تبادل لاستعراضات القوة بين إيران وواشنطن

قاذفتان من طراز بي 52 قادرتان على حمل قنابل نووية تعبران الأجواء الإسرائيلية في طريقهما إلى الخليج في آخر رسالة يوجهها الرئيس الأميركي لإيران قبل ثلاثة ايام من مغادرته البيت الأبيض.
ترامب يوجه آخر رسائله لإيران قبل أيام من مغادرة البيت الأبيض
ترامب ينهي آخر أيامه باستعراض قوة في سماء إسرائيل والخليج

القدس - عبرت قاذفتان أميركيتان من طراز 'بي- 52' الأجواء الإسرائيلية في طريقهما إلى منطقة الخليج، وفق ما ذكرت صحيفة 'يديعوت احرنوت' ووسائل إعلام عبرية أخرى، في تطور يأتي في أعقاب مناورات عسكرية إيرانية ضخمة اختبر فيها الحرس الثوري الإيراني ما قال إنه جيل جديد من الصواريخ الباليستية واستعرض أسرابا من طائرات مسيرة "محلية الصنع" وأسلحة مختلفة.

وقالت الصحيفة  اليوم الأحد، إن هذه هي المرة الخامسة التي تحلق فيها القاذفتان الإستراتيجيتين في أجواء إسرائيل خلال الشهرين الماضيين، دون أن تقدم المزيد من التفاصيل.

وتأتي هذه التطورات في غمرة توترات لم تهدأ بين واشنطن وطهران تفاقمت في الأشهر الأخيرة من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يستعد في 20 يناير/كانون الثاني مغادرة البيت الأبيض بعد 4 سنوات مارسها فيها أشد الضغوط على الجمهورية الاسلامية.

وكانت الصحيفة الإسرائيلية قد ذكرت في السابع من الشهر الحالي أن قاذفتين 'بي- 52' قادرتين على حمل قنابل نووية، ترافقهما مقاتلات 'إف- 16' أميركية حلقتا في أجواء إسرائيل للمرة الـ4 خلال شهرين.

ولاحقا، نشرت وزارة الدفاع السعودية لقطات توثق مناورات جوية لمقاتلات 'إف- 15' سعودية والقاذفات الإستراتيجية 'بي-52' ومقاتلات 'إف-16' الأميركية.

وفي 30 ديسمبر/كانون الأول، قالت 'يديعوت أحرنوت' إن قاذفتين من طراز 'بي 52' حلقتا في سماء إسرائيل في إطار استعراض أميركي للقوة ضد إيران وذلك للمرة الثالثة خلال شهر ونصف.

وكانت المرة الأولى التي يتم خلالها إعلان مرور القاذفتين في أجواء إسرائيل في طريقهما للخليج في 10/ديسمبر/كانون من العام الماضي.

ووقتها قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها المرة الثانية التي تشهد فيها أجواء إسرائيل عبور قاذفات بي- 52 خلال أسبوعين.

فيما نقلت وسائل إعلام أميركية نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) قولهم إن القاذفتين غادرتا قاعدة باركسديل الجوية بولاية لويزيانا ونفذتا المهمة في الشرق الأوسط ثم عادتا إلى قاعدتهما.

وفي ديسمبر/كانون الثاني من العام الماضي نشرت واشنطن غواصة نووية في مضيق هرمز في عرض جديد للقوة حيال إيران قبل الذكرى الأولى لتصفية سليماني.

وكانت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركية قد كشفت يوم الجمعة الماضي أن ترامب أمر بضم إسرائيل إلى القيادة المركزية الأميركية 'سنتكوم' في رسالة موجهة لطهران.

وجاء القرار ضمن آخر إجراءات يقوم بها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته لتضييق الخناق على إيران وتعزيز الجهود العسكرية ضدها قبل مغادرة البيت الأبيض.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين أن "ترامب طلب إعادة هيكلة سنتكوم لتشمل إسرائيل وذلك في إطار تشجيع التعاون لمواجهة إيران".

وأشار المسؤولون إلى أن "هذه الخطوة تعني إشراف القيادة المركزية على السياسة العسكرية الأميركية في كل من إسرائيل والدول العربية".

وتشهد المنطقة توترات بين إيران من جهة وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، تزايدت حدتها منذ مطلع العام الماضي بعد اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني في بغداد وبعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في طهران أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واتهام مسؤولين إيرانيين إسرائيل بالضلوع في العملية.

وتأتي التعزيزات العسكرية الأميركية الأخيرة في الخليج على وقع مناورات 'الرسول الأعظم' التي أجراها الحرس الثوري الإيراني واختبر فيها ما قال إنه جيل جديد من الصواريخ الباليستية في محاكاة لمواجهة عسكرية مع 'عدو' مفترض.

وقبل فترة من تلك المناورات استعرضت إيران أيضا عددا من مكونات ترسانتها من ضمنها زوارق بحرية سريعة ومتطورة واسراب من طائرات مسيرة قالت إنها محلية الصنع.

وذكر الحرس الثوري في بيان نشر على موقعه 'سباه نيوز' أن صواريخ "من فئات مختلفة" استهدفت "نماذج من سفن العدو ودمرتها من مسافة 1800 كلم".