تجدد الاشتباكات بعد انهيار الهدنة في قره باغ

باكو تقر بأنها دمرت عددا كبيرا من القوات الأرمينية، فيما أعلنت يريفان بدورها أنها قصفت بشكل مكثف مناطق في أذربيجان، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية.
قلق أوروبي من انتهاك وقف النار في قره باغ
الاتحاد الأوروبي يدعو طرفي النزاع في قره باغ للامتثال للهدنة

ستيباناكرت - اندلعت اشتباكات جديدة بين القوات الأرمنية والأذربيجانية الليلة الماضية وصباح الإثنين فيما تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا في منطقة ناغورني قره باغ.

وسمع مراسلون في بلدة باردا الأذربيجانية غير البعيدة عن خط الجبهة، أصداء القصف المدفعي صباح الاثنين، فيما سمع آخرون أيضا في مدينة ستيباناكرت الرئيسية في قره باغ، أصوات القصف من جهة بلدة حدروت.

في الشهر الماضي اندلع أسوأ قتال منذ ما يقرب من ثلاثة عقود حول إقليم ناغورني قره باغ، وهي منطقة انفصالية في أذربيجان يسيطر عليها الأرمن منذ الحرب التي خاضها الطرفان في التسعينيات وإن لم تعترف أي دولة باستقلال الإقليم.

واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بعدم الامتثال لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في محادثات طويلة في موسكو الأسبوع الماضي أشرفت عليها روسيا.

وقالت الوزارة إن "القوات المسلحة الأرمينية التي لم تلتزم بالهدنة الإنسانية، حاولت مرارا مهاجمة مواقع الجيش الأذربيجاني".

وأضافت أنها دمرت "عددا كبيرا من قوات العدو" ودبابة تي-72 وثلاث قاذفات صواريخ غراد.

من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، إن أذربيجان "تقصف الآن بشكل مكثف الجبهة الجنوبية".

وقالت أرمينيا إن "العدو تكبد خسائر فادحة في الرجال والمعدات العسكرية"، لكنها لم تقدم مزيداً من التفاصيل.

بعد 11 ساعة من المحادثات بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في موسكو، وافق الجانبان في ساعة مبكرة من صباح السبت على وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لكن الهدنة لم تصمد يوم واحد.

وتبادل الجانبان الاتهامات بقصف مكثف لمناطق مدنية وتصعيد الاشتباكات العنيفة على مدى أسبوعين.

ويذكر أن الحرب التي دارت في التسعينيات، أسفرت عن مقتل حوالي 30 ألف شخص وانتهت بوقف لإطلاق النار عام 1994، لم يقدم حلاً طويل الأمد للنزاع.

ولقي نحو 500 شخص بينهم أكثر من 60 مدنيا حتفهم في القتال الدائر منذ الشهر الماضي، وفقا لتعداد يستند إلى الخسائر التي يعلن عنها الجانبان، لكن تقارير إعلامية تحدثت عن حصيلة أكبر بكثير مما هو معلن حتى الآن.

وأثار انتهاك الهدنة مخاوف دولية، حيث أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاحد أن الاتحاد يعرب عن "قلقه البالغ" لانتهاكات وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ.

وقال بوريل في بيان "اطلعنا بقلق بالغ على تقارير تحدثت عن استمرار الأنشطة العسكرية وخصوصا ضد أهداف مدنية وعن سقوط ضحايا مدنيين".

وأضاف بوريل أن دول الاتحاد الأوروبي الـ27 "تحض طرفي النزاع على ضمان احترام كامل للاتفاق على الأرض"، حاثا الطرفين على "الدخول بمفاوضات جوهرية بدون تأخير برعاية ما يسمى بمجموعة مينسك".

وتضم مجموعة مينسك فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وقد حاولت لعقود إيجاد حل لنزاع ناغورني قره باغ، لكن بدون نتيجة.