تحالف القوى السنية لن يصوت لحكومة علاوي
بغداد - أعلن نائب رئيس تحالف القوى العراقية رعد الدهلكي الجمعة، أن تحالفه لن يصوت في البرلمان لصالح منح الثقة لحكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي على اعتبار أنه لا يحظى بتأييد الحراك الشعبي.
ويتزعم تحالف 'القوى العراقية' رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وهو أكبر كتلة للقوى السنية (40 من أصل 329 مقعداً).
ويمثل هذا التحالف ائتلافا للقوى السنية في 6 محافظات عراقية ويتحالف مع كتلة البناء التي تضم 3 أحزاب شيعية كبيرة التي تدعم ترشيح علاوي. وسبق للتحالف الذي يقوده الحلبوسي أن رفض قصي السهيل الذي رشحته كتلة البناء عقب استقالة عادل عبدالمهدي.
وقال الدهلكي في بيان إن علاوي "لا تنطبق عليه الشروط التي نطالب بها والنابعة من إرادة المتظاهرين الذين يمثلون الشعب العراقي".
وأوضح أن علاوي يحمل الجنسية البريطانية إلى جانب جنسيته الأصلية، وتم ترشيحه للمنصب بناء على موافقة ودعم بعض القوى السياسية، كما سبق له تولي حقيبة الاتصالات لدورتين، وهو ما يرفضه المتظاهرون.
وأكد الدهلكي أن "تحالف القوى لن يصوت عليه وسيقف مع إرادة الشعب العراقي"، محذرا من أن "الإصرار على توليه لهذا المنصب سيدفع العراق نحو المجهول".
علاوي لا تنطبق عليه الشروط التي يطالب بها المتظاهرون الذين يمثلون الشعب العراقي
وأعلن علاوي الأربعاء إكمال تشكيلته الحكومية التي قال إنها تتألف من مستقلين أكفاء، داعياً البرلمان لعقد جلسة طارئة الاثنين لمنح الثقة لحكومته.
وكان عضو بوفد القوى السياسية بإقليم كردستان شمالي العراق جاسم الجاف، قد صرح الخميس بفشل المباحثات بين الوفد وعلاوي في التوصل إلى نتيجة إيجابية بشأن تشكيل الحكومة المرتقبة.
ويبدو أن مهمة علاوي في الحصول على ثقة البرلمان لن تكون يسيرة في ظل معارضة القوى السُنية والكردية البارزة لحكومته.
وعلاوي لا يحظى بتأييد الحراك الشعبي المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث يطالب بتكليف شخصية مستقلة لم تتول مسبقاً مناصب رفيعة وبعيدة عن التبعية للخارج. ويرفض المحتجون في العراق تدخلا أميركا و إيران في شؤون بلادهم.
في المقابل رجح عضو مجلس النواب عن تحالف سائرون التباع للتيار الصدري غايب العميري، أن تنال تشكيلة علاوي ثقة البرلمان في جلسة مجلس النواب المرتقبة.
وقال العميري إن "التشكيلة الوزارية ستمرر مع البرنامج الحكومي في جلسة مجلس النواب يوم الاثنين المقبل وستحصل على ثقة أغلبية الأصوات، إذا لم يستجد جديد"، مضيفا أن "المعطيات تؤكد مرور تشكيل الحكومة رغم وجود تحفظات من الكتل السنية والكردية، لكن هناك بوادر حل".
وبالتوازي مع تواصل مشاورات تشكيل الحكومة، خرج الجمعة آلاف المتظاهرين في بغداد وكربلاء وبابل، للمطالبة بحكومة مستقلة وتغيير الطبقة السياسية.
وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين المساندين للمعتصمين. كما شهدت مدينة الحلة في محافظة بابل مسيرات طلابية لجامعات المحافظة، دعماً لمطالب المحتجين وفي مقدمتها تشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة الحزبية والطائفية.
وطالب المتظاهرون في مدينة كربلاء بدورهم بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة في العراق وإطلاق سراح المعتقلين.وشهدت شوارع المدينة بعد صلاة الجمعة مسيرة كبيرة شاركت فيها جميع النقابات المهنية والمؤسسات الأهلية إضافة إلى العوائل الكربلائية وصولا إلى ساحة الاعتصام، حيث طالب المعتصمون في بيان السياسيين بتلبية المطالب ورفضهم لطريقة علاوي، مؤكدين على التغير الكامل للطبقة السياسية.