تجنيد المقاتلين للجماعات الارهابية في سوريا مستمر في روسيا
موسكو- اعتقل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي شخصين قاما بتجنيد وإرسال 19 روسيًا إلى سوريا، بالإضافة إلى جمع أموال لمنظمة إرهابية دولية، بحسب ما ذكرت وكالة تاس، إذ لا يزال تنظيم داعش الذي يشن هجمات متفرقة في سوريا والعراق يستقطب مقاتلين لديه، وينشط أعضاؤه في مجال بث الدعاية على الانترنت واستقطاب المراهقين والشباب خصوصا.
وقالت الوكالة أن جهاز الأمن الفيدرالي، بالتعاون مع لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الروسي ووزارة الشؤون الداخلية، أحبطا أنشطة قناة إمداد لتمويل منظمة إرهابية دولية محظورة في روسيا في منطقة تيومين. وتم التعرف على رجلي دين وهما مواطنان في الاتحاد الروسي واحتجازهما.
وقاموا بناءً على تعليمات من الهياكل الإرهابية، بتجنيد 19 من السكان المحليين، وإنشاء قناة لتمويل تنظيم محظور ونشروا أيضًا أيديولوجية الإرهاب على الإنترنت على حساب أمن الاتحاد الروسي.
وبحسب خبراء في شؤون الإرهاب، فإن تنظيم داعش لديه قدرات كبيرة على استغلال وتجنيد الأبرياء والتغرير بهم واستغلالهم عاطفيا وماديا، من أجل إقناعهم بالانضمام إليه سواء بالسفر إلى مناطق الاضطرابات في الشرق الأوسط وأفريقيا أو تكوين خلايا نائمة وذئاب منفردة في أوروبا ودول أخرى.
وقالت الممثلة الرسمية للجنة التحقيق في الاتحاد الروسي سفيتلانا بيترينكو، إن المحكمة اتخذت إجراء وقائيًا في شكل احتجاز المتهمين، وذلك بناء على طلب التحقيق.
ويخضع المتهمان للتحقيق بموجب "المادة 205.1" المتعلقة بالمساعدة في الأنشطة "الإرهابية"، و"المادة 205.2" المتعلقة بـ"الدعوات العامة للأنشطة الإرهابية أو التبرير العلني للإرهاب أو الدعاية للإرهاب"، من القانون الجنائي للاتحاد الروسي.
وبين الحين والآخر، تعلن موسكو إلقاء القبض على أفراد تصفهم بـ"الإرهابيين" وتقول إنهم يتبعون أو يمولون أو يجندون أشخاصًا للقتال في سوريا إلى جانب تنظيم "الدولة" أو "هيئة تحرير الشام".
وتتحدث موسكو عن العثور على معدات اتصال متنقلة أو أجهزة حاسوب ووسائط تخزين أو متفجرات أو دفاتر تحوي ملاحظات شخصية وبطاقات مصرفية، يستخدمها المتهمون في أعمالهم "الإرهابية" أو دعم "الإرهاب".
وأعلنت روسيا في 20 من يوليو/ تموز الماضي، اعتقال شخص ينحدر من دولة في آسيا الوسطى بتهمة التخطيط لهجوم في محطة حافلات جنوبي البلاد، واعترف لاحقًا أنه ينتمي لتنظيم "الدولة الإسلامية" وكان يخطط للهرب إلى سوريا. وكان الهجوم المُعد له يستهدف مرافق البنية التحتية للنقل في مدينة ييسينتوكي بعبوة ناسفة.
كما أعلن "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي"، في فبراير/شباط الماضي، عن اعتقال 49 شخصاً في 22 منطقة روسية بتهمة التورط في جمع وتحويل الأموال لـ"مسلحين" في سوريا.
واعتقلت قوات الأمن الروسية، إمام إحدى المنظمات الدينية الإسلامية في أوليانوفسك، يشتبه في تمويله "منظمة إرهابية في سوريا" واتهم الإمام بتحويل أموال إلى حسابات مصرفية يملكها أعضاء "منظمة إرهابية" عام 2016. بحسب وكالة تاس. واستخدمت الأموال لشراء أسلحة وذخائر وطعام وأدوية لعناصر مجموعة "إرهابية" في سوريا.
وعن أسباب نجاح تنظيم داعش الإرهابي في التوغل عبر الإنترنت، ترى الباحثة بمعهد البحوث والدراسات العربية، سمية عسلة، أن ذلك يعود إلى "قدرة التنظيم الذي أتاح لهيكله الإداري أن يصبح على درجة عالية من الكفاءة بكافة المجالات المستهدفة والتقنيات المستخدمة".
وأضافت في مقالة لها "امتد ذلك إلى فرع مسؤول عن الإشراف على الإجراءات الرقمية لداعش التي يطلق عليها (جيش داعش الإلكتروني)، وهو عبارة عن مجموعة عناصر داخلية مخصصة لبث الرسائل على صفحات التواصل الاجتماعي والتسلل إلى حسابات العناصر المراد تجنيدها والحفاظ على الأمن الرقمي للتنظيم".