تجربة أكاديمية سعودية للتدريب على رسم البورتريه

في إطار التعاون الفني بين التشكيلية السعودية، مطلوبة قربان، والفنان التشكيلي خالد عقل، استضاف جاليري تناغم الفن، في مركز أدهم للفنون بمدينة جدة، معرض "تحت التنفيذ" الذي ضم مجموعة من الأعمال الفنية التي جاءت كنتاج لأول دورة لتعليم فن البورتريه، باستخدام طرق التدريب الأكاديمي لمجموعة من الفنانات السعوديات، اللاتي أجدن في فن البورتريه.
وقال الفنان خالد عقل، إن المشاركات بالدورة أقمن معرضا لما أنجزنه من لوحات في مجال فن البورتريه، واعتبر عقل أن هذا المعرض يمثل أول "تجربة أكاديمية من نوعها لتعليم فن البورتريه" ودراسة تشريح الجسد البشري.
وأشار الفنان خالد عقل، إلى أن الدورة التدريبية تضمنت قيام الفنانات المتدربات برسم موديلات دون الاعتماد على النقل المباشر من الصور، وأضاف أن الاقبال الكبير على المشاركة بالدورة يعد من العوامل المبشرة بمستقبل واعد لفن البورتريه. كما اعتبر أن المعرض كان بمثابة نقلة لافتة وتجربة ربما هي الأولي من حيث المفهوم وطريقة العرض داخل المملكة العربية السعودية - وذلك بحسب قوله – ولافتا إلى أن فن البورتريه، يعتبر "أيقونة الفن التشكيلي" منذ الأزل، وأنه حتي في عصور ما قبل التاريخ، وجداريات الكهوف الحجرية، ومرور بكل الأزمان والعصور، كان فن البورتريه، هو الفن الأكثر تأثيرا وحضوراً.

فيما قالت الفنانة مطلوبة قربان، مديرة جاليري تناغم الفن، بأن المعرض شهد حضورا كبيرا من قبل المعنيين بالثقافة والفنون.
وقد شارك في المعرض الذي قدم نتاج الفنانات السعوديات المشاركات في الدورة التدريبية، من لوحات في مجال فن البورتريه الفنانات: إيلاف مراد، ورحمة عزب، ورنا السقاف، وسحر مشرعي، وسحر مدخلي، ونائلة الشافعي، وإيمان بدوي وليد أدهم، ونجوي الثقفي، وسمية السقاف، ومنى جبر، وأفنان كثيري، ونوال العمري، بجانب الفنان محمد عسيري. 
وبحسب الفنانة مطلوبة قربان، فإن فن البورتريه يعد بمثابة حوار إنساني صامت، يتسم بالعمق بين الفنان التشكيلي والموديل الذي يقوم برسمه، وأشارت إلي أن هناك رابطا قويا يجمع - أثناء تنفيذ العمل الفني - بين أطراف ثلاثة هم: الفنان، والموديل، واللوحة التي تولد من مشاعر متضاربة، وتأثيرات ينتج عنها انفعالات متعددة، ومتباينة.
واعتبرت الفنانة مطلوبة قربان، أن فن البورتريه فقط مجرد ملامح ينقلها الفنان بل، هو توثيق لحاله إنسانية يدركها الفنان بحسه وعينه. ولا يكون الفنان أسيراً لصورة فوتوغرافية التقطت في ثانية، لا تحكي ولا تمثل غير ومضة واحدة من شخصية الموديل.
أما الموديل الحي فهو حالة من الثراء العاطفي والحسي، ولحظات، بل ساعات من التعاطي، وملايين من الانفعالات التي تؤثر وتثري عين وروح الفنان، فيُخرٍج لنا أعمالاً فنية رائعة يحفظها التاريخ خالدة.
ولفتت الفنانة مقبولة قربان، إلى أنه ما كان ليتم هذا الحدث لولا الدعم غير المشروط، واللا منتاهي، والأجواء الرائعة والطاقة الإيجابية التي يبثها الفنان التشكيلي خالد عقل، داخل المرسم بجاليري تناغم الفن، في مركز أدهم للفنون بجدة، الذي يرعاه الدكتور طلال أدهم والمثقفة السعودية نوال أدهم، واللذان يعملان بشكل دائم ومن خلال المركز على دعم الحركة الثقافية والفنية بمدينة جدة.