تحذيرات أوروبية من إقامة إمارة إسلامية في أفغانستان

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف إطلاق النار في الأراضي الأفغانية، مشيرا إلى أن أي تحرك لتأسيس إمارة إسلامية سيؤثر على الدعم الأوروبي للسلام في أفغانستان.
غوتيريش يدعو لوقف فوري للحرب في أفغانستان
الاتحاد الأوروبي يتعهد بمنح أفغانستان 1.2 مليار يورو

جنيف - حذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الثلاثاء إلى وقف إطلاق النار فورا من أي تحرك لإقامة إمارة إسلامية في أفغانستان سيؤثر على الدعم الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد، داعيا إلى ضرورة وقف إطلاق النار.

وقال جوزيب بوريل ممثل الاتحاد الأوروبي في مؤتمر بجنيف لجمع الأموال لأفغانستان "يجب ألا يكون وقف إطلاق النار نتيجة للعملية (عملية السلام)، بل يجب أن يواكب العملية من اليوم أي محاولة لإقامة إمارة إسلامية مجددا سيكون لها تأثير على مشاركتنا السياسية والمالية".

وتعهد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بالإبقاء على وعوده بمنح أفغانستان 1.2 مليار يورو (1.43 مليار دولار) في مؤتمر للمانحين في جنيف.

وقالت يوتا أوربيلينن مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية "في 2016 أظهر الاتحاد الأوروبي التزاما قويا إزاء أفغانستان بتعهده بمنحها 1.2 مليار يورو على مدى أربعة أعوام".

وأضافت "يسرني أن أعلن اليوم أننا مستعدون للإبقاء على هذا المستوى من الدعم على مدى أربعة أعوام".

وينشط تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان منذ عام 2015، حيث ينفذ عمليات دامية في كثير من الأحيان. وأعلنت الجماعة المتطرفة مسؤوليتها عن عدة هجمات في العاصمة كابول في الأسابيع الأخيرة استهدفت مركزا تعليميا في أكتوبر/تشرين الأول أسفرت عن سقوط 24 قتيلا وجامعة كابول مطلع نوفمبر/تشرين الثاني واسفرت عن مقتل 22 شخصا كما أطلقت صواريخ السبت الماضي ما أسفر عن سقوط 10 قتلى.

بدوره دعا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الثلاثاء إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار" في أفغانستان لخلق بيئة محفزة لمحادثات السلام التي تجرى مع حركة طالبان في الدوحة.

وأضاف غوتيريش خلال مؤتمر بشأن أفغانستان في جنيف أن "عملية شاملة يتم فيها تمثيل النساء والشباب وضحايا الصراع على نحو مجد توفر أفضل أمل للسلام المستدام".

وتابع "التقدم نحو السلام سيسهم في تنمية المنطقة بأسرها وسيكون خطوة حيوية نحو عودة آمنة ومنظمة ولائقة لملايين النازحين الأفغان".

وتصاعد العنف في أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة على الرغم من المحادثات الجارية بين كابول والمتمردين منذ 12 سبتمبر/أيلول في الدوحة، حيث سُجل تقدم بطيء.

قالت دبورا لاينز، مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان، إن مباحثات السلام الأفغانية بين الحكومة وحركة طالبان، متواصلة في العاصمة القطرية، الدوحة.

جاء ذلك في كلمة لها خلال مؤتمر المانحين الدوليين لأفغانستان، الذي تستضيفه حكومتا أفغانستان وفنلندا بالاشتراك مع الأمم المتحدة، بالعاصمة السويسرية جنيف.

وأضافت أن المؤتمر الدولي في جنيف يتزامن مع استمرار مباحثات السلام بين الحكومة والأفغانية وحركة طالبان، في الدوحة.

وأشارت إلى أن عزم الأطراف الأفغانية على مواصلة مباحثات السلام، يعزز من شجاعتها لمواصلة عملها.

وأوضحت بأن المباحثات يجب أن تشمل مناقشة قضايا "حساسة ومعقدة" أيضاً، مثل "دور الإسلام في المجتمع، وآلية العدالة، وحقوق الإنسان، ومسألة الدين وحقوق الأقليات".

وفي سياق متصل أفادت المبعوثة الأممية بأن مستوى العنف لا زال مرتفعاً في أفغانستان، لافتة إلى وجود ملايين الأفغان خارج بلادهم، فضلاً عن آلاف النازحين منهم داخل البلاد.

وتعيش أفغانستان منذ نحو عقدين من الزمن نزاعا داميا بين الحكومة وحركة طالبان، وينشط في البلد تنظيمات إرهابية على غرار تنظيم القاعدة و"داعش، وهو ما أثر على عملية السلام.