تبون يعود بعد طول غياب مثقلا بأزمة حادة وشرعية مهزوزة

الرئيس الجزائري يعلن فور دخوله مطار العاصمة عن تعافيه من فيروس كورونا، متمنيا أن يكون العام القادم أحسن حال من العام الذي شارف على نهايته، فيما تواجه الجزائر اسوأ أزمة مالية واقتصادية.
الرئيس الجزائري يظهر أفضل حال من آخر ظهور له قبل أسابيع
عودة تبون تقترن مع مساعي الحراك الشعبي لاستعادة زخمه
الجزائر اعتمدت بشكل مفرط على عائدات الطاقة بلا بدائل تجنبها الصدمات النفطية
الجزائر تكابد لاستعادة توازناتها المالية وسط تراجع إيرادات الطاقة

الجزائر - عاد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون "سالما" إلى الجزائر الثلاثاء بعد شهرين من العلاج في مستشفى بألمانيا إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، وفق صور ومقاطع فيديو بثها التلفزيون الحكومي.

 لكن تعافي تبون من كوفيد 19 يأتي فيما لم تتعاف الجزائر من كومة من الأزمات ستشكل اختبارا للرئيس العائد بعد طول غياب حيث لم يمارس أيا من مهامه الدستورية بسبب مرضه.

ويواجه الرئيس الجزائري الكثير من الصعوبات خاصة بعد استفتاء على تعديلات دستورية قاطعها معظم الجزائريين ما جعل شرعيته مهزوزة ومنقوصة في اقتراع شكّل رسالة رفض شعبي لاستمرار رموز النظام السابق في إدارة الدولة.

وإلى جانب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تراجع إيرادات الطاقة بسبب انخفاض أسعار النفط، تئن الجزائر تحت وطأة وضع وبائي بفعل انتشار فيروس كورونا.

ويتعرض الاحتياطي النقدي للدولة النفطية العضو بمنظمة أوبك لحالة استنزاف بسبب الأزمة الاقتصادية.

وكانت بيانات رسمية قد كشفت في نوفمبر/تشرين الثاني عن تآكل سريع في الاحتياطي النقدي، حيث سجل تراجعا بنحو 15.6 مليار دولار في أقل من 18 شهرا.

وكان يقدر في العام 2019 بنحو 72.6 مليار دولار، وسط توقعات بأن يتراجع إلى 51.6 مليار دولار في العام الحالي وإلى ما دون الـ40 مليار دولار في العام 2021.

وكان الاحتياطي النقدي للجزائر يقدر في السنوات الأخيرة بنحو 160 مليار دولار ومع بداية الصدمة النفطية في يونيو/حزيران 2014 توقع المركزي الجزائري أن يتراجع إلى 100 مليار دولار وهو رقم يعتبر مؤشرا سلبيا ومبعث قلق، لكن موجة التراجع استمرت إلى الأشهر الأخيرة من عام قارب على الانتهاء بلا أي مؤشرات على نهاية الأزمة.

وتكابد الجزائر لتعديل ميزانها التجاري وسط اعتماد مفرط على الواردات حيث لم تستثمر فائض إيرادات النفط طيلة عقدين في تنويع مصادر الدخل. ودفعت الأزمة الحالية الحكومة للجوء إلى احتياطي الصرف لمواجهة ارتفاع الإنفاق العام.

وفي خضم هذه الأزمات المتراكمة، ظهر تبون (75 عاما) اليوم الثلاثاء بحالة أفضل من آخر ظهور له قبل ثلاثة أسابيع. وكان يرافقه رئيسا غرفتي البرلمان ورئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش ورئيس المجلس الدستوري.

وبث التلفزيون في نشرة أخبار الثامنة تصريحا مقتضبا للرئيس من مطار بوفاريك العسكري، قال فيه "البعد عن الوطن صعب وهو أصعب على من يتحمل المسؤولية"، مضيفا "الحمد لله على العودة الميمونة ولم يتبق إلا القليل، القليل جدا" من فترة العلاج، مقدما تهانيه للشعب الجزائري لمناسبة حلول السنة الجديدة.

وكان في استقباله بمطار العاصمة كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في البلاد، وفق ما نقله التلفزيون الحكومي.

وعقب ظهوره في حالة تبدو جيدة، قال تبون في تصريحات للتلفزيون "أتمنى أن تكون السنة الجديدة أحسن من الحالية ملؤها السعادة لجميع المواطنين".

ونُقل الرئيس الجزائري في 28 أكتوبر/تشرين الأول إلى ألمانيا "لإجراء فحوص طبية معمقة، بناء على توصية الطاقم الطبي" كما كانت أعلنت الرئاسة دون أن تذكر ما أصابه من مرض.

وفي بيان صدر في 24 أكتوبر/تشرين الأول، اكتفت الرئاسة الجزائرية بالإعلان أنّ تبون دخل "طوعيّا" في حجر لخمسة أيّام عقب الاشتباه في إصابة مسؤولين كبار في الرئاسة والحكومة بفيروس كورونا.

ولم يتم إعلان إصابته بكوفيد-19 سوى في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني في بيان جاء فيه ""يُواصل رئيس الجمهورية السيّد عبدالمجيد تبون تلقيه العلاج بأحد المستشفيات الألمانية المتخصّصة، عقب إصابته بكوفيد-19".