تحالف أوبك+ يبحث زيادة خفض إنتاج النفط

الرياض يساورها قلق بشأن الطلب المتوقع على النفط في 2020 وسط توترات التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على أسعار الخام.

السعودية تريد التركيز أولا على تدعيم الالتزام باتفاق خفض الإنتاج
توقعات بتراجع النمو العالمي تلقي بظلالها على اجتماع أوبك القادم
تعميق خفض إنتاج النفط أحد خيارات أوبك+

دبي/موسكو/لندن - قالت مصادر من تحالف أوبك+ إن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءها سيدرسون تعميق تخفيضات معروض الخام عندما يعقدون اجتماعهم القادم في ديسمبر/كانون الأول وذلك نظرا للمخاوف من نمو ضعيف للطلب في 2020.

أضافت المصادر أن السعودية، أكبر منتج في أوبك، تريد التركيز أولا على تدعيم الامتثال لاتفاق خفض الإنتاج المبرم بين المنظمة وروسيا ومنتجين آخرين غير أعضاء، قبل الالتزام بالمزيد من التخفيضات.

وفشل بعض أعضاء أوبك مثل العراق ونيجيريا في الالتزام على نحو ملائم بتخفيضات الإنتاج المتعهد بها.

وفي المقابل فإن السعودية ومنتجين خليجيين آخرين في منظمة البلدان المصدرة للبترول يخفضون الإنتاج بأكثر من حصتهم المتعهد بها لتحقيق الاستقرار في السوق والحيلولة دون تراجع الأسعار.

ويقلّ إنتاج السعودية نحو 300 ألف برميل يوميا عن المستوى المستهدف لها، وهى بذلك تتحمل نصيب الأسد من التخفيضات.

وقال مصدر في أوبك "السعوديون يرغبون في منع أسعار النفط من الانخفاض، لكنهم يرغبون الآن في حمل دول مثل نيجيريا والعراق على الوصول بنسبة الامتثال إلى 100 بالمئة أولا كما تعهدوا".

وأضاف "في ديسمبر (كانون الأول) سندرس ما إذا كنا نحتاج للمزيد من التخفيضات للعام القادم، لكن الوقت مبكر الآن. ستزداد الأمور وضوحا في نوفمبر (تشرين الثاني)."

وقال مصدر ثان في أوبك "بالطبع تعميق التخفيضات أحد الخيارات، لكن بعض الأشياء ينبغي أن تحدث قبل ذلك. باقي دول أوبك+ لن تخفض بعمق ما لم يصل التزام العراق ونيجيريا إلى 100 بالمئة."

انتاج النفط لدول أوبك ومنتجين من خارجها
انتاج النفط لدول أوبك ومنتجين من خارجها

وقال مصدران أحدهما من أوبك والآخر من منتجين غير أعضاء بالمنظمة إن اللجنة الفنية المشتركة التي تراقب مستوى الالتزام بالاتفاق، قد تبدأ الشهر القادم في دراسة سيناريوهات لتخفيضات أعمق وتصدر توصيات لاجتماع أوبك+ للمناقشة في ديسمبر/كانون الأول.

وقال مصدر مطلع على التفكير الروسي "انخفاض الطلب الموسمي في الشتاء قد يؤثر على الأسعار، بدفعها للانخفاض. لطمأنة السوق (النفطية) سيكون من الأفضل تعميق التخفيضات."

ويساور الرياض قلق بشأن الطلب المتوقع على النفط في 2020 وسط توترات التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على أسعار الخام، حسبما ذكر مصدران مطلعان على التفكير السعودي.

لكن العراق يواجه مظاهرات مناوئة للحكومة في حين حصلت نيجيريا على هدف أعلى لإنتاج النفط في يوليو/تموز، حيث يخطط البلد لتوسعة قطاعه النفطي.

وتطبق أوبك+ منذ يناير/كانون الثاني اتفاقا لخفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا بهدف دعم السوق. يسري الاتفاق حتى مارس/آذار 2020 ويجتمع المنتجون لمراجعة السياسة في الخامس والسادس من ديسمبر/كانون الأول.

وسجل خام برنت حوالي 59 دولارا للبرميل اليوم الثلاثاء، انخفاضا من ذروة 2019 قرب 75 دولارا المسجلة في أبريل/نيسان. وثمة بواعث قلق تتعلق بالأداء الضعيف للاقتصاديات والطلب جراء الضبابية المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والنزاع التجاري الأميركي الصيني وهو ما يطغى على تراجع في المعروض.

وقال مصدر ثالث في أوبك "يريد السعوديون أن يروا أسعار نفط أعلى من الأسعار الحالية. هم يطلبون من الدول الأخرى الامتثال أولا قبل الالتزام بخفض جديد لتعزيز الأسعار. يوضحون بجلاء أن الأسعار مرتفعة بفضل التزامهم الزائد."

وأضاف ذلك المصدر أن أوبك تتوقع أيضا تباطؤا في الطلب وزيادة في المعروض من المنتجين غير الأعضاء العام القادم.

وتظهر أرقام أوبك أيضا تراجعا في الطلب على خام المنظمة العام القادم وزيادة في المعروض من منافسين مثل الولايات المتحدة.

وكانت أوبك قالت في أحدث تقرير شهري لها عن سوق النفط، إن الطلب العالمي على خامها سيبلغ 29.6 مليون برميل يوميا في المتوسط، بانخفاض 1.2 مليون برميل يوميا عن 2019.

وقال مصدر آخر إن هذا قد يدعم الرأي القائل بفرض المزيد من القيود على المعروض في 2020، مضيفا "لكن الأمر لا يتعلق بالأرقام فحسب. أي قرار بالخفض هو أيضا قرار سياسي."