تحذير إماراتي من تطاير شظايا الصراع بين إيران وإسرائيل إلى المنطقة
أبوظبي - حذرت الإمارات على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد من خطوات غير محسوبة العواقب ومتهورة قد تتعدّى حدود إيران وإسرائيل، داعية إلى تكثيف الجهود لتجنيب المنطقة توترات جديدة، فيما يأتي هذا التحذير في إطار دبلوماسية إماراتية تضع في صدارة أولوياتها تصفير المشاكل وتسوية النزاعات الإقليمية.
وقالت الوزارة في بيان "لا بدّ من التحرك السريع نحو غاية واضحة، وهي الوقف الفوري لما يجري قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة".
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء أن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان ناقشا خلال اتصال هاتفي الهجمات الإسرائيلية على إيران.
ونقلت الوكالة عن الرئيس الإماراتي قوله إن بلاده تجري محادثات مكثفة مع الأطراف المعنية لتهدئة الوضع. وذكرت أن الشيخ محمد بن زايد أعرب عن تضامنه مع إيران وشعبها في ظل الظروف الراهنة.
وتبعث الإمارات من خلال تحذيرها برسائل تدعو إلى التهدئة وضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية لحل الخلافات بدلاً من المواجهة العسكرية، في وقت تسعى فيه أبوظبي، إلى جانب دول خليجية أخرى، إلى لعب دور وسيط أو على الأقل الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع جميع الأطراف لمنع التصعيد.
ولطالما دعت الدولة الخليجية الثرية إلى ضرورة احترام القوانين الدولية وسيادة الدول، كما حثت الأمم المتحدة ومجلس الأمن على تحمل مسؤولياتهما في منع المزيد من التصعيد.
وترى الإمارات أن أي صراع بين إيران وإسرائيل سيؤثر على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وسيزيد من تعقيد الأزمات القائمة، في وقت تحافظ فيه على حيادها في النزاع، في إطار دبلوماسيتها التي تعتمد على الدعوة إلى الحوار بعيدا عن المزايدات السياسية أو التدخل في شؤون الآخرين.
ويتوقع أن تبذل أبوظبي، على مدار الساعة، جهودا مع الشركاء الإقليميين لاحتواء الصراع بين إيران وإسرائيل، لا سيما بعد أن راكمت خبرة دولية في تسوية الأزمات، وهو ما قد يمهد لدور أكبر للدبلوماسية الإماراتية على نحو يخدم الأمن الدولي والإنساني في منعطف تاريخي تمر به المنطقة.
وتتميز هذه الدبلوماسية بالبراغماتية والمرونة، والقدرة على التكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية، مع الحفاظ على الثوابت والمبادئ الأساسية التي تخدم مصالح الدولة الخليجية وتطلعاتها نحو السلام والازدهار.
وتسعى الإمارات إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من إسرائيل، عبر اتفاقيات أبراهام، ومع إيران من خلال قنوات دبلوماسية وتجارية، فيما يأتي التحذير الذي وجهته اليوم الثلاثاء من منطلق مصالحها الوطنية العليا، التي تتركز على الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي.
وأصلحت أبوظبي في السنوات القليلة الماضية علاقاتها مع طهران بعد توتر استمر لسنوات. وطبّعت الدولة الخليجية، إلى جانب البحرين، العلاقات مع إسرائيل في 2020.
وتقع دول الخليج العربي، بما في ذلك الإمارات، على مقربة شديدة من إيران، مما يجعلها في خط المواجهة المباشر لأي تصعيد عسكري، فيما ينذر أي صراع واسع النطاق بتداعيات ثقيلة على أمن واستقرار المنطقة.
وشنت إسرائيل حربها الجوية الأكبر على الإطلاق على إيران يوم الجمعة بعد أن قالت إنها خلصت إلى أن طهران على وشك تطوير سلاح نووي.
وتنفي إيران سعيها للحصول على أسلحة نووية وأشارت إلى حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، بما في ذلك التخصيب، باعتبارها طرفا في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.