بينيت يزور واشنطن محمّلا بـ"خطة منظمة" لاحتواء إيران
واشنطن– يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت الضغط من أجل تبني إستراتيجية جديدة بشأن إيران خلال أول زيارة يقوم بها للبيت الأبيض، قائلا إنه سيحث الرئيس الأميركي جو بايدن على عدم إحياء اتفاق 2015 النووي مع طهران.
ويأمل معاونو بايدن أن ترسم المحادثات مسارا إيجابيا لعلاقاته مع بينيت، وهو سياسي من اليمين المتطرف ومليونير في مجال التكنولوجيا المتقدمة أنهى مسيرة بنيامين نتنياهو التي استمرت 12 عاما رئيسا لوزراء إسرائيل.
ومن شأن ذلك أن يمثل تناقضا صارخا مع توتر دام سنوات بين المحافظ نتنياهو، الذي كان وثيق الصلة بالرئيس السابق دونالد ترامب، وبين آخر إدارة ديمقراطية بقيادة باراك أوباما الذي كان بايدن نائبه.
وتمنح الزيارة الإدارة الأميركية فرصة لإظهار أن الأمور تسير كالمعتاد مع أوثق حلفائها في الشرق الأوسط بينما تجابه وضعا فوضويا في أفغانستان، كبرى أزمات بايدن في مجال السياسة الخارجية منذ توليه السلطة.
وستكون المحادثات محدودة نسبيا في نطاقها وتغطيتها. فمن المتوقع أن يتحدث الزعيمان لفترة وجيزة أمام مجموعة من المراسلين الممثلين لشبكات إعلامية خلال محادثاتهما في المكتب البيضاوي لكن لن يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا.
وبينيت أقل إثارة في تصرفاته من نتنياهو لكنه كان حازما مثله في التعهد علنا بعدم السماح لإيران، التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وجوديا، بصنع سلاح نووي، فأبلغ حكومته في اجتماع يوم الأحد بأن الوضع يمر بمرحلة حرجة.
وقال “إيران تمضي سريعا في تخصيب اليورانيوم واختصرت بدرجة كبيرة بالفعل الوقت الذي ستحتاجه لجمع المادة اللازمة لصنع قنبلة نووية واحدة”.
وقال بينيت إنه سيقول لبايدن “هذا هو وقت إيقاف الإيرانيين وليس إعطاءهم شريان حياة في شكل معاودة الانضمام لاتفاق نووي منقض”.
وقال مسؤول أميركي إن توسلات بينيت المتوقعة لإدارة بايدن أن تتخلى عن جهودها لإحياء الاتفاق لن تؤتي أُكُلها على الأرجح.
وأشادت إسرائيل بقرار ترامب عام 2018 بخصوص انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم بين القوى العالمية الست وإيران. واعتبر ترامب أن الاتفاق يحمل في طياته مميزات وفوائد جمة لطهران، ومن ثم عاود فرض العقوبات الأمريكية عليها.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير إن إيران سرّعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى درجة قريبة من النسبة اللازمة لصنع أسلحة.
وتنفي إيران دوما سعيها لصنع قنبلة، لكن التخصيب زاد من التوتر مع الغرب بينما يسعى الجانبان لاستئناف المحادثات بشأن إحياء اتفاقهما الذي يحد من أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات.
أبلغ بينيت حكومته بأنه سيقدم لبايدن “خطة منظمة صغناها في الشهرين الماضيين لكبح جماح الإيرانيين، سواء في المجال النووي أو فيما يتعلق بالعدوان الإقليمي”. ولم يعط تفاصيل أخرى.
وسُئل عما إذا كان بينيت طرح مقترحا بشأن إستراتيجية جديدة بخصوص إيران، فقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس “سأترك الأمر لرئيس الوزراء الإسرائيلي كي يصف للرئيس الأميركي الأفكار التي ربما تكون لدى الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بإيران”.
وفي ظل استحالة حدوث إجماع فعليا داخل الحكومة الإسرائيلية المتنوعة على إقامة دولة فلسطينية، فمن غير المتوقع أن يضغط بايدن ومعاونوه على بينيت لتقديم أي تنازلات كبرى للفلسطينيين في أول زيارة خارجية له.
ولكن حتى مع عدم وجود علامة تذكر على ضغوط أميركية لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين التي انهارت عام 2014، تواجه إسرائيل مخاوف من واشنطن بشأن نشاطها الاستيطاني في مناطق احتلتها في حرب عام 1967.
وأوضحت إدارة بايدن بالفعل أنها تعارض المزيد من التوسع الاستيطاني على الأرض المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لأن تكون ضمن دولتهم. وتعتبر معظم الدول مثل هذه المستوطنات غير شرعية، وهو ما ترفضه إسرائيل.
ويتحسس بينت الخطى إلى الآن فيما يتعلق بقضية المستوطنات، وهو الذي دعا من قبل إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية.
وأُرجئت الأسبوع الماضي موافقة مقررة على بناء 2200 منزل جديد للمستوطنين، إلى جانب 800 منزل للفلسطينيين، في محاولة على ما يبدو لتجنب الاختلاف مع واشنطن قبيل زيارة بينيت.
لكن التوتر والعنف المتزايدين على امتداد حدود إسرائيل وغزة، بعد ثلاثة أشهر من حرب دامت 11 يوما بين القوات الإسرائيلية والنشطاء الفلسطينيين، قد يلقيان بظلالهما على زيارة بينيت.