تتويج بنيامين ليست وديفيد ماكميلان بنوبل الكيمياء

الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم تمنح جائزة نوبل للكيمياء للألماني ليست والأميركي ماكميلان لابتكارهما أداة جديدة لبناء الجزيئات أتاحت جعل الكيمياء 'خضراء' وساهمت في تحسين البحوث الصيدلانية.
خلافا للمعادن والإنزيمات، البرولين تعتبر أداة بسيطة للغاية وغير مكلفة وصديقة للبيئة
مطورو لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال ضد كورونا كانوا من بين الأسماء المتداولة للفوز بالجائزة
منح نوبل للكمياء العام الماضي لعالمتي وراثة لتطويرهما مقصات جزيئية تعدل الجينات البشرية

ستوكهولم - مُنحَت جائزة نوبل للكيمياء الأربعاء للألماني بنيامين ليست والأميركي ديفيد ماكميلان لابتكارهما أداة جديدة لبناء الجزيئات أتاحت جعل الكيمياء "خضراء" وساهمت في تحسين البحوث الصيدلانية.
وأعلنت اللجنة القائمة على هذه الجائزة في ستوكهولم أن ليست وماكميلان حصلا على الجائزة عن إنجازهما المتمثل في "تطوير التحفيز العضوي غير المتماثل"
وتشمل قائمة الفائزين بجائزة نوبل للكيمياء في الأعوام العشرة الأخيرة
 2021: بنيامين ليست (ألمانيا) وديفيد ماكميلان (الولايات المتحدة
 2020: إيمانويل شاربانتييه (فرنسا) وجنيفر داودنا (الولايات المتحدة)
 2019: جون غوديناف (الولايات المتحدة) وستانلي ويتينغهام (بريطانيا) وأكيرا يوشينو (اليابان)
 2018: فرانسيس اتش. أرنولد وجورج ب. سميث (الولايات المتحدة) وغريغوري ب. وينتر (بريطانيا)
 2017: جاك دوبوشيه (سويسرا) وجواكيم فرانك (الولايات المتحدة) وريتشارد هندرسون (بريطانيا)
 2016: جان بيار سوفاج (فرنسا) وج. فرايرز ستودارت (بريطانيا) وبرنارد ل. فيرينخا (هولندا)
 2015: توماس ليندال (السويد) وبول مودريش (الولايات المتحدة) وعزيز سنجر (تركيا/الولايات المتحدة)
 2014: اريك بيتزيغ ووليام مورنر (الولايات المتحدة) وشتيفان هيل (المانيا)
 2013: مارتن كاربلوس (الولايات المتحدة/النمسا) ومايكل ليفيت (الولايات المتحدة/بريطانيا) وارييه ورشيل (الولايات المتحدة/إسرائيل

وأعلنت اللجنة القائمة على هذه المكافأة في ستوكهولم أن ليست وماكميلان،حصلا على الجائزة عن إنجازهما المتمثل في تطويرهما عام 2000 ، “نوعاً جديداً من التحفيز، وهو التحفيز غير المتماثل (أو التحفيز العضوي)”، ملاحظةً أنه تطور “بسرعة مذهلة” تشبه “الاندفاع نحو الذهب”.
وتُعتبر المحفزات، وهي مواد تتحكم بالتفاعلات الكيميائية وتسرعها لكنها ليست جزءاً من منتجها النهائي، من الأدوات الأساسية للكيميائيين.
لكنّ الباحثين كانوا يظنون لمدة طويلة أنّ ثمة نوعين فحسب في المبدأ من المحفزات المتاحة، هي المعادن والإنزيمات.
وأشارت لجنة التحكيم إلى أن ليست وماكميلان توصلا إلى طريقة ثالثة، تتمثل في استخدام "جزيئات عضوية صغيرة" مثل البرولين، ولا يزالان رائدين في هذا المجال، علماً أن كلاً منهما عمل على حدة، إذ أن ليست مقيم في منطقة الرور الألمانية، في حين أن ماكميلان المولود في اسكتلندا يقيم في الولايات المتحدة.
على عكس المعادن والإنزيمات، يعتبر البرولين أداة "يحلم" بها الكيميائيون، إذ هو جزيء بسيط للغاية وغير مكلف وصديق للبيئة.
وقال عضو أكاديمية العلوم بيتر سومفاي "هذا يغير قواعد اللعبة لأنه يوفر لنا أداة جديدة". وشبّه استحداث هذه الأداة "بإدخال لاعب جديد إلى رقعة الشطرنج بقواعد جديدة للعبة".
بفضل التحفيز العضوي، بات في إمكان الباحثين الصيدلانيين إنتاج كميات كبيرة من الجزيئات المختلفة بطريقة بسيطة نسبياً، منها مثلاً إنتاجها اصطناعياً بدلاً من عزلها بكميات صغيرة من النباتات النادرة.
ورد بنجامين ليست عندما اتصلت به مؤسسة نوبل هاتفياً "إنها مفاجأة كبيرة".
وقال الباحث الألماني في معهد ماكس بلانك "اعتقدت أن شخصاً ما كان يمزح معي. كنت أتناول طعام الفطور مع زوجتي. عادة تقول لي " افحص هاتفك لترى ما إذا اتصل بك أحد من السويد"، لكنها اليوم لم تلقِ هذه النكتة".
– "مميزة جدا" –
وأضاف "عندما ظهر رقم سويدي بالفعل على الهاتف (…) كانت لحظة مميزة جداً لن أنساها أبداً".
وكان محققو الاختراقات في تسلسل الحمض النووي أو البلورات النانوية أو "كيمياء النقر" أو لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال ضد فيروس كوفيد-19 أو سوى ذلك، من بين الأسماء المتداولة للفوز بالجائزة هذه السنة، مع أن لجان نوبل تبقي الترشيحات طي الكتمان ولا تفصح عن اي منها.
ومُنحت الجائزة العام المنصرم لعالمتي الوراثة، الفرنسية إيمانويل شاربانتييه والأميركية جنيفر داودنا عن تطويرهما "مقصات جزيئية" قادرة على تعديل الجينات البشرية، وهو إنجاز يُعتبر ثوريا في مجال الكيمياء.
وكانت هيئة "كلاريفايت" المتخصصة التي تضع دائما قائمة بالباحثين الذين يمكن أن تكون أسماؤهم مطروحة للفوز بجائزة نوبل، رصدت أكثر من 70 باحثاً يمكنهم، وفقاً لها، أن يأملوا في الفوز في مجال الكيمياء.
وتمنح الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم الجائزة للعلماء، وتقدر قيمتها بعشرة ملايين كرونة سويدية (1.14 مليون دولار).
مُنحت جائزة نوبل الفيزياء لسنة 2021 الثلاثاء لخبيرين في النمذجة الفيزيائية للتغير المناخي، وهما الياباني الأميركي شوكورو مانابي والألماني كلاوس هاسلمان مناصفة مع عالم الفيزياء النظرية الإيطالي جورجيو باريزي.
وحصل الباحثان في علم الارصاد الجوية مانابي (90 عاما) وهاسلمان (89 عاما) على الجائزة عن "النمذجة الفيزيائية لمناخ الأرض ولقياس تقلباته وتوقع الاحترار المناخي بشكل موثوق به" ، وفقا للجنة التحكيم.
وبمنحها الباحثين هذه الجائزة في خضم أزمة المناخ، تكافئ لجنة نوبل عمل مانابي التأسيسي في ستينات القرن العشرين عن تأثير الاحتباس الحراري والذي بيّن من خلاله أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تتوافق مع ارتفاع درجات حرارة الأرض.
أما الألماني هاسلمان فكوفئ عن توصله إلى إنشاء نماذج مناخية يمكن الركون إليها رغم تقلبات الطقس الكبيرة.
ورغم الالتزام بموعد الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل لعام 2021 هذا الأسبوع، تسببت الأزمة الصحية العالمية للسنة الثانية على التوالي بإلغاء حضور الفائزين لحفلة توزيع الجوائز في العاشر من كانون الأول/ديسمبر في ستوكهولم.
وعلى غرار العام الماضي، ستُسلم جوائز هذا العام للفائزين في بلدان إقامتهم، رغم استمرار وجود أمل بسيط بتسلّم الفائز بجائزة نوبل للسلام مكافأته في أوسلو كما هي العادة سنويا.