'تحرير إيران' ورقة بايدن لتلافي هزيمة في الانتخابات النصفية

خطاب جو بايدن في الحملة الانتخابية محاولة لاستقطاب لوبيات مناهضة للنظام الإيراني فيما يظل الوضع الاقتصادي المحدد الرئيسي للناخب الأميركي.
ترامب يقوم بجهود كبيرة لدعم الجمهوريين
الملف الايراني جزء من الدعاية السياسية للديمقراطيين

واشنطن - تعهد الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن الخميس "بتحرير" إيران، وقال إن المحتجين الذين يعملون ضد حكومة البلاد سينجحون قريبا في تحرير أنفسهم، حيث باتت التطورات والاحتجاجات التي تشهدها إيران جزءا من المنافسة والمزايدة السياسية في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات النصفية.
وقال بايدن خلال حملة انتخابية واسعة النطاق في كاليفورنيا، بينما تجمع العشرات في الخارج حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين "لا تقلقوا، سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريبا".
ولم يسهب بايدن في الكلام، كما لم يحدد الإجراءات الإضافية التي سيتخذها خلال التصريحات التي ألقاها في كلية ميراكوستا بالقرب من سان دييجو لكن يبدو ان المسالة الايرانية دخلت مجال الصراع السياسي في الولايات المتحدة كما هو الحال مع مواضيع اخرى على راسها الطاقة والوضع الاقتصادي.
ويسعى بايدن فيما يبدو لاستقطاب عدد من اللوبيات اليهودية المناوئة للنظام الايراني وبعض جماعات حقوق الانسان المؤيدة للاحتجاجات الايرانية حيث باتت المسالة الايرانية جزء من الدعائية السياسية للديمقراطيين لتلافي الهزيمة في الانتخابات النصفية.
وأظهرت الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة أميني في 16 سبتمبر/أيلول تحدي العديد من الشباب الإيراني القيادة الدينية للبلاد، والتغلب على الخوف الذي خنق المعارضة في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979.
وقالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إنها ستحاول إخراج إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والمكونة 45 عضوا بسبب إنكار الحكومة لحقوق المرأة والقمع الوحشي للاحتجاجات.
وبدأت إيران للتو فترة مدتها أربع سنوات في اللجنة التي تجتمع سنويا في شهر مارس آذار من كل عام وتهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

وشدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجمعة على أن بلاده "تحررت" من الولايات المتحدة قبل 43 عاما، ردّا على الرئيس الأميركي جو بايدن وذلك في سجال يتزامن مع إحياء ذكرى اقتحام سفارة واشنطن في طهران عام 1979.
والجمعة، ردّ رئيسي على ما أدلى به بايدن "قبل ساعات" قائلا "إيران تحررت قبل 43 عاما ولن تكون أسيرتكم".
وشدد على أن "الشعب الإيراني العظيم لن يركع أمامكم".
وتوجه رئيسي في خطابه الى الآلاف الذين تجمعوا أمام المقر السابق للسفارة الأميركية وسط طهران لإحياء "يوم مقارعة الاستكبار العالمي"، أي ذكرى اقتحام السفارة عام 1979 من قبل طلاب مؤيدين للإمام روح الله الخميني، واحتجاز 52 رهينة أفرج عنهم بعد 444 يوما.
وأتى اقتحام السفارة بعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الخميني واسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان حليفا لواشنطن. واعتبارا من مطلع 1980، قطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن.
ورفع المشاركون في التحرك العلم الإيراني وهتفوا "الموت لأميركا" و"الموت لاسرائيل". كما حملوا لافتات كتب فيها "إيران قوية" و"أنا مطيع لأمر القائد" وصور الخميني والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
ورأى رئيسي أن إيران "قوية بفضل دماء الشهداء الطاهرة، والتوجيهات الحكيمة للإمام الخميني الراحل وقائد الثورة الاسلامية، وشعبنا الواعي بحضوره في مختلف ساحات الثورة"، منوّها بإحياء الذكرى في مناطق مختلفة.
وحذّر رئيسي الجمعة من أن العدو "يريد زعزعة الأمن والاستقرار في إيران ويريد استهداف ثقتنا بأنفسنا ووحدتنا وتكاتفنا"، وخصّ بالذكر مختلف المكونات القومية التي تحفظ "وحدة" الجمهورية الإسلامية، مثل الأكراد والبلوش والتركمان والعرب وغيرهم.

التوقعات تكشف عن امكانية خسارة الديمقراطيين بسبب مشكل التضخم
التوقعات تكشف عن امكانية خسارة الديمقراطيين بسبب مشكل التضخم


و حاول بايدن إنقاذ الديموقراطيين من هزيمة في انتخابات منتصف الولاية الأسبوع المقبل، بعد ساعات من خطاب دراماتيكي وصف فيه الانتخابات بأنها لحظة حاسمة بالنسبة إلى الديموقراطية الأميركية.
وتوجه بايدن إلى ولايات نيومكسيكو وكاليفورنيا وإلينوي، قبل أن يُنهي السبت في بنسلفانيا تنقلاته الكثيرة في المعركة الانتخابية الحاسمة.
ويُمضي الرئيس الكثير من الوقت في حملته الانتخابية في مناطق تُعتبر معاقل الديموقراطيين - مثل كاليفورنيا - ما يشير إلى اعتماد الحزب سياسة دفاعية.
من جهته انتقل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الذي لا يزال يتمتع بقبضة قوية على الحزب الجمهوري، إلى مرحلة الهجوم. وخلال تجمع في ولاية ايوا لم يُبقِ ترامب الكثير من الشكوك في ما يتعلق بخططه السياسية وقال لمؤيديه "سأترشح على الأرجح" للانتخابات. وأضاف "استعدوا، هذا كل ما يمكنني قوله. "سوف نستعيد أميركا، والأهم من ذلك، في العام 2024 سوف نستعيد بيتنا الأبيض الرائع".
وأضاف ترامب أنه في غضون ذلك سيكون 2022 "العام الذي سنستعيد فيه الكونغرس، وسوف نستعيد مجلس الشيوخ".
وتُرجّح استطلاعات الرأي فوز الجمهوريّين بمجلس النواب وربّما مجلس الشيوخ. حاليًا، ويحظى الديمقراطيّون بغالبيّة ضئيلة في المجلسَين، لكنّ الحزب خسر شعبيّته بسبب سخط شعبي من التضخّم المرتفع.
وأكّد بايدن في خطاب ألقاه في واشنطن مساء الأربعاء أنّ منافسة الأسبوع المقبل تتجاوز كونها مجرّد سياسات انتخابية، مشيرًا إلى أنّ مئات المرشّحين الجمهوريّين لمناصب في جميع أنحاء البلاد انضمّوا إلى نظريّة المؤامرة الكاذبة لليمين المتطرّف التي يقودها ترامب ومفادها أن الانتخابات الرئاسية عام 2020 كانت مزوّرة.
وعاد ترامب ليبرز كأقوى شخصية في الحزب الجمهوري، حيث يتوقع كثيرون اعادة ترشحه في عام 2024، على الرغم من خضوعه للتحقيق بتهمة الاحتفاظ بوثائق سرّية جدا في منتجعه في فلوريدا وتعرّضه للمساءلة مرّتين خلال ولايته الرئاسية.
ولا يزال ترامب الذي يثير الانقسامات ويعد بطلا في نظر ملايين الأميركيين، في الطليعة على لائحة المرشحين الرافضين لنتيجة الانتخابات. ومن المقرر أن يقيم تجمعا انتخابيا له في ولاية أيوا.
ومع انتقاد المحافظين للإدارة الأميركية بشأن التضخم والجريمة والهجرة غير الشرعية، استخدم بايدن (79 عاما) خطابه الأربعاء لمهاجمة ترامب وأنصاره، واصفًا إياهم بأنهم يطرحون تهديدا أكبر على البلاد.
وقال بايدن "هناك مرشحون يتنافسون على مناصب من كل المستويات في أميركا... لا يلتزمون قبول نتائج الانتخابات التي يخوضونها".
وأضاف أن هدفهم كان اتباع نهج ترامب ومحاولة "تخريب النظام الانتخابي"، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 300 جمهوري ينكرون نتائج الانتخابات يشاركون في السباقات الانتخابية في كل أنحاء البلاد هذا العام.
وتابع "لقد شجعوا على العنف وترهيب الناخبين والمسؤولين عن الاقتراع" بعد أقل من عامين على قيام حشد من أنصار ترامب بالهجوم على مبنى الكابيتول في محاولة لإلغاء نتيجة انتخابات عام 2020.
وقال "هذا هو السبيل إلى الفوضى في أميركا. إنه أمر غير مسبوق وغير قانوني ومنافٍ لقيم أميركا".
في أعقاب هجوم عنيف على زوج رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، زاد بشكل كبير من مخاوف الخطاب السياسي المشحون، حضّ بايدن الأميركيين على الاتّحاد دفاعًا عن الديموقراطية.
وأوضح "علينا أن نقف صفًا واحدًا لنبذ العنف السياسي وترهيب الناخبين. نقطة على السطر".
الاولوية للاهتمامات الاقتصادية

وبعد 22 شهرا على الهجوم على مبنى الكابيتول، أظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين الأميركيين أكثر اهتماما بالاوضاع الاقتصادية.
ويقول أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم في المسح الذي أجرته جامعة كوينيبياك، إن أسعار الغاز والسلع الاستهلاكية هي القضية الاقتصادية الأكثر إلحاحا بالنسبة إليهم.
وردا على خطاب بايدن، اتّهم زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي الرئيس برفض "معالجة مخاوف الأميركيين الرئيسية".
وكتب مكارثي على تويتر "بعد ستة أيام، سيفوز الجمهوريون بشكل مقنع وسيساعدون في إعادة وضع أميركا على المسار الصحيح".