بيونغيانغ تترجم إحباطها من واشنطن باختبار سلاح تكتيكي

وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء تنقل عن مصدر حكومي لم تسمه قوله، إن السلاح الذي تمت تجربته من المرجح أن يكون مدفعا بعيد المدى تم تطويره في عهد والد كيم وسلفه كيم جونغ إيل.

اختبار كوريا الشمالية لسلاح عالي التقنية رسالة سياسية لواشنطن
الزعيم الكوري الشمالي يشرف بنفسه على اختبار السلاح التكتيكي
اختبار السلاح التكتيكي يأتي في خضم تعثر المفاوضات النووية

سيول - أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون على اختبار سلاح "تكتيكي عالي التقنية تم تطويره حديثا"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية الجمعة في خطوة رأى محللون أنها رسالة سياسية أكثر مما هي استفزاز فعلي على خلفية محادثات نزع السلاح النووي.

وهذا أول تقرير رسمي عن إجراء كوريا الشمالية اختبار أسلحة منذ أن بدأت عملية دبلوماسية حساسة مع واشنطن بشأن برنامجيها النووي والصاروخي.

وقالت الوكالة إن "كيم جونغ اون زار موقع الاختبار التابع للأكاديمية الوطنية لعلوم الدفاع وأشرف على اختبار سلاح تكتيكي عالي التقنية تم تطويره حديثا"، مضيفة أن الاختبار تكلّل بالنجاح، لكنها لم تحدد طبيعة السلاح الذي تم اختباره.

وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن مصدر حكومي لم تسمه، إن السلاح الذي تمت تجربته من المرجح أن يكون مدفعا بعيد المدى تم تطويره في عهد والد كيم وسلفه كيم جونغ إيل.

وتعليق بيونغيانغ تجاربها على أسلحة نووية وصواريخ بالستية، كان من المسائل الرئيسية التي أفضت إلى التطورات الدبلوماسية السريعة هذا العام والمفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وكثيرا ما أشاد بها الرئيس دونالد ترامب.

وعقد الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي قمة تاريخية في سنغافورة هذه السنة أسفرت عن اتفاق على نزع السلاح النووي بقيت بنوده غامضة، فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي عن لقاء محتمل مطلع العام القادم بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ اون من دون تقديم تفاصيل عن مكان اللقاء، مرجحا فقط أن تعقد القمة في يناير/كانون الثاني 2019.

وبعد ساعات على نشر تقرير الوكالة، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها "واثقة" من أن كيم سيفي بالتزاماته.

وجاء في بيان للوزارة "خلال قمة سنغافورة في يونيو/حزيران الماضي، قطع الرئيس ترامب والزعيم كيم عددا من الالتزامات بشأن نزع السلاح النووي بشكل نهائي ويمكن التحقق منه بالكامل وخلق مستقبل أكثر إشراقا لكوريا الشمالية".

وأضاف "نجري محادثات مع الكوريين الشماليين بشأن تطبيق جميع تلك الالتزامات. وما زلنا واثقين من أن الوعود التي قطعها الرئيس ترامب والقائد كيم سيتم الإيفاء بها".

وتتعثر المحادثات منذ قمة سنغافورة وسط اختلاف واشنطن وبيونغيانغ حول تفسير النص. ويمكن أن تثير العودة إلى إجراء اختبارات، شكوكا خطيرة حول مستقبل العملية.

واستخدام وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية مصطلح "تكتيكي" يشير إلى أن الاختبار الذي تم الإبلاغ عنه الجمعة لم يتضمن أي صاروخ بالستي بعيد المدى أو جهاز نووي. ولم يرد أي مؤشر على رصد كوريا الجنوبية لمثل هذا الاختبار.

استخدام وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية مصطلح تكتيكي يشير إلى أن الاختبار الذي تم الإبلاغ عنه لم يتضمن أي صاروخ بالستي بعيد المدى أو جهاز نووي

وقال مسؤول في وزارة الدفاع في سيول للصحافيين إن كوريا الشمالية "بإشارتها إلى سلاح تكتيكي، توجه رسالة بأن التجربة ليست استفزازا مسلحا".

وأضاف "من غير المناسب لجيشنا أن يعتبره استفزازا في وقت أكدت كوريا الشمالية إنه اختبار سلاح تكتيكي عالي التقنية".

ونشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية صورة واحدة أرفقتها بالتقرير، تظهر رجالا بزي عسكري يقومون بتدوين ملاحظات فيما كيم يتحدث. ولا تقدم خلفية الصورة الكثير من المعلومات حول نوع السلاح الذي تمت تجربته.

وأوضحت الوكالة أنّ كيم عبّر عن "رضا كبير" وقال إن الاختبار يشكل "تحولا حاسما في تعزيز القوة القتالية لقواتنا المسلحة".

وتابعت أنه تم تطوير هذا السلاح على مدى فترة طويلة "ونجاحه الكبير برهان لافت على صوابية سياسة الحزب التي تعطي الأولوية لعلوم الدفاع والتكنولوجيا والقدرة الدفاعية السريعة التطور".

وقال شين بيوم-شول المحلل لدى معهد آسان للدراسات السياسية إن الاختبار يهدف على الأرجح إلى توجيه "رسالة سياسية" إلى واشنطن بشأن الجمود الحالي.

وقال شين "بشكل عام، إن اختبارات أسلحة جديدة عالية التقنية تجري سرا"، مضيفا "لكن كوريا الشمالية أعلنت عن الاختبار لإظهار إحباطها".

والأنباء عن الاختبار الذي يأتي بعد عام على إجراء بيونغيانغ تجربة على صاروخ بالستي عابر للقارات، يُذكّر بإعلانات متكررة في 2017 ولا سيما إعلان كوريا الشمالية عن أقوى تفجير نووي على الإطلاق إضافة إلى اختبار صواريخ قادرة على ضرب الأراضي الأميركية.

وساهمت الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب في تقارب دبلوماسي سريع في شبه الجزيرة الكورية، ما أفضى إلى قمة سنغافورة وثلاث قمم بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، على أن تعقد قمة ثانية بين كيم وترامب العام المقبل.

لكن بيونغيانغ تطالب بتخفيف العقوبات عليها منددة بمطالبة واشنطن بنزع سلاح "أحادي"، فيما تصر واشنطن على مواصلة العقوبات حتى تقوم كوريا الشمالية بنزع سلاحها النووي "بشكل تام وقابل للتحقق بشكل كامل".

وقال يانغ مون-جين الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، إن التجربة "رسالة للولايات المتحدة وجهت قبيل محادثات رفيعة المستوى لتقول إن صبرها أيضا ينفد".

وقررت كوريا الشمالية طرد مواطن أميركي دخل أراضيها بطريقة غير شرعية قادما من الصين في 16 أكتوبر/تشرين الأول، حسب ما أعلنت الوكالة الرسمية الجمعة.

وأضافت الوكالة "خلال استجوابه قال إنه دخل البلاد بطريقة غير شرعية بأوامر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية"، وقالت إن "السلطات المعنية قررت طرده من البلاد".