تبون في السعودية لتوحيد موقف عربي ضد تدخل أردوغان في ليبيا

العلاقات الجزائرية السعودية تشهد منذ تولي تبون الرئاسة حركة كبيرة تجلت في تبادل للزيارات على أعلى مستوى بعد التطورات التي فرضتها التغيرات المتسارعة في المنطقة وخصوصا التدخل التركي في ليبيا.

الجزائر - يصل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اليوم الأربعاء إلى السعودية في أول زيارة دولة له منذ انتخابه في ديسمبر/كانون الأول في زيارة تدوم ثلاثة أيام وتحمل دلالات عديدة في ظل توافق سعودي جزاري حول رفض التدخل الخارجي في ليبيا.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن زيارة الرئيس عبدالمجيد تبون إلى المملكة العربية السعودية تأتي تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وقال بيان للرئاسة الجزائرية إن هذه الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام سيجري خلالها "قائدا البلدين الشقيقين محادثات حول سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق والتشاور في القضايا التي تهم البلدين".

ويرى مراقبون أن الرئيس الجزائري الذي خص السعودية بأول زيارة له كرئيس بعد انتخابه في ديسمبر الماضي، دلالات عديدة في وقت تسعى بلاده لحشد التأييد لعقد قمة تستضيفها حول الأزمة في ليبيا المجاورة.

يذكر أن تبون سافر في وقت إلى ألمانيا لحضور اجتماع مؤتمر برلين حول ليبيا وإلى إثيوبيا لحضور قمة الاتحاد الأفريقي، حيث أكد في وقت سابق على أن الأزمة في ليبيا والمشكلات الأمنية في مالي المجاورة جعلت الشؤون الخارجية ضمن أولوياته.

وشهد العلاقات الجزائرية السعودية منذ تولي تبون الرئاسة حركية كبيرة تجلت في تبادل للزيارات على أعلى مستوى بعد التطورات التي فرضتها التغيرات المتسارعة في المنطقة وخصوصا التدخل التركي في ليبيا.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد زار الجزائر في 6 فبراير الجاري والتقى تبون  لتسليمه دعوة من العاهل السعودي لزيارة المملكة.

وأبرز الأمير فيصل خلال الزيارة حرص المملكة العربية السعودية على “التنسيق مع الجزائر في كل ما هو في مصلحة العالم العربي والإسلامي”.

وقبلها قام وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، بزيارة إلى الرياض ضمن جولة خليجية شملت الإمارات العربية المتحدة أيضا من أجل بحث العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة العربية وخاصة الأزمة الليبية التي تقوم الجزائر بتحركات وساطة حثيثة بين طرفي النزاع فيها منعا لأي تدخل خارجي وقطع الطريق أمام طماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة.

تن
تنسيق سعودي جزائري لموقف عربي موحد ضد التدخل التركي في ليبيا

وتتفق السعودية والجزائر على ضرورة رفض التدخل الخارجي في ليبيا وهو موقف عربي موحد أفشل محاولات قام بها أردوغان خلال زيارته إلى الجزائر في خطوة واضحة لاستمالتها والاصطفاف مع حكومة الوفاق التي يسيطر عليها الإخوان وتدعمها أنقرة.

لكن الجزائر التي تشترك مع ليبيا في حدود يبلغ طولها ألف كلم، أكدت في عدة مناسبات حيادها التام في الملف الليبي بعد أن تدخلت على خط الأزمة بين الفرقاء بقوة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة مع وجود حكومة وسلطة جديدة، لتكثف المشاورات للعمل من أجل تسوية سياسية لنزاع يهدد الاستقرار الإقليمي.

وعادت الجزائر لعرض وساطتها بين طرفي الصراع في ليبيا بعد تراجع دورها في الملف خلال السنوات الماضية من خلال تقديم نفسها كحلقة وصل بين الدول الفاعلة في الأزمة وبين الليبيين، حيث استقبلت خلال الفترة الماضية عددا من المسؤولين العرب والغربيين.

وتأتي زيارة الرئيس الجزائري إلى المملكة بعد يوم من استقباله أمير قطر الذي زار الجزائر الثلاثاء آتيا من تونس.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد زار الجزائر بداية الشهر الجاري، بعد أن زارها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أيضا نهاية يناير الماضي، وهو في نفس اليوم الذي غادرها فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأكدت تلك الزيارات المتواترة إلى الجزائر مدى إدراك الدول العربية لأهمية استمالة الموقف الجزائري من الملف الليبي وعدم تركه رهن التوظيف التركي والقطري.

ويدفع التدخل التركي في ليبيا لمزيد تأزم الوضع الأمني في البلاد فيما تسعى دول عربية وإقليمية في منعه ووضع حد لمواصلة أردوغان إرسال المرتزقة والسلاح إلى طرابلس من سوريا.

وتخشى دول جوار ليبيا خاصة ودول أوروبية أيضا من إغراق ليبيا في فوضى السلاح وحالة من عدم الاستقرار خدمة لأجندات المحور التركي القطري التي تهدد أمن المنطقة العربية وخصوصا إقليم شمال أفريقيا الذي عانى لفترة طويلة من الإرهاب.