بيلوسي تناشد عائلة ترامب التدخل لتهدئة غضبه لمصلحة أميركا

رئيسة مجلس النواب الأميركي ترى أنه من المبكر الخوض في إجراءات عزل الرئيس خشية أن تسبب هذه المبادرة المزيد من الانقسامات في الولايات المتحدة.

المعركة بين ترامب والديمقراطيين تحولت إلى حرب مفتوحة
النقاش حول إجراءات عزل ترامب يأخذ حجما أكبر مما كان في السابق
بيلوسي تجدد اتهامها لترامب بعرقلة تحقيق مولر

واشنطن - قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي اليوم الخميس إن الرئيس دونالد ترامب انتابته نوبة غضب خلال اجتماع مع القادة الديمقراطيين في الكونغرس أمس (الاربعاء) وإنها تتمنى أن يقوم فريقه أو عائلته "بالتدخل" لديه من أجل مصلحة البلاد.

وفي اليوم الثاني على التوالي واصلت بيلوسي مهاجمة ترامب واتهمته بعرقلة العدالة وقالت إنها جريمة تستلزم المساءلة.

وقالت للصحفيين "مرة أخرى، أصلي من أجل رئيس الولايات المتحدة. أتمنى أن تتدخل أسرته أو إدارته أو موظفوه من أجل مصلحة البلاد".

وأكدت مجددا الخميس أنه من المبكر جدا بدء إجراءات عزل ترامب، معتبرة أن مثل هذه المبادرة ستكون "مصدر انقسامات كبيرة"، مضيفة غداة مشادة لاذعة مع الرئيس "يمكن أن نكشف الوقائع للأميركيين من خلال تحقيقاتنا ويمكن أن يقودنا ذلك إلى لحظة تصبح معها الإقالة حتمية، أو لا، لكننا لم نبلغ بعد هذه النقطة".

وتابعت "تقديري أن إجراءات الإقالة ستكون بالتأكيد مصدر انقسامات كبيرة".

وتحولت المعركة بين ترامب والديمقراطيين إلى حرب مفتوحة الأربعاء عندما أعلن ترامب، بغضب، أنه لن يتعاون مع الديمقراطيين حول المشاريع الكبرى مثل خطة البنية التحتية طالما لم يوقفوا "تحقيقاتهم الفارغة" التي تستهدفه.

وكان الرئيس الأميركي يرد على قول بيلوسي إن الرئيس "منخرط في عملية تمويه" لمنعهم من اقتفاء الآثار التي خلفها التحقيق في شبهات صلات مع روسيا خصوصا شبهة تعطيل العدالة.

واتهم ترامب اثر ذلك في سلسلة من التغريدات الديمقراطيين بـ"مضايقته باستمرار" بعدة تحقيقات برلمانية وبأنهم "الحزب الذي لا يفعل شيئا" مفيدا.

وكانت الإدارة الأميركية رفضت مرارا التعاون في تحقيقات برلمانية أطلقها الديمقراطيون الذين يتمتعون بسلطات واسعة في طلب إجراء تحقيقات واستدعاءات بفضل أغلبيتهم في مجلس النواب.

وإزاء هذا الرفض اخذ النقاش حول إجراءات عزل ترامب حجما أكبر هذا الأسبوع، لكن الأصوات المؤيدة لهذه الإجراءات لازالت أقلية.

وتخشى بيلوسي من تأثير مثل هذا الإجراء على شعبية حزبها مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2020 ما يحجب رسالة حملتهم بشأن القضايا التي تهم الناخبين فعلا الذين باتوا يكرهون الشجارات السياسية في واشنطن.

وعلى غرار ما صرح به المرشح للانتخابات الرئاسية بيرني ساندرز الأربعاء، أكدت بيلوسي أن ترامب يرغب في رؤية الديمقراطيين يباشرون إجراءات العزل.

وقالت "ليس لدي أدنى شك في أن البيت الأبيض يرغب بشدة في إجراءات عزل"، لأنها تناسبه سياسيا.

ولأربعاء، قبل وقت قصير من اجتماع مقرر سلفا مع ترامب في البيت الأبيض لمناقشة تشريع الاستثمار في البنية التحتية، اتهمت بيلوسي ترامب "بالتستر" فيما يتعلق بتحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016.

وأثارت تصريحاتها غضب ترامب ودفعته إلى الخروج من الاجتماع بعد ثلاث دقائق فقط، مما يلقي بظلال من الشك على آفاق التشريع.

وقال ترامب إنه من المستحيل العمل على مثل هذا التشريع ما دام الديمقراطيون يواصلون تحقيقاتهم "الزائفة" بشأنه.

وفي مؤتمرها الصحفي الأسبوعي اليوم الخميس، واصلت بيلوسي الهجوم، وكررت اتهامها لترامب في اليوم السابق بأنه غير قادر على العمل في القضايا التشريعية المعقدة.

وقالت بيلوسي "لا يسعني إلا أن أعتقد أنه لم يكن على قدر مهمة تحديد الخيارات الصعبة لكيفية تغطية تكلفة تشريع البنية التحتية المهم الذي تحدثنا عنه قبل ثلاثة أسابيع".