تحفظ أوروبي على طلب واشنطن استعادة مقاتلين أجانب في سوريا

وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية ينتقدون إثارة ترامب موضوع عودة الجهاديين عبر تغريدات ويتعهدون بمناقشة المسألة.

بروكسال - تحفظ عدد من وزراء خارجية الدول الأوروبية الاثنين في الرد على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إعادة المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش الذين جرى اعتقالهم في سورية، ولكنهم اعترفوا بأنه يجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مناقشة هذه القضية الشائكة.

وكان ترامب قد دعا السبت أوروبا إلى" استعادة 800 من مقاتلي داعش الذين جرى اعتقالهم في سورية ومحاكمتهم".

وهدد ترامب في تغريدة بأن الولايات المتحدة الأمريكية، التي سوف تسحب قواتها من سورية، سوف تضطر في حال عدم تنفيذ هذا المطلب للإفراج عن المقاتلين المتشددين.

ويشار إلى أن الكثير من المقاتلين من المواطنين الأوروبيين ويتمتعون بحق العودة.

وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن قبل إجراء المباحثات في بروكسل مع نظرائه الأوروبيين " هذه مشكلة، نحن على دراية بذلك في أوروبا" منتقدا إثارة ترامب للقضية عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.

وأضاف" إذا أردنا التوصل لحل منطقي إذن يتعين علينا مناقشة الأمر.وليس أن نتبادل تغريدات ، هذا أمر غير منطقي".

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن طلب أميركا" صعب التحقيق" في الوقت الحالي، مؤكدا أنه سوف يكون قابلا للتنفيذ فقط إذا ما جرى نقل المقاتلين الأجانب على الفور إلى مراكز الاحتجاز بالتزامن مع بدء الإجراءات القانونية ضدهم

وأوضح" الوضع القانوني هو أن المواطنين الألمان لهم حق العودة للبلاد".

وأضاف أن ألمانيا سوف تناقش القضية مع أمريكا بالإضافة إلى شركائها الأوروبيين، خاصة فرنسا وبريطانيا، موضحا" مع ذلك، من المؤكد أن الأمر ليس بالسهولة التي يتخيلونها في أمريكا".

طلب أميركا صعب التحقيق في الوقت الحالي

وقالت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل إنها لا تستطيع فهم طلب ترامب، مشيرة إلى أنه لن يكون " في مصلحة أحد" الإفراج عن المقاتلين الأجانب الذين قام التحالف الدولي والمقاتلين الأكراد باعتقالهم.

ومن ناحية أخرى، قال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو إن إحدى" أكبر التحديات" التي تواجه أوروبا هى منع المقاتلين الأجانب من العودة لأوروبا.

وأشارت وزيرة الخارجية السويدية مارجو والستروم اليوم إلى أنه منذ عام 2011، أصدرت بلادها أعلى درجة تحذير من السفر لسورية.

وأضافت" إذا سافرت إلى هناك على الرغم من التحذير، لا تستطيع الاعتماد على المساعدة القنصلية"، موضحة" هناك فرق بين الذين كانوا يقاتلون وأطفالهم، وهذه مسألة نناقش كيفية التعامل معها".

وتحتجز قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن والتي تخوض معارك ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في آخر جيب له في شرق سوريا، مئات المقاتلين الأجانب المنتمين إليه في وقت تزايدت الدعوات الموجهة لبلدانهم لاستعادتهم.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين لصحيفة "بيلد" "يجب أن يكون بإمكاننا ضمان إمكان ملاحقة المقاتلين قضائيا".

وفي معرض تأكيدها على الصعوبات التي تواجهها محاكمة المقاتلين السابقين، أشارت الوزيرة إلى عدم وجود "حكومة في سوريا تربطنا بها علاقة معقولة".

وأضافت أنه "لا يمكن (للرئيس السوري بشار) الأسد أن يكون نظيرا لنا وقوات سوريا الديموقراطية ليست منضوية في حكومة وحدة وطنية"، مشددة على ضرورة ضمان الحصول على أدلة وشهادات في سوريا إذا كانت ستتم محاكمة المقاتلين.