تجسس وإرهاب إيران يفككان السند الأوروبي للاتفاق النووي

برلين تعتقل مواطنا من أصل أفغاني كان يعمل مستشارا ثقافيا لدى الجيش الألماني للاشتباه بتمريره بيانات إلى وكالة مخابرات إيرانية.

برلين تكتشف عميلا إيرانيا "اخترق" الجيش الألماني
إيران كثّفت من أنشطتها التخريبية في دول أوروبية
إيران تتنقل بين ورطة وأخرى فيما تستجدي دعما أوروبيا لمواجهة العقوبات الأميركية

برلين - قال مكتب الادعاء الاتحادي في ألمانيا في بيان إن السلطات اعتقلت اليوم الثلاثاء رجلا يحمل الجنسيتين الأفغانية والألمانية كان يعمل بالجيش للألماني للاشتباه بتمريره بيانات إلى وكالة مخابرات إيرانية.

واكتفى مكتب الادعاء بأن اسم المشتبه به عبدالحميد. س ويبلغ من العمر 50 عاما سيمثل أمام قاض في وقت لاحق.

وتابع البيان "يُشتبه بشكل كبير في أن عبدالحميد. س كان يعمل لصالح وكالة مخابرات أجنبية. المشتبه به خبير لغات ومستشار ثقافي لدى الجيش الألماني. من هذا المنطلق، من المعتقد أنه مرر بيانات لوكالة مخابرات إيرانية".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية اليوم الثلاثاء، إن الوزارة على علم بتحقيق يجري مع أحد أفراد الجيش للاشتباه بتجسسه، إلا أن المتحدث لم يدل بالمزيد من التفاصيل.

وقالت مجلة دير شبيغل الألمانية، إن المشتبه به أتيحت له معلومات حساسة من خلال عمله في الجيش تشمل بيانات محتملة عن أماكن انتشار القوات في أفغانستان.

وكثيرا ما يوظف الجيش الألماني مترجمين مولودين في أفغانستان لمرافقة دورياته هناك.

وعبر مسؤولو مخابرات في ألمانيا وأوروبا عن مخاوف إزاء ما يقولون إنها أنشطة تجسس إيرانية متزايدة منها هجمات إلكترونية.

وفي يوليو/تموز قالت وكالة المخابرات الداخلية الألمانية، إن إيران توسعت في قدراتها الهجومية الإلكترونية وتمثل خطرا على الشركات ومؤسسات الأبحاث الألمانية.

عملية للشرطة الألمانية تكشف تورط طهران في تأجيج العنف في أفغانستان
عملية للشرطة الألمانية تكشف تورط طهران في تأجيج العنف في أفغانستان

وتأتي الشبهات المتعلقة بأنشطة التجسس والهجمات الإلكترونية الإيرانية في وقت حساس بشكل خاص بالنسبة لألمانيا التي تعمل جاهدة إلى جانب دول أوروبية أخرى للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة.

وفي يناير/كانون الثاني استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الإيراني للتعبير عن استياء برلين من تجسس إيران على أفراد وجماعات تربطهم علاقات قوية بإسرائيل.

وفي حال ثبوت أنشطة التجسس الإيرانية في ألمانيا فإن هذا التطور سيفاقم مأزق طهران التي تكافح لضمان السند الأوروبي في خلافها مع واشنطن وفي مواجهة العقوبات الأميركية.

 وإعلان مكتب الادعاء الاتحادي في ألمانيا يشكل أحدث حلقة في مسلسل أنشطة إيران، حيث جمد الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من الشهر الحالي أرصدة وحدة مخابرات إيرانية واثنين من موظفيها في حين اتهمت هولندا إيران بتنفيذ عمليتي اغتيال على أراضيها وانضمت إلى فرنسا والدنمارك في الادعاء بأن طهران خططت لشن هجمات أخرى في أوروبا.

واتهمت الحكومة الهولندية طهران "بالضلوع" في جريمتي قتل هولنديين من أصل إيراني في هولندا عامي 2015 و2017.

وكانت الدنمارك أيضا قد قالت في أكتوبر/تشرين الأول إنها تشتبه في أن جهاز مخابرات يتبع الحكومة الإيرانية حاول تنفيذ مؤامرة اغتيال على أراضيها.

وحرصا منه على إنقاذ الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران في عام 2015 وانسحبت الولايات المتحدة منه، يركز الاتحاد الأوروبي جهوده على محاولة الحفاظ على التجارة مع إيران في مواجهة العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها، وذلك حتى لا تنسحب طهران من الاتفاق.

وفي مارس/آذار، اقترحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا معاقبة إيران على تطويرها صواريخ باليستية وعلى دورها في الحرب السورية، لكن المبادرة لم تنجح في حشد دعم كاف بين أعضاء الاتحاد الأوروبي حتى يتم تنفيذها.