دوري الأمم الأوروبية 2019. سجّل في مرمى يان سومر، قبل أن يصدّ ركلة يوسيب درميتش.

لم تضرّ اخطاؤه مع ناديه بثقته، وجعلته شخصيته القوية من أبرز لاعبي كأس أوروبا.

قال المدافع الدولي السابق ريو فرديناند "يعجبني بيكفورد بسبب اتزانه".

تابع لاعب مانشستر يونايتد السابق "كان محط انتقاد مع إيفرتون، لكن بقميص إنكلترا يتطور واصبح أكثر ثقة، يتحكم بالمواقف".

يوبّخ مدافعي إنكلترا عندما لا يلبون تطلعاته، ويفرض معايير مرتفعة.

قال الحارس البالغ طوله 1,85 م "استمرّ بالعمل الجاد وافعل كل شيء بشكل صحيح، لا اتسرّع، امنح نفسي الفرصة عندما يتعلق الأمر بيوم المباراة لأكون مستعدا تماما ومركزا إلى أقصى حد".

تابع "أحاول أن أكون أفضل نسخة من جوردان بيكفورد".

عرفت الكرة الإنكليزية حراس مرمى رفيعي المستوى على غرار غوردون بانكس، بيتر شيلتون، راي كليمنس أو حتى ديفيد سيمان، لكن في السنوات الأخيرة أحبطها اداء ديفيد جيمس، روبرت غرين وجو هارت.

يُعدّ بانكس أعظم حارس إنكليزي، بعد دوره في احراز كاس العالم 1966 على أرضه.

قد يقارن البعض بيكفورد مع الحارس العظيم، بحال أحرزت إنكلترا أول ألقابها في البطولة القارية، ليتحوّل من عبء محتمل إلى مشروع نجم كبير.