تحت غطاء كورونا، قطر تُرحل قسرا عشرات العمال الأجانب

منظمة العفو الدولية: الدوحة احتجزت عشرات العمال الأجانب لأيام في سجن مكتظ وطردتهم بعد أن كانت أبلغتهم بأنه سيخضعون للاختبارات المتعلقة بفيروس كوفيد 19.
الدوحة تبرر عمليات الاعتقال والطرد بممارسة العمال الأجانب أنشطة غير قانونية زمن كورونا

لندن - سلط تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية (امنستي) الأربعاء الضوء على مآس تعرض لها عشرات العمال الأجانب في قطر من الاهانة إلى الاحتجاز والترحيل القسري بعد أن أبلغتهم السلطات أنهم سيخضعون لفحص فيروس كورونا المستجد.   

وقالت المنظمة الأربعاء على حسابها بتويتر إن "السلطات القطرية اعتقلت وطردت عشرات من العمال الأجانب بعد إبلاغهم بأنه سيجرى فحصهم للكشف عن الإصابة بفيروس كوفيد 19 ولم يتلق أي من الرجال الذين تحدثنا إليهم أي تفسير لسبب معاملتهم بهذه الطريقة ولم يتمكنوا من الطعن في عملية احتجازهم أو طردهم".

ومع انتشار فيروس كورونا في دول مجلس التعاون الخليجي الست، حيث جرى تسجيل ما يزيد عن 18000 حالة إصابة بالفيروس، تحث جماعات حقوق الإنسان الحكومات على حماية ملايين العمال المهاجرين الضعفاء وذوي الأجور المنخفضة.

ونقلت منظمة العفو الدولية عن 20 رجلا نيباليا قولهم إن الشرطة القطرية ألقت في 12 و13 مارس/آذار القبض على مئات العمال المهاجرين في الشارع ثم احتجزتهم لعدة أيام قبل نقلهم جوا إلى نيبال.

لكن الحكومة القطرية تذرعت بممارسة عشرات العمال ممن تم اعتقالهم وترحيلهم أنشطة غير مشروعة وأبلغت منظمة العفو بأنه أثناء تفقد المنطقة الصناعية بالدوحة "كشف المسؤولون عن أفراد متورطين في أنشطة غير قانونية"، قالت إنها "تشمل تصنيع وبيع المواد المحرمة والمحظورة إلى جانب بيع السلع الغذائية الخطرة التي يمكن أن تهدد بشكل خطير صحة الناس إذا تم استهلاكها".

إلا أن أحد النيباليين قال لامنستي التي تتخذ من لندن مقرا لها "كان السجن مليئا بالناس. تم إعطاؤنا قطعة خبز واحدة كل يوم وهذا لم يكن كافيا. تم إطعام جميع الناس في مجموعة مع وضع الطعام على البلاستيك على الأرض".

وقال ثلاثة رجال فقط إنه جرى فحص درجة حرارتهم أثناء الاحتجاز، لكن معظمهم قالوا إنهم خضعوا للفحص قبل السفر من قطر.

ولم يصدر حتى الآن رد من مكتب الاتصالات التابع للحكومة القطرية على ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية، لكن السلطات في الدوحة اعتادت الردّ في مثل هذه المسائل خاصة بعد حملة ضغوط دولية على قطر التي تواجه اتهامات بالإساءة للعمال الأجانب وبتشغيلهم في ظروف قاسية وتحديدا المئات منهم ممن يعملون في منشآت مونديال 2022.

وتوفي عدد من العمال بسبب ظروف العمل السيئة وغياب الحماية الكافية من حوادث الشغل وإجبارهم على العمل في درجة حرارة مرتفعة جدا.

وقالت العفو الدولية إن جميع العمال غادروا قطر دون تلقي رواتبهم المستحقة أو مستحقات نهاية الخدمة. وتقول جماعات حقوقية إن العمال المهاجرين ذوي الأجور المتدنية غالبا ما تثقل كاهلهم ديون كبيرة بفوائد عالية.

ويكون هؤلاء العمال معرضين لخطر انتشار الفيروس بسبب تكدسهم عادة في مساكن مخصصة للعمال حيث يقيم في الغرفة الواحدة حوالي 12 عاملا أو يشتركون في السكن مع آخرين في مناطق مكتظة. وفقد الكثيرون منهم وظائفهم ولا يحصلون على رعاية صحية جيدة.

وفرضت دول الخليج إجراءات عزل تام على بعض هذه المناطق المزدحمة ومنها المنطقة الصناعية في الدوحة.

ويبدو أن الدوحة وجدت في تفشي فيروس كورونا ذريعة للتخلص من مئات العمال الذين باتوا يشكلون عبئا عليها بعد أن ألقت منظمات حقوقية الضوء على ظروف العمل السيئة التي يعانون منها وبات ذلك مصدر قلق للدوحة التي تكافح لتلميع صورتها عالميا مع اقتراب فعاليات مونديال 2022.