تحذير استخباري من انزلاق اسرائيل الى العنف مع قرب إزاحة نتانياهو

رئيس شين بيت يرصد تزايدا في الخطاب التحريضي المتطرف والمشحون بالسياسة في حين تترقب اسرائيل تشكيل الحكومة الجديدة وانهاء 12 عاما من حكم نتانياهو.
رئيس شين بيت يدعو الزعماء السياسيين والدينيين إلى التحلي بالمسؤولية والتخفيف من لهجة التحريض
مسيرة يمينية يهودية متوقعة عبر باب العامود في البلدة القديمة في القدس

القدس - وجه رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" تحذيرا نادرا السبت من احتمال وقوع أعمال عنف خلال واحدة من أكثر الفترات المشحونة سياسيا منذ عشرات السنين مع اقتراب البلاد من الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أكثر رئيس وزراء بقاء في السلطة بإسرائيل.
ويواجه نتانياهو احتمال انتهاء مسيرته التي استمرت 12 عاما كرئيس للوزراء بعد أن أعلن زعيم المعارضة الوسطي الإسرائيلي يائير لابيد الأربعاء أنه نجح في تشكيل ائتلاف حاكم بعد انتخابات 23 مارس/آذار. وستكون الحكومة الجديدة، التي لم تؤد اليمين بعد، خليطا غير متجانس من الأحزاب اليسارية والليبرالية واليمينية والقومية والدينية بالإضافة إلى حزب إسلامي عربي وذلك لأول مرة في تاريخ إسرائيل.
وحذر نتانياهو في منشوراته على الإنترنت من أن هذه الشراكة "حكومة يسارية خطيرة".
ويشعر بعض الجماعات اليمينية بالغضب من نفتالي بينيت الذي يرأس حزبا قوميا متطرفا صغيرا والذي من المقرر أن يحل محل نتانياهو في اتفاق لتقاسم السلطة مع لابيد. وهاجمت عدة منشورات بينيت على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووعد بينيت قبل الانتخابات بعدم الانضمام لائتلاف مع لابيد الوسطي أو أي حزب عربي.
وقال نداف أرجمان رئيس شين بيت في بيان دون ذكر أي أسماء "رصدنا في الآونة الأخيرة زيادة في الخطاب التحريضي والعنيف المتطرف بشكل متزايد خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي".
وأضاف "قد يفسر هذا الخطاب بين مجموعات أو أفراد معينين على أنه خطاب يسمح بنشاط عنيف وغير قانوني قد يتسبب في ضرر جسدي".
ومنذ أن أعلن بينيت انضمامه إلى لابيد كثفت أجهزة الأمن من حمايته مع تنظيم مظاهرات يمينية بالقرب من منازل أعضاء حزبه على أمل منعهم من الانضمام إلى الحكومة.
ودعا أرجمان الزعماء السياسيين والدينيين إلى التحلي بالمسؤولية والتخفيف من لهجة التحريض المحتمل. وأعاد تحذيره إلى أذهان البعض في إسرائيل الفترة التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء آنذاك اسحق رابين عام 1995 والذي قتله يهودي قومي متطرف بالرصاص بسبب سعيه للتوصل لاتفاق الأرض مقابل السلام مع الفلسطينيين.
وأشار اليسار في إسرائيل لسنوات بأصابع الاتهام إلى نتانياهو، رئيس المعارضة آنذاك، لقيامه بدور في التحريض الذي سبق الاغتيال. ورفض نتانياهو بشدة هذا الاتهام وندد مرارا بمقتل رابين.
وقال لابيد وبينيت إنهما يأملان في أن تعالج "حكومة الوحدة" الانقسامات السياسية العميقة بين الإسرائيليين وتنهي الكراهية.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة إن 12 التلفزيونية الإسرائيلية السبت تأييد 46 في المئة من الإسرائيليين لحكومة بينيت-لابيد، وتأييد 38 في المئة لإجراء انتخابات أخرى لتصبح خامس انتخابات خلال عامين تقريبا في حين لم يوضح 15 في المئة موقفهم.
ومن المتوقع تصاعد حدة التوتر أكثر هذا الأسبوع عندما تمر مسيرة يمينية يهودية عبر باب العامود في البلدة القديمة في القدس.
واندلع قتال عنيف استمر 11 يوما في الشهر الماضي بين إسرائيل وحماس في غزة وأشعلته المواجهات الإسرائيلية الفلسطينية في القدس، داخل المدينة القديمة وحولها.
واندلعت مشاجرات السبت في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، حيث لعب طرد فلسطينيين من قبل المستوطنين اليهود دورا رئيسيا في اندلاع الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس.