تحالف اوبك+ يقر زيادة في الانتاج بنصف مليون برميل يوميا

الإدارة الأميركية تستأنف الاتصالات مع المملكة أكبر منتج للنفط في العالم مع بدا تحالف أوبك+ اجتماعا لتقييم وضع السوق وتحديد زيادة الإنتاج أو تمديد اتفاق الخفض السابق.  
واشنطن تدعو السعودية لإبقاء أسعار النفط عند المتناول
وزيرة الطاقة الأميركية تناقش مع نظيرها السعودي أسعار النفط
واشنطن تؤكد على أهمية التعاون الدولي لتأمين مصادر طاقة للمستهلكين
تحالف أوبك+ يبقي على أرجح التقديرات على أغلب التخفيضات قائمة

فيينا/واشنطن - أعلن تحالف أوبك+  للدول المنتجة للنفط أنه اتفق على زيادة إنتاج الخام اعتبارا من مايو/ايار وذلك بعد اجتماع وزاري عقد عبر الإنترنت الخميس.

وجاء في بيان التحالف أن المشاركين في الاجتماع "أقروا تعديل مستويات الإنتاج بالنسبة لمايو/ايار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز 2021... على أن لا يبلغ قدر كل زيادة أكثر من نصف مليون برميل في اليوم".

وحدد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، التوجه في كلمة تمهيدية تم بثها على موقع الكارتل. وقال إن "الوضع العالمي أبعد ما يكون عن التجانس والانتعاش أبعد ما يكون عن الاكتمال".

وأشار إلى "بوادر تحسن كبير" على صعيد الطلب لكنه أشار إلى أن "البحر لا يزال هائجا"، مكررا ميزات النهج "الحذر والمعتدل" للكارتل.

ويمتنع التحالف عن استخراج حوالي سبعة ملايين برميل كل يوم. يضاف إلى ذلك مليون واحد اقتطعتها الرياض من أجل عدم إغراق السوق بنفط لا تستطيع استيعابه بسبب الأضرار الاقتصادية الناجمة عن وباء كوفيد-19.

ومن دون إجراء كهذا، تصبح فعلية مخاطر تشبع قدرات التخزين المحدودة وانخفاض الأسعار التي بلغت نحو 60 دولارا للبرميل لكنها لا تزال هشة.

وفي الأيام الأخيرة توقع العديد من مراقبي السوق استمرار هذه السياسة خلال مايو/ايار وحتى يونيو/حزيران. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد "مفاجأة" مع "أوبك بلاس" على حد قول ستيفن إينيس المحلل في مجموعة "أكسي".

كما تتساءل السوق عن مستقبل "الهدية" السعودية - مليون برميل تم خفضها طوعا منذ فبراير/شباط. أما بالنسبة لروسيا وكازاخستان، فهل سيكون لهما مرة أخرى الحق في زيادة إنتاجهما ضمن الهامش؟

وألقى نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك المسؤول عن الطاقة والذي تحدث أيضا في بداية اللقاء، خطابا أكثر تفاؤلا من نظيره السعودي، مرحبا بـ"نتائج" حملات التطعيم حول العالم. وقال "نلاحظ استمرار تعافي الاقتصاد" مقدرا العجز الحالي في السوق بمليوني برميل يوميا.

ولكن بعد بداية لهذا العام أفضل من العام السابق أدت موجة ثالثة من العدوى في أوروبا وانتشار الفيروس بسرعة عالية في أسواق واعدة للطلب على النفط الخام مثل الهند، إلى إضعاف معنويات معظم المنتجين وبشكل كبير.

وأكدت الولايات المتحدة في اتصال هاتفي مع السعودية أنه يتعين الإبقاء على الطاقة عند أسعار في متناول المستهلكين وذلك مع استئناف إدارة الرئيس جو بايدن طقسا كان معتادا لسلفه دونالد ترامب الذي كان يتواصل مع قائد أوبك قبل الاجتماعات المهمة.

وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم على تويتر إنها أجرت مكالمة مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، مضيفة "جددنا التأكيد على أهمية التعاون الدولي لتأمين مصادر طاقة للمستهلكين ذات موثوقية وبأسعار في المتناول".

وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون حلفاء، المجموعة المعروفة بأوبك+، الإنتاج بما يزيد قليلا عن سبعة ملايين برميل يوميا لدعم الأسعار وتقليص فائض الإمدادات. وقامت السعودية بخفض إنتاجها بشكل طوعي بنحو مليون برميل يوميا لدفع باقي الأعضاء في التحالف النفطي للالتزام بمستوى خفض الإنتاج المتفق عليه مع منح روسيا وكازاخستان استثناءات لزيادة محدودة في إنتاجهما.

وكان ترامب يصر على أن ترفع أوبك الإنتاج لمنع حدوث قفزة كبيرة للأسعار وعندما انهارت أسعار النفط العام الماضي، دعا السعودية وروسيا إلى المساعدة في تبني تخفيضات غير مسبوقة لإنتاج النفط لحماية قطاع النفط الصخري الأميركي، لكن إدارة خلفه (بايدن) تحجم حتى الآن عن تبني نهج من هذا النوع.

وعندما قررت أوبك+ الإبقاء على الإنتاج كما هو في الرابع من مارس/آذار وارتفعت أسعار النفط، لم تعلق المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بشكل مباشر على القرار وقالت إن واشنطن تركز على مساعدة الأميركيين من خلال حزمة التحفيز.

وتأتي هذه التطورات بينما ناقشت أوبك+ اليوم الخميس ما إذا كانت ستبقي على التخفيضات الكبيرة لإنتاج النفط أم ستخففها.

وتجاوز خام برنت 63 دولارا للبرميل اليوم الخميس، مرتفعا أكثر من 20 بالمئة منذ بداية 2021 ومقتربا من أعلى مستوياته هذا العام.

وبدأ اجتماع الكارتل النفطي عبر الإنترنت عند الساعة 1300 بتوقيت غرينتش. وقال أحد المصادر "الصورة لا تزال غير واضحة".

ومع اقتراب الاجتماع، قال مندوبون بأوبك+ إن المجموعة ستبقي على الأرجح على أغلب تلك التخفيضات قائمة، نظرا لضعف آفاق الطلب بسبب إجراءات عزل عام جديدة لمكافحة فيروس كورونا.

لكن ثلاثة مصادر في أوبك+ قالت إن الأجواء تغيرت في آخر 24 ساعة وتناقش المجموعة الآن ما إذا كانت ستمدد التخفيضات الحالية أم سترفع الإنتاج. وقال مصدران إن الزيادة قد تصل إلى 0.5 مليون برميل يوميا. ولم يتضح بعد ما إذا كان التغير مرتبطا بمكالمة جرانهولم.

ويبدو أن تعاملات إدارة بايدن، التي أحجمت حتى هذا الأسبوع على الأقل عن تبني نهج من هذا النوع، تتسم ببرود أكبر بكثير مع الرياض وفرضت عقوبات على بعض السعوديين بسبب اغتيال جمال خاشقجي في عام 2018.

وعندما قررت أوبك+ الإبقاء على الإنتاج كما هو في الرابع من مارس/آذار وارتفعت أسعار النفط، لم تعلق المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بشكل مباشر على القرار.

ومما يُضيف إلى العوامل التي يمكن أن تؤثر على مشاورات أوبك+، قالت مصادر في المجموعة إن بعض أعضاء أوبك عبروا عن إحباطهم من أن روسيا وكازاخستان غير الأعضاء في أوبك أيدتا تمديدا واسعا للتخفيضات الحالية بينما تطالبان أيضا بزيادات ضئيلة لإنتاجهما للشهر الثالث على التوالي.

وقد تصبح أيضا إيران التي ينخفض إنتاجها كثيرا بسبب العقوبات الأميركية، موضوعا للنقاش بعدما تبين ارتفاع الصادرات الإيرانية خاصة إلى الصين، وسط تجدد للتوتر بين واشنطن وبكين.