تبرئة صحفيين معارضين تسقط ذرائع أردوغان في قمع الحريات

محكمة تركية تأمر بالإفراج عن خمسة صحفيين سابقين في جريدة "جمهورييت" المعارضة اعتقلوا وحوكموا بتهمة "مساعدة جماعات إرهابية والتواطؤ معها دون أن يكونوا أعضاء فيها".

الإفراج عن 5 من صحفيي جمهورييت المعارضة
تهم كيدية لاحقت صحفيين معارضين أتراك في أسوأ حملة لقمع الحريات

اسطنبول - برأت محكمة تركية اليوم الخميس خمسة صحافيين سابقين في جريدة "جمهورييت" المعارضة، حكم عليهم بالسجن بعد محاكمة نددت بها منظمات حقوقية، وأمرت بالافراج عنهم، بحسب محاميهم.

وتفكك تبرئة الصحفيين الخمسة ذرائع استخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حملة قمع واسعة  للحريات شنها على خصومه في قطاع الإعلام المعارض بالتزامن مع حملة تطهير اعتقل خلالها الآلاف من العسكريين ومن رجال القضاء وموظفين في مؤسسات حكومية وخاصة بدعوى ارتباطهم بشبكة فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ 1999 والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016.

وقد أمرت محكمة استئناف بالإفراج عن الخمسة في وقت سابق اليوم الخميس. وحكم عليهم بالسجن لنحو خمس سنوات بعد إدانتهم بـ"مساعدة جماعات إرهابية والتواطؤ معها دون أن يكونوا أعضاء فيها".

و"المدانون" الخمسة كانوا بين 14 موظفا سابقا في جمهورييت من صحافيين ومدراء صدرت بحقهم أحكام عام 2018 ورفضت محاكم ابتدائية الاستئناف الذي تقدموا به في وقت سابق هذا العام.

وهؤلاء اتهموا بدعم تنظيمات من خلال تغطيتهم تعتبرها تركيا إرهابية، مثل حزب العمال الكردستاني وجبهة التحرير الشعبية الثورية وحركة غولن المتهمة بتدبير الانقلاب الفاشل عام 2016.

وأثارت هذه القضية انتقادات حول حرية الصحافة في تركيا. وصحيفة جمهورييت التي تأسست عام 1924 وتعد أقدم يومية في تركيا هي الوحيدة التي لا يملكها أثرياء بل مؤسسة خاصة.

ولطالما واجهت الصحيفة متاعب من قبل السلطات، حيث اضطر رئيس تحريرها جان دوندار إلى الهرب إلى ألمانيا بعد صدور حكم ضده عام 2016 بسبب مقالة تبرز أن تركيا زودت جماعات إسلامية في سوريا بالأسلحة.

والتهم التي تم بموجبها اعتقال صحفيي جمهورييت هي تقريبا التهم ذاتها التي واجهها سياسيون أكراد بينهم الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديمرتاش.

وتقول المعارضة التركية إن أردوغان يستخدم هذه التهم لترهيب خصومه ولازاحتهم من طريقه ضمن نزعته السلطوية ومساعيه لإحكام قبضته على كل المجالات.

وأثارت الحملة على وسائل إعلام تركية معارضة انتقادات غربية واسعة، قابلها الرئيس التركي بالتجاهل أحيانا وبهجوم عنيف في غالبية الأحيان، متهما دول أوروبية بأنها توفر ملاذات آمنة لـ"الإرهابيين".