تبادل أسرى بين إسرائيل ودمشق في خضم التوتر

إطلاق إسرائيل لاثنين من الأسرى السوريين مقابل إفراج النظام عن فتاة إسرائيلية بوساطة روسية يأتي فيما أفرجت هيئة تحرير الشام عن الصحفي الأميركي بلال عبدالكريم بعد 6 أشهر من الاعتقال.
إسرائيل تعتزم الإفراج عن الأسير السوري ذياب قهموز بعد 5 سنوات من الاعتقال

دمشق - قالت وكالة أنباء النظام السوري 'سانا" إن عملية تبادل للأسرى، تجري حاليا بين النظام وإسرائيل، بوساطة روسية، وذلك في خضم التوتر بين القوات السورية وجيش النظام.

وذكرت الوكالة أن إسرائيل ستطلق سراح اثنين من الأسرى السوريين في سجونها، مقابل إفراج النظام عن فتاة إسرائيلية، موضحة أن الأسيرين السوريين هما ذياب قهموز ونهال المقت، من أبناء مرتفعات الجولان المحتلة.

وأشارت الوكالة إلى أن الفتاة الإسرائيلية كانت قد دخلت الأراضي السورية في محافظة القنيطرة (جنوب) بطريق الخطأ، وتم اعتقالها من قبل عناصر النظام، دون أن توضح الوكالة تاريخ الواقعة.

وفي ذات السياق أكدت صحيفة معاريف الإسرائيلية، الأربعاء، نبأ دخول فتاة إسرائيلية للأراضي السورية، مشيرة إلى وجود مفاوضات بوساطة روسية لإرجاعها.

بدوره قال موقع 'واللا' الإسرائيلي، إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات ومنسق شؤون "الرهائن"، يارون بلوم، قد سافرا الأربعاء إلى موسكو، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس بشأن المواطنة التي عبرت الحدود.

ويأتي تبادل الأسرى في خضم التوتر بين الجيش السوري والقوات الإسرائيلية التي نفذت الاثنين غارات جوية في محيط دمشق استهدفت عدة مواقع لجيش النظام ومستودعات تحتوي على ذخائر تابعة للإيرانيين والميليشيات الموالية لهم، وفق ما أبلغ به المرصد.

والأربعاء قال نادي الأسير الفلسطيني (مؤسسة غير حكومية مقرها مدينة رام الله بالضفة الغربية)، إنه حصل على معلومات بوجود قرار إسرائيلي بالإفراج عن الأسير السوري ذياب قهموز، من قرية "غجر" في مرتفعات الجولان المحتل.

وأضاف في تصريح صحفي أن الإفراج يأتي بموجب "صفقة تمت بين سوريا وإسرائيل، بوساطة روسية".

وذكر نادي الأسير أن "قهموز" معتقل منذ عام 2016 ومحكوم عليه بالسجن 14 عاما.

وقالت منظمة نادي الأسير الفلسطيني غير الحكومية إن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية المضربين عن الطعام بلغ 400 في 9 أبريل/الماضي.

 وعقدت الحكومة الإسرائيلية مساء الثلاثاء اجتماعا دعا إليه بشكل مفاجئ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لبحث "مسألة متعلقة بسوريا".

وفرضت الرقابة الإسرائيلية حظر نشر على تفاصيل الاجتماع، إلا أن هيئة البث الرسمية "كان" قالت إنه جرى عبر الفيديو وعلى خلفية اتصالات مكثفة على أعلى مستوى بين إسرائيل وروسيا حول "قضية إنسانية" متعلقة بسوريا.

وأوضحت الهيئة أن تل أبيب توجهت مؤخرا إلى موسكو بطلب المساعدة في مسألة "إنسانية" في سوريا، دون مزيد من التوضيح.

ومؤخرا، أجريت العديد من المحادثات الهاتفية بين كبار المسؤولين في إسرائيل ونظرائهم الروس، حيث هاتف الأسبوع الماضي هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما أجريت اتصالات بين وزيري خارجية ودفاع البلدين، بحسب المصدر ذاته.

وعلى صعيد آخر أطلقت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) الأربعاء سراح أميركي يقدم نفسه على أنه صحافي، لكن يشتبه بارتباطه بتنظيمات متشددة في شمال غرب سوريا، بعد ستة أشهر من اعتقاله، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن "هيئة تحرير الشام عمدت إلى الإفراج عن بلال عبد الكريم بعد أكثر من 6 أشهر على اعتقاله في ريف إدلب" بموجب وساطة "من وجهاء المنطقة".

وتمّ اعتقال عبدالكريم (49 عاماً)، وهو أميركي اعتنق الإسلام، في بلدة أطمة" قرب الحدود التركية في أغسطس/آب الماضي، بعد أسبوع من نشره حينها مقابلة مع زوجة البريطاني توقير شريف الذي اعتقلته الهيئة أيضاً ويقدّم نفسه على أنه عامل إغاثة. واتهمت الزوجة في المقابلة الفصيل بسجن زوجها تعسفياً وممارسة التعذيب بحقه.

وحكمت هيئة تحرير الشام حينها على عبدالكريم واسمه الحقيقي داريل لامونت فيلبس، بالسجن لمدة عام ونصف العام، بحسب المرصد.

ودخل الأخير إلى سوريا عام 2012 آتياً من ليبيا، وفق المرصد. وعمل مع وسائل إعلام بارزة مثل 'سي إن إن' قبل أن يؤسس قناته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأثارت المقابلات التي أجراها مع فصائل ومقاتلين متطرفين الشكوك حول علاقته بها، في وقت كان دخول صحافيين أجانب إلى المنطقة محفوفاً بالمخاطر.

وتسيطر هيئة تحرير الشام حالياً على حوالى نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة.