تحركات السفير الفرنسي تثير أسئلة في تونس

الأمين العام لاتحاد الشغل ينتقد جولات ولقاءات بوافر دارفور مع القادة السياسيين باعتباره يحشر أنفه في أدق المسائل دون رادع.

تونس ـ انتقد نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل دور السفير الفرنسي في تونس أوليفي بوافر دارفور على خلفية لقاءاته بقادة سياسيين وتحركاته في المحافظات.
وقال الطبوبي إن السفير الفرنسي "يحشر أنفه في أدق المسائل دون رادع من أي كان". ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء الثلاثاء عنه "استغرابه من الذين يتحدثون عن هيبة للدولة في البلاد والحال أن السفير الفرنسي يرتع فيها".
وخلافا لبقية السفراء يقوم بوافر دارفور بخطوات كثيرا ما أثارت العديد من التساؤلات حول خلفياتها وأبعادها خاصة وأنه فتح مكتبه لعدد من الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية والرياضية وحتى المبدعين والفنانين.
ويرى مراقبون أن تعامل السفير المباشر مع النشطاء في مختلف المجالات ما هو إلا تجاوز لحدود مهامه. وقال الإعلامي مراد علالة إن "السفير الفرنسي يحرص على أن تكون تحركاته استفزازية لمشاعر التونسيين من خلال إحاطتها بمظاهر احتفالية مثل ارتداء اللباس التقليدي والتسوق وحضور التظاهرات التي ينظمها التونسيون في مختلف المجالات".

الطبوبي يستغرب من المتحدثين عن هيبة الدولة
الطبوبي يستغرب من المتحدثين عن هيبة الدولة

وأضاف علالة متحدثا لميدل إيست أونلاين أن "النقطة التي أفاضت الكأس تتمثل في التصريح الذي أدلى به السفير مؤخرا وثمن فيه منجزات حكومة الشاهد وأعرب فيها عن ثقته في الشاهد في كسب رهان الإصلاحات الكبرى".
وفي وقت سابق من مايو/ايار، صرح بوافر دارفور عقب اجتماع الشاهد بسفراء الدول السبع الكبرى المعتمدين بتونس وسفير الاتحاد الأوروبي بأن "ثقة فرنسا كبيرة في حكومة الشاهد من أجل مواصلة الإصلاحات وجعل تونس نموذجا في المنطقة".
وفي أعقاب التصريح، قال الطبوبي في 12 مايو إن "تقييم السفير الفرنسي لأداء الحكومة وتمجيده لها، وصمة عار جديدة لتونس"، مجددّا التأكيد على أن تونس "حرّة ومستقلة".
وأعرب مراد علالة عن استغرابه من تصريح السفير الفرنسي قائلا "ما يلفت الانتباه هي الخلفيات والأبعاد لتمجيد الشاهد، والحال أن تونس على وقع ذروة أزمة سياسية".
وشدد علالة على أن بوافر دارفور يسعى إلى اختراق المشهد السياسي من خلال زيارات مريبة لمقار بعض الأحزاب وفي مقدمتها مقر حركة النهضة الاسلامية.

وأدى السفير الفرنسي يوم 18 مايو الحالي زيارة إلى مقر الحركة حيث التقى راشد الغنوشي وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين تونس وفرنسا والأوضاع العامة بالبلاد".
ورأت القوى العلمانية في الزيارة نوعا من مغازلة النهضة ودعما فرنسيا لها ضد خصومها خاصة وأنه لم يقم بزيارات مماثلة لمقار أحزاب علمانية وديمقراطية.
ولا تتردد تلك القوى في التحذير من أن تحركات السفير تستبطن سعي باريس إلى في أن تكون لها الكلمة بشأن طريقة إدارة الشأن التونسي وفق رؤيتها التي تدفع باتجاه الإبقاء على إشراك النهضة في الحكم مستحضرين احتضان باريس العام 2014 لقاء الرئيس قائد السبسي والغنوشي وهو اللقاء الذي أفضى إلى التحالف بين الرجلين.
ولم يركز أوليفي بوافر دارفور نشاطه على تونس العاصمة فقط بل قام بعدة زيارات شملت محافظات القصرين وسيدي بوزيد وقابس وجيرة جربة حيث سمح لنفسه بتدشين مدرسة ما أثار جدلا في أوساط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا بكثافة مقطع فيديو لعملية تدشين المدرسة دون حضور أي مسؤول تونسي.
وعلق علالة على تلك الزيارات يقول "إن السفير الفرنسي لم يخترق فقط المشهد السياسي من خلال دعمه لبعض الأحزاب ولم يستفز التونسيين بتحركاته المريبة التي يحرص أن تكون محاطة بنوع من الاحتفالية الفلكلورية فحسب وإنما استباح جغرافيا دولة مستقلة".
وشدد علالة انه "إذا كانت تحركات أوليفي بوافر دارفور مدفوعة بقناعة لدية مفادها أن باريس لها ثقل دولي فهو خاطئ لأن القرارات الدولية تطبخ في واشنطن وفي لندن" مضيفا يقول "إن مصلحة تونس اليوم تقتضي توطيد العلاقة مع بروكسل التي تعد بوابة تونس للاتحاد الأوروبي".