تاريخ جونسون الصحافي في بروكسل سيعقد مهمته كرئيس حكومة

الصحافي "بوريس" عرف في بروكسل بنقل الأخبار المحرفة عن الاتحاد الأوروبي، قبل أن يعود إلى بلاده للعمل في السياسة.
جونسون يتقدم الجولة الثالثة في السباق لخلافة ماي وستيوارت يخرج
بوريس متهم بخداع الناخبين خلال الاستفتاء على بريكست
مخاوف من حصول فوضى في العلاقات التجارية بين المملكة وشركائها في حال الخروج دون اتفاق

بروكسل - بعد أن عمل لسنوات عدة مراسلا للصحافة البريطانية في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يستعد بوريس جونسون حاليا للعودة إلى العاصمة البلجيكية رئيسا للحكومة البريطانية ليتفاوض على بريكست، بعد أن تسلم لفترة وزارة الخارجية.

ويبدو أن جونسون الصحافي الشاب في بروكسل لم يترك ذكرى جيدة خلال عمله في أروقة المقر الرئيس للاتحاد الأوروبي.

وينقل من عاصروه في تلك الفترة أن الصحافي "بوريس" جسد الشخص الوصولي الذي بنى رصيده على نقل الأخبار المحرفة عن الاتحاد الأوروبي، قبل أن يعود الى بلاده للعمل في السياسة، ويخدع ناخبيه خلال الاستفتاء على بريكست.

إلا أن بعض الذين عرفوه طيلة عقود لا يستبعدون أن يكون بالنهاية قادرا على التوصل إلى اتفاق طلاق مع الأوروبيين رغم هجماته على الاتحاد الأوروبي.

يقول بيار سلال المندوب الدائم السابق لفرنسا لدى الاتحاد الأوروبي عن بوريس جونسون الذي عرفه منذ كان الأخير مراسلا لـ"دايلي تلغراف" في بروكسل ثم وزيرا "هناك من يعتقدون أن المنصب قد يغير الشخص"، وأن جونسون قد يتغير بعد تسلم مسؤولياته كرئيس للحكومة.

وأضاف سلال "هناك أيضا الذين يعتبرون أن شخصيته ستبقى هي هي، خاصة وأن تسلمه وزارة الخارجية لم يغير كثيرا من تصرفاته".

وقال هذا الدبلوماسي أيضا "أعتقد بأننا سنعرف الجواب سريعا جدا".

وأحرز جونسون، اليوم الأربعاء، تقدما في جولة التصويت الثالثة التي أدلى خلالها نواب حزب المحافظين بأصواتهم لاختيار واحد من أربعة مرشحين، فيما خرج وزير التنمية الدولية المعتدل روري ستيوارت من السباق.

وحصل جونسون على أعلى عدد من الأصوات (143 صوتا) في الجولة، فيما أحرز ستيوارت أقل عدد من الأصوات وبالتالي تعين خروجه من السباق على خلافة رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي كزعيم للحزب وبالتالي كرئيس للوزراء.

وحصل وزير الخارجية جيريمي هانت على 54 صوتا، بينما حصل وزير البيئة مايكل غوف على 51 صوتا ووزير الداخلية ساجد جاويد على 38 صوتا.

ولم يحصل ستيوارت سوى على 27 صوتا، أي أقل بعشرة أصوات عن جولة التصويت السابقة، وبالتالي توجب إقصاؤه.

وقبل الجولة الثالثة من التصويت، حصل جونسون على تأييد وزير بريكست السابق دومينيك راب الذي قال إن جونسون هو "المرشح الوحيد" الذي سيُخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد في 31 تشرين الأول/أكتوبر.

والثلاثاء استُبعد راب من السباق.

وكان جونسون حصل على أعلى تأييد في تصويت الثلاثاء بحيث صوت لصالحه 126 من 313 نائبا محافظا.

ويصر جونسون، الذي قاد حملة استفتاء 2016 على بريكست، على أنه يجب عدم تأجيل موعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي بعدما أجلته ماي مرتين.

وفي حال حصل كما هو مرجح، وخلف جونسون تيريزا ماي في رئاسة الحكومة البريطانية، فسيطالب كما وعد بالعمل على إدخال تعديلات كبيرة على اتفاق الخروج الذي توصلت إليه ماي مع بروكسل. وبما أن جواب الاتحاد الأوروبي المتوقع سيكون بالرفض فسيتجه جونسون نحو الانفصال بدون اتفاق.

مع العلم أن أوساط رجال الأعمال في المملكة المتحدة يخشون حصول فوضى في العلاقات التجارية بين المملكة وشركائها، في حال الخروج من دون اتفاق ما قد يؤثر سلبا على الاقتصاد البريطاني.

باسكال لامي المدير السابق لمنظمة التجارة العالمية ورئيس مكتب رئيس المفوضية الأوروبية في التسعينات جاك دولور، عرف عائلة بوريس جونسون منذ فترة طفولة الأخير التي أمضاها في العاصمة البلجيكية.

ويتذكر لامي الشاب اليافع بوريس وهو يلعب كرة المضرب في بروكسل عندما كان يعيش مع أهله، ثم صحافيا في قاعة الصحافة في مقر المفوضية، قبل أن يتابع مسيرته السياسية التي أوصلته إلى بلدية لندن ثم وزارة الخارجية.

ويعتبر لامي أن موقف بوريس جونسون الداعم بقوة لبريكست نابع من حسابات لها علاقة بطموحاته الشخصية، أكثر مما هي عائدة لقناعاته الفعلية.

وقال لامي "لا أعتقد أن لديه موقفا متبلوراً من بريكست (...) الشيء الوحيد الذي يؤمن به بوريس جونسون هو بوريس جونسون".

وأضاف لامي أنه في حال خلف بوريس جونسون تيريزا ماي "وبعد وصوله إلى 10 داونينيغ ستريت فإن هدفه المقبل سيكون العمل للبقاء. وبعد ذلك فان الإستراتيجية الوحيدة التي ستسيره هي التي تتيح له البقاء رئيسا للحكومة".

وتابع أنه عندما سيقال لجونسون في بروكسل أن اتفاق الانسحاب غير قابل لإعادة التفاوض، فسيعود إلى بلاده ليقول للطبقة السياسية هناك "اسمعوا يا أصدقائي لا بد من اتخاذ قرار والقرار لكم".

إلا أن آخرين يخشون ردة فعل سلبية من الاوروبيين ازاء جونسون في حال استخدم اسلوبا فظا في التخاطب معهم. وقال بيار سلال بهذا الصدد "في حال تصرف على الفور بشكل عدائي كما باشر القيام بذلك عبر المطالبة باعادة التفاوض، فإن الأمور ستتجه سريعا الى الاسوأ".

وختم سلال بالقول "وستكون النتيجة عندها قيام اجواء في بروكسل تدفع نحو تسريع الخروج ولو من دون اتفاق".